عمر حاجي
أديس أبابا (العلم) قال الدكتور محمد إدريس نائب المدير العام لمؤسسة المغتربين: إن العلاقات التاريخية والثقافية بين العالم العربي وإثيوبيا عميقة الجذور منذ آلآف السنين بحكم قرب إثيوبيا إلى دول الشرق الاوسط. مؤكدا على أن مكتبه جاهز للعمل بالتعاون مع الجهات المعنية في تطبيق مشاريع تسخر إمكانيات المغتربين واستخدامها كجسر تواصل بين الدول والشعوب، مشيرا إلى انه يتم الاحتفال بيوم المغترب العربي في العالم كل عام.
وكان قد جاء هذا، أثناء إحتفاء السفارة المغربية بمقرها بأديس أبابا بيوم المغتربين العرب للمرة الثانية بحضور سفراء الدول العربية المعتمدين لدى إثيوبيا ومسؤولين حكوميين إثيوبيين وممثل منظمة الهجرة العالمية وغيرهم من المدعوين.
وفي هذا السياق، أجرت صحيفة (العلم) مقابلة مع سعادة السفيرة المغربية نزهة علوي، وسعادة السفير اليمني يحي الأرياني، وسعادة الدكتور شلتاغ رئيس جامعة الدول العربية لدى إثيوبيا، حول العلاقة الإثيوبية والدول العربية بصورة عامة.
وقالت سعادة السفيرة نزهة علوي محمد، سفيرة دولة المملكة المغربية وعميدة البعثات الدبلوماسية العربية لدى إثيوبيا: إن العلاقات الثنائية والتجارية والاستثمارية بين المغرب العربي وإثيوبيا تظهر تطورا مستمرا، بالإضافة إلى مجالات عدة، سواء على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، مشيرة إلى التأكيد للمغترب العربي ودوره الحيوي وأهميته في بناء جسور الصداقة والسلام والإعتراف للإنجازات والإسهامات التي يحققها في دول المهجر. المتواجدين في إثيوبيا يساهمون في تنمية بلادهم وتعزيز الصورة الإيجابية لبلدهم. كما أن هذا الإحتفال ينسجم مع المغتربين العرب لتخصيص يومهم تأكيدا على أهميتهم وتأكيد دورهم على أسس الأمن والسلام التي يحققها في دول الملجئ،
وقالت سعادة السفيرة نزهة: إن الجهود التي بذلتها المملكة المغربية على المستوى الإفريقي بشكل خاص لإحداث المرصد الإفريقي بالربط كمؤسسة تابعة للإتحاد الإفريقي، وإعلان الربط الذي توج أشغال منتدى الرباط حول تخفيض تكاليف التحويلات المالية للمغتربين الأفارقة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى التوفيق بين مصالح دول المنشأ ودول المقصد واسبتدال النهج المبني على شعار الأمن والسلام والتنمية للجميع، مضيفة إلى أنه إذا تم إدارة الهجرة بشكل جيد ستسموا لا محالة في التنمية المستدامة بصورة كبيرة، وستعود بالمنافع لدول المنشئ والملجئ. كما أشادت بالدور الذي يلعبه المغرب على المستويين الإقليمي والدولي في محاربة الهجرة غير الشرعية وتفكيك شبكات الاتجار بالبشر ودمج المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت سعادة السفيرة نزهة: إن المملكة المغربية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لم تدخر منذ تعيين جلالته كقائد لقضية الهجرة في القمة الثامنة والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، في خدمة قضية الهجرة والمهاجرين وذلك بتحديد أجندة ورؤية واضحة لظاهرة الهجرة وما يترتب عليها. لأن الهجرة، هي ظاهرة عابرة للحدود، وبالتالي لا يمكن لأي دولة، سواء كانت دولة منشأ أو العبور أو دول المقصد أن تعالج مسألة الهجرة بمفردها. داعية إلى تبني منهجية شاملة للاستفادة من عائدات الهجرة بغية الوصول إلى معادلة تحقق للدول والمجتمعات والمهاجرين السلام والأمن والاستقرار.
وأوضحت السفيرة نزهة: بأن العديد من البلدان في المنطقة العربية كغيرها من المناطق الأخرى في العالم تهددها ظواهر طبيعية كتغير المناخ والجفاف والاحتباس الحراري، وهو ما يقوض عملية التنمية مما يدفع السكان للاضطرار للهجرة من بلدانهم إلى بلدان أخرى والبحث عن سبل عيش كريمة في مناطق أكثر أمنا وتنمية، وهو الأمر الذي يتعين معه اتخاذ خطوات جريئة في التعامل مع الهجرة.
ومن جانبه، قال سعادة السفير اليمني يحي الأرياني أيضا، حول هدف الإحتفال بهذه الفعالية؟ ومستوى العلاقة الإثيوبية اليمنية في الوقت الراهن: أولا، إن المغتربين العربي هي ظاهرة إيجابية في بلد الإغتراب، وهناك مجموعة من المستثمرين المغتربين والمهاجرين العرب في إثيوبيا، وبالتالي، أن هذه الظاهرة أثبتت إضافة إلى المتواجدين من المستثمرين العرب. ونحن دائما حريصون على أن تستمر هذه الظاهرة، كما أن هذا اليوم، هو يوم متميز بالنسبة للمغتربين العرب، وقد بدأنا في العام الماضي، وسيصبح تقليدا مستمرا.
وأما فيما يتعلق بمستوى العلاقة اليمنية والإثيوبية: فإنه لا شك أن هذا رابط أساسي لإثراء العلاقات العربية الإثيوبية، لأن إثيوبيا عمق استراتيحي للدول العربية، وبالتالي، فإن هذا النشاط يصب في تعزيز العلاقات البينية (العربية الإثيوبية). ونحن دائما فخورون بأن يستضيف هذا البلد مجموعة من المغتربين والمستثمرين التي تعكس روح الأخوة والتعاون المقدر علينا وعلى جامعة الدول العربية.
ومن جانبه، قال سعادة السفير الدكتور وليد شلتاغ رئيس جامعة الدول العربية لدى إثيوبيا حول العلاقة الإثيوبية الثنائية مع جامعة الدول العربية، وهدف الإحتفال، والفوائد منه ؟ إنه في الحقيقة، نحن كجامعة الدول العربية في إثيوبيا، فإن علاقات الدول العربية مع إثيوبيا قوية، وهي الدولة المضيفة للمغتربين. ونحن نعتز بهذه العلاقات التاريخية والطبيعية والإجتماعية والإقتصادية والدينية.
مؤكدا على أن علاقة الدول العربية مع إثيوبيا متميزة حيث نعتبرها هي الأقرب من جميع النواحي.
وقال الدكتور وليد: إنه يجب علينا تعزيز هذه العلاقات وتطويرها نحو الأفضل، والشيئ المهم، نحن كجامعة الدول العربية هنا نهتم بالجاليات العربية المتواجدة في إثيوبيا، ومن هذا التواصل مع الجالية العربية مع دولهم العربية حتى لا يشعرون بالغربة رغم أنهم موجودون في دولتهم الثانية في إثيوبيا وفي دول أخرى. من أجل تعزيز إرتباطهم العضوي والمعنوي والروحي مع بلدانهم.
ونحن نمثلهم في هذا البلد، وبالتالي نكرمهم بهذا اليوم، وهذا قرار من جامعة الدول العربية بتكريم المغتربين الذين يلعبون دورا كبيرا وهاما في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول المضيفة وبلدهم الأصلي.
وأشار السفير الدكتور وليد، قائلا: إنه عندما ترى المهندس يشتغل في مطارات بولي أو يعمل في الشوارع، ويقوم ببناء الجسور سيجسد هذا الصورة الحقيقية للصداقة والتعاون بين بلداننا وبين البلدان المضيفة-إثيوبيا. وهذا، ما يفرحنا جدا حقيقة، ونعتزبهم ونكرمهم، وحتى يشعرون بأن دولهم تمد الجسور القوية بينهم وبين مواطنيهم. وبالتالي، فإن إعتزازنا كبير بهم.
وخلال هذا الحفل، تم تكريم عدد من أبناء الجالية العربية في إثيوبيا نظير ديناميتهم الإيجابية ومساهمتهم في عدة مجالات بالعاصمة الإثيوبية الذين قاموا ولا يزالون يقومون بالأعمال المختلفة والإستثمار في مجالات عدة، على سبيل المثال، كوثر قدوري من المغرب، ومحمد الحارثي من الأردن، وجورج قسطنطين من سوريا، ومحمد نمر زايد أبو سمهدانة من فلسطين، وفريد خلف ونهاد ضو من لبنان، وعبدول محمدو موريتانيا، وعبد الله أبو بكر باب جرش اليمن، مشيرا إلى أن هذا يعتبر شيئا مميزا من جامع الدول العربية ودولها في أن تعتمد لأبنائهم وبناتهم.
وبالتالي، نحن نعتقد أن الظروف الصعبة في كثير من الأمور بالنسبة للمغتربين تجعلنا نهتم بهم أيضا وبمشاكلهم وبقضياهم، خصوصا فيما يتعلق بالأوراق الثبوتية وجوازات السفر والإقامة وغيرها بالتعاون والتنسيق مع سفارات بلدانهم.