من موظف الي مستثمر!!

 

عمر حاجي

إن هناك شاب اسمه أدانة شومي، وهو يعيش في مدينة إمديبيرا بمنطقة جوراجي بإقليم وسط إثيوبيا، وتخرج هذا الشاب من جامعة أديس أبابا بدرجة البكالوريوس بمهنة الصحة وعمل كمسؤول صحي في الجامعة لمدة عامين. ثم عاد إلى مدينة إنديبيرا وفتح عيادة خاصة مع جدته. كما مارس أعمال التجارة، ومع ذلك كله لم ينجح فيهم. وقال: إن جميع الأنشطة التي ذكرتها الآن لم تكن لي كما كنت أحلم وأتوقع منها. لكن الآن أنا منخرط في قطاع الزراعة.

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة حول كيفية بدء أنشطة الزراعة؟ والهدف الذي دفعه إلى هذا العمل، على الرغم من أن مهنته التعليمية كانت في الصحة؟، وفي أي مستوى الآن، من حيث الإنتاج ومستوى حصوله على الدخل؟ مع الشاب أدانة، ورئيس مكتب الزراعة في مدينة إمدبيرا  السيد طغايي نائب رئيس مدير الزراعة في منطقة جوراجي، ورئيس قطاع الثروة الحيوانية السيد محمد مدثر.

أولا، الشاب أدانة: إن هناك أشجار البارزاف التي غطت مساحة هكتارين من الأرض. ويبدأ بيع هذ الشجر بمبلغ 100000 بر عندما يصل عمره إلى أكثر من ثماني سنوات. وكان عمر أشجار البارزاف أكثر من 100 عام. ونقلت هذه الأرض إلينا من أجدادنا بالوراثة. وقال حول قلعها، إن قلع هذا الشجر من الأرض من الجذور كان أمرا صعبا جدا. وذلك، من أجل زراعة الفواكه في مكانه، مثل الموز والأفوكادو والخضروات الأخرى المختلفة.

وسرد حديثه وقال: بدأت هذا العمل لأنني أريد العمل والتغيير، وبدأت إزالة أشجار البارزاف الذي كان موجودًا منذ أكثر من 100 عام، وقمت بزراعة مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه. وإنني أقوم بهذا العمل بإصرار قويين لأنني أقنعت نفسي بضرورة التغيير. وقد مر عام منذ أن بدأت هذه الوظيفة. والآن تمت زراعة الأراضي التي كانت مغطاة بتلك الشجرة بغرس الموز والأفوكاد والبن والزنجبيل. واستغرق مني إزالة جذور الشجر الواحد من الأرض وتقطيعه أكثر من أسبوع. وكانت التربة التي غطها شجر البارزاف حمضية، مما أدى إلى إضافة السماد إلى التربة لجعلها أكثر سماكة، ودعم الأرض بالسدود، مضيفا إلى أن هناك تنتشر تربية المواشي على نطاق واسع في هذه المنطقة.

وبعد ذلك، قمت بزراعة قنطار من الزنجبيل في العام الماضي الذي جلبته من هدية سلاسلة مختارة، وزرعته على قطعة أرض مساحتها 500 متر مربع، وحصلت على 24 قنطارًا من الزنجبيل وبعته بمبلغ 156 ألف بر. بالإضافة إلى زراعة 1000 جذور موز عالية الإنتاجية، و1500 شتلة شجرة البن. كما أحضرت 1000 شتلة من نباتات الموز بالشاحنة ذات سلاسلة وإنتاج أفضل من أربا مينش وزرعتها في الأماكن التي قمت بإزالة شجر البارزاف، وإثراء التربة واستخدمت مخلفات الماشية. وتعلمت من الخبراء أن نبات الموز يمكن أن ينتج ما يصل إلى 40-50 كيلوجرامًا من جزر شجر الموز الواحد.

وحول تقديم الدعم المهني؟، قال الشاب: إن الخبراء الزراعيين يقدمون لي كثيرا من الدعم، بالإضافة إلى أن الجهات الحكومية تشجعني وتدعمني من خلال تقديم المساعدة اللازمة، وحصلت على قرض بقيمة 300 ألف بر لبناء بيت لحظيرة الأبقار وإنتاج اللبن. وحول استخدام الأراضي والمياه، قال. إن الأرض التي تم تطهيرها من شجر البارزاف قد تم زراعتها الآن، وقد كلفتني كثيرا على الرغم من أنها تبدو عند النظر إليها بهذه الطريقة بسيطة وسهلة. وقال أيضا، إن أرضنا ومياهنا موارد ضخمة لا نستخدمها بشكل صحيح. وهنا نهر جوجاب يتدفق بالقرب من أرضنا منذ سنوات طويلة دون الإستفادة منه، وأنا أستخدم النهر حاليًا لإنتاج الخضروات والنباتات المختلفة خلال موسم الصيف. وفي العام الماضي، عندما بدأت مشروعًا زراعيًا منظمًا، كان رأسمالي 60 ألف بر وقد حصلت رأس المال هذا من خلال بيع كمية أشجار البارزاف. والباقي بنيت به الأسوار وبيت أبقار الألبان. والآن، أنا في حالة جيدة كما أتوقع نتائج عالية من عملي في المستقبل. وما عليك من عملية التعلم والتخرج سوى انتظار وظيفة حكومية.

ومن الجيد أن نتعلم. ومع ذلك، ليس من الصواب أن تتخرج من جامعات مختلفة وتنتظر وظائف حكومية فقط. وأنصح الشباب أن يكونوا على دراية بجميع فرص العمل المحيطة بهم. وقال: أنا درست الطب لكن أمارس الآن بنشاط في الزراعة المنظمة. وإذا كان لدينا رغبة وحافز للانخراط في أي شيء وتطبيق نصيحة الخبراء، فيمكننا النجاح والنمو. وقد خلقت فرص عمل مثالية لخمسة شباب بشكل دائم و 15 شاب بشكل مؤقت. ويمكن للشباب الآخرين أن يتعلموا الكثير مني. لقد شاهد ذلك مني سكان منطقتي، وهم بدأو بقطع الأشجار من جذورها  ويجهزونها لإنتاج الخضروات والفواكه المختلفة.

وذكر رئيس مكتب الزراعة في مدينة إمديبيري السيد صغاي شومي، بأنه يتم تنفيذ تربية الأبقار الحلوبة وتسمينها، وإنتاج الخضروات والفواكه على نطاق واسع في مدينتنا في إطار برنامج “المصدر الكامل”. تم تنفيذ أنشطة واسعة النطاق لضمان حصول الأسر التي تعيش على أراضي محدودة على الأمن الغذائي على أقل تقدير،وقد تم تنظيم أكثر من 20 جمعية في المدينة وتقوم الآن بتربية أبقار وإنتاج الألبان. ويتم إنتاج 22-32  لترا من الحليب يوميا من بقرة حلوب واحدة في المدينة. وفي غضون عامين، تم تربية 1154 بقرة حلوب باستخدام السائل المنوي المحسن. كما نقوم بتوفير المراقبة اللازمة للأبقار بعد فطامها عن حليب أمها.

وقال: إن مدينة إمديبيرا مناسبة للزراعة، لأنها تقع بين نهري غوجابي وماجيشا. وتجري حاليا أعمال واسعة النطاق لقطع البارزاف على طول ضفاف هذه الأنهار وزراعة الخضروات والفواكه. وأن الأرض المقطوعة من أشجار البارزاف مزروعة بمختلف الخضار والفواكه، وتنتج على مدار السنة. ويعتبر الشاب أدانة شومي، قدوة جيدة للشباب من خلال إنتاج مجموعة متنوعة من الإكتفاء الذاتي من تناول الوجبات الصحية من الخضروات والفواكه. وحول الدعم الذي يقدمها مكتب الزراعة بالمدينة، قال صغاي: إن الدعم والمراقبة للسكان والشباب المشاركين في قطاع الزراعة الحضرية. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل مع أطراف أخرى لإنشاء روابط الأسواق.

ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس مدير الزراعة في المنطقة، ورئيس قطاع الثروة الحيوانية السيد محمد مدثر، إن برنامج “المائدة المتكاملة” وهي مبادرة أطلقها رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد في عام 2015 م إ. يتم تنفيذها بشكل جيد في منطقتنا. وفي هذا الإطار، قمنا بإنشاء قرى الحليب، والدواجن، والعسل، واللحوم، والأسماك. ونخطط في المستقبل لتنظيم 60 جمعية في 185 قرية بالمنطقة وإنشاء 525 مدن إنتاج الألبان.

وقال السيد محمد، فيما يتعلق بتحسين سلالة الماشية: إنه قبل برنامج “المائدة الكاملة”، ركزنا على ضمان حصول كل أسرة على سلالة محسنة واحدة من أبقار الألبان. 23% من الماشية من سلالات محسنة. وهذا يدل على أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به. ولذلك، نحن بحاجة إلى تحسين نسل 10٪ من الأبقار كل عام. ونخطط في هذا العام لتحسين سلالة 22.000 رأس من الماشية. وينفذ الجدول الكامل خلال مدة أربع سنوات. وقد مر عام ونصف منذ بدء البرنامج. وقال إنهم يخططون خلال العامين ونصف العام المتبقيين لإنشاء 525 قرى الألبان، و1076 قرى الدواجن، و80 قرى اللحوم، و100 قرى العسل، و20 قرى للأسماك في المنطقة.

ووفقا للسيد محمد، فإن هناك، جمعيات تربية المواشي، وتعمل 60 جمعية في تربية الماشية، و236 جمعية في تربية الدواجن. وقال: إن القطاع الزراعي يلعب أيضا دورا مهما في خلق فرص عمل واسعة. مؤكدا على أن هدفنا الرئيسي، هو ضمان الأمن الغذائي للأسر، وتوفير النظام الغذائي المتوازن لها، مشيرا إلى أن 120 ألف أسرة استفادت من موارد الألبان، و85 ألف أسرة من موارد اللحوم، و69 ألف أسرة من موارد الدواجن. وهذا لا يشمل طبعا الشباب الذين ينظمون أنفسهم ويمارسون في تربية أبقار الألبان والدواجن.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai