عمر حاجي
إن حكومة الإقليم تقوم بتصميم وتنفيذ العديد من البرامج لزيادة الإنتاج والإنتاجية من القطاع الزراعي وتحقيق الهدف الوطني المتمثل في الاكتفاء الذاتي من الحبوب الغذائية من خلال تنفيذ برنامج “ثمار التنمية” في جميع أقاليم البلاد. ويقوم كل مزارع بزراعة محاصيل مختلفة من الخضروات والفواكه في حقله وجمع المنتجات التي تساعد الآخرين.
وبناء على هذا، فإن جمعية ياميني لإنتاج الخضار والفواكه، وهي مجموعة من التعاونيات الشبابية بمركز تشاه في وديرو قبلي، بمنطقة جوراجي في إقليم وسط إثيوبيا تقوم بإنتاج الخضار والفواكه المتنوعة على مساحة تزيد عن 30 هكتاراً من الأراضي من خلال تنمية الري وتوفيرها للأسواق بأسعار مناسبة.
وفي هذا الصدد، قال منسق جمعية الشاب السيد دانئيل شيفتا، الحاصل على درجة البكالوريوس في البستنة، لصحيفة (العلم) في حوار أجرت معه أثناء زيارة بستان الجمعية خلا رحلة ميدانية، حول متى تأسست الجمعية ؟ وبأي مبلغ بدأت الأعمال؟ وكم عدد أعضائها؟ وماذا توصلت الآن؟ والخطة المستقبلية؟ وغيرها من الأسئلة؟: إن الجمعية تأسست في عام 2009 وتضم ثلاثة أعضاء وامرأتين، ويكون مجموع الأعضاء خمسة أنفار. وجمعت الجمعية 7000 بر من أعضائها، واقترضت 28000 ألف، بإجمالي مبلغ قدره 35 ألف بر إثيوبي.
وبما أن الجمعية ليس لديها رأسمال كاف، بدأت العمل على هكتار من الأرض واشترت مضخات المياه والبذور المختارة وعرضت المنتجات على الأسواق بأسعار معقولة، وحصلت على نتائج ملحوظة، ومن ثم قدمت الطلب على إدارة المنطقة بزيادة الأراضي لمزيد من الإنتاج. وقدمت إدارة المنطقة 30 هكتارًا من الأراضي التي تصلح للري ومضخات المياه، وبذور مختارة، ومدخلات زراعية وقروضًا. وبدأت الجمعية رحلتها بنجاح وواصلت أنشطة الإنتاج بمبلغ يصل 75000بر في السنة الأولى حسب ما ذكره الشاب دانئيل.
وقال الشاب دانييل، إن الجمعية تعمل على توسيع أراضيها المروية كل عام، وتقوم حاليًا بإنتاج الخضروات والفواكه المتنوعة من الطماطم، والفلفل الحار، والملفوف، والبصل، وهبهب. وهذه المنتجات التي تقدمها الجمعية للأسواق بأسعار معقولة. وبلغ إجمالي رأسمال الجمعية الآن إلى أكثر من 10 ملايين بر خلال رحلتها التي استمرت لمدة ثماني سنوات، وهي تتوجه نحو الاستثمار. كما خلقت الجمعية فرص عمل لـ 200 من الشباب حاليا. كما أن إدارة منطقة تشاه لا تزال تقدم الدعم للجمعية من خلال إنشاء روابط الأسواق، حيث تزود الجمعية منتجاتها لمختلف مناطق الإقليم، مضيفا إلى أن المنتجات التي توفرها الجمعية تصنف من الدرجة الأولى نظرا لجودتها ويتم طرحها أيضا في أسواق المنتجات الإثيوبية.
وقال الشاب دانئيل حول سر نجاج الجمعية؟: إن أساس سر نجاح الجمعية، هو دعم إدارة الإقليم، حيث يعمل معنا خبراء زراعيون لمراقبة الإنتاج الزراعي للجمعية بشكل يومي. كما أن سوق الطماطم قد تراجعت بشكل كبير على الصعيد الوطني، فإن دل ذلك، فإنما يدل على أن هناك إنتاجا كافيا. وكان في العام الماضي يباع صندوق الطماطم الوحد بسعر 3500-4000. ونحن نبيعها في هذا العام بسعر 300-400. وتقوم الجمعية بتوريد الطماطم بسعر7 للكيلجرام الواحد في حين تباع بسعر 15-20 في الأسواق المحلية، مشيرا إلى أن الجمعية تبذل جهوداً لبيع منتجاتها للمستهلكين بأسعار منخفضة مع توفير أماكن مختلفة. وهذا يربط المنتج والمشتري بشكل مباشر، ويلعب دورًا مهمًا في إزالة السماسرة الذين يزيدون الأسعار بشكل غير قانوني في الأ سواق، بينما يكون هناك إنتاج كافٍ.
وذكر الشاب دانئيل: أن المنتجات الزراعية التي توفرها الجمعية تلعب دوراً مهماً في تغيير النظام الغذائي للمجتمع المحلي وضمان حصول المجتمع على غذاء متوازن، مشيرا إلى أنه في السابق لم يتعود أكل هب هب معروفا في المنطقة، ولكن في الوقت الحالي، يقوم المجتمع المحلي بشراء هذه المنتجات. ولم يكن هناك سوى الطماطم المعروف. لكن في الوقت الحاضر، تغير النظام الغذائي للمجتمع المحلي، مشيرا إلى أن الجمعية ستعمل على زيادة عدد البذور المختارة وتزويدها للمزارعين المحليين والجمعيات الفقيرة في المستقبل. مؤكدا على أن حل مشكلة إمدادات البذور المختارة هي مهمة الجمعية في المستقبل. وتخطط الجمعية للمشاركة في تربية الأبقار الحلوبة حيث يتم استخدام بقايا منتجات الجمعية في تغذية الحيوانات. كما تخطط الجمعية لتوسيع أراضيها الزراعية إلى 50 هكتارا أو أكثر، بالإضافة إلى خلق المزيد من فرص العمل. العديد من الشباب في المنطقة لا يستغلون الفرص. ومن خلال العمل الجاد، تعد الزراعة قطاعًا يمكنه تحقيق نجاح كبير في خلق فرص عمل واسعة على المدى القصير. ونحن كنا خمسة شباب نظمنا أنفسنا وشاركنا في الأنشطة الزراعية وفي غضون ثماني سنوات قمنا ببناء منازل بشكل فردي حصلنا على دخل أفضل. وإذا تم تنظيم الشباب وإشراكهم في تسمين الماشية وتربية أبقار الألبان وتربية الدواجن وإنتاج القمح والخضروات والفواكه المختلفة، فيمكنهم كسب دخل أفضل في فترة قصيرة من الزمن.
وقال: إن نقص الائتمان يخلق مشاكل للعديد من الشباب لعدم الانخراط في مختلف القطاعات، فالشباب الذين يعملون في الزراعة لا يستطيعون شراء الأسمدة والبذور المختارة والمدخلات الزراعية بالأموال التي يقترضونها، لأن تكلفة زراعة هكتار واحد من الأرض بالجرار تبلغ 7000 بر. لأن الهكتار الواحد يحتاج إلى حراثة أربع مرات متكررة. وهذا يعني أن إعداد هكتار واحد من الأرض للبذور يكلف أكثر من 28 ألف بر، في حين أن مبلغ المال المقترض والعمل لا يتناسبان. وإذا قامت الحكومة بتسهيل ذلك، تخطط الجمعية لشراء جرار واستخدامه، وتأجيره أيضا للمجتمع المحلي بمبلغ يصل إلى 5000 بر. كما أنهم يرغبون في بدء حياتهم المهنية بإجراء بحوث مهنية ووضع الخطط مسبقًا حتى لا يتراجعوا عن التقدم بسبب المشاكل التي قد يواجهونها. والجمعية حاليًا بصدد التحرك نحو الاستثمار، وتقدم طلبات إلى إدارة الإقليم لتوسيع الأرارضي التي يتم الإنتاج عليها والبدء في تربية الأبقار وإنتاج الألبان قريبًا.
ومن جانبه، قال مسؤول الزراعة بمركز تشاه، السيد أحمد محمود: إن لدى المنطقة إمكانية هائلة من المساحة الكبيرة من الأراضي المروية، ويجري العمل على ري الأرض عن طريق الأنهار الجارية وحفر الآبار، وتجهيز البرك. وتقدم إدارة المنطقة الدعم اللازم للشباب العاطلين عن العمل الذين ينظمون أنفسهم وينخرطون في الزراعة المروية. وقال: إن جمعية ياميني لإنتاج الخضار والفواكه تعتبر مثالاً جيدًا للشباب يريدون الإنخراط في تطوير الري، مشيرا أنه يجري تنفيذ أعمال تطوير الري في أكثر من 18 قرية من أصل 38 قرية بالمديرية. مؤكدا على أن زيادة الإنتاج والإنتاجية بالري تلعب دورا هاما في استقرار أسعار الأسواق، مضيفا أنه يجري العمل على توسيع وتحديث التجمعات الريفية لزيادة الإنتاج بالري. وقال: إن المنطقة تنتج على نطاق واسع منتجات مطلوبة في الأسواق ومتنافسة من حيث الجودة، ولا تستخدم المنطقة من قبل، مثل هب هب، والخيار، والبازنجان. وقد تم التخطيط لري 3417 هكتار من الأراضي في هذا العام. ويتم ذلك، من خلال استخدام مضخات المياه والري عبر النهر المتدفق، وتصريف المجاري، مشيرا إلى أنه يتم تنفيذ مشروع كبير للري في المنطقة لمواصلة تطوير الري وإنتاج أكثر من مرتين في العام.
كما أكد السيد أحمد محمد، على أهمية إنشاء برامج لتبادل الخبرات ومعالجة التحديات في جميع القطاع، بحيث تقلل من خسائر الغلة وضامن الأمن الغذائي. وذكر أنه من خلال اعتماد مشاريع الري على نطاق واسع، وممارسات إدارة المياه بكفاءة، واستخدام موارد المياه المحلية، يستطيع المزارعون في منطقة غوراجي تعزيز الإنتاجية الزراعية، وتوليد الدخل، والتنمية الريفية. علاوة على ذلك، فإن ممارسات الري المستدامة تساهم في الحفاظ على البيئة والقدرة الزراعية على الصمود على المدى الطويل. ويمكن للدعم المستمر والاستثمار وبناء القدرات في مجال الري الصيفي أن يزيد من تمكين المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في منطقة غوراجي والمناطق المماثلة.
ومن جانب آخر، قال السيد أكليلو كاسا نائب رئيس إدارة الزراعة في منطقة غوراجي ورئيس قطاع الزراعة: إن البرنامج الذي مضى على إطلاقه ثلاث سنوات، أصبح كل مزارع يملك 100 شتلة فواكه أو أكثر، وأصبح قدوة في كسب دخل مرتفع وخلق فرص عمل للآخرين. كما أصبح المزارعون أكثر يقظة واجتهادًا من أي وقت مضى، ومع تطوير الري الصيفي الذي يقومون به بشكل مجموعات أثبت القطاع أنه قطب اقتصاد البلاد. ومن المناطق التي تحقق نتائج هذه التنمية الزراعية المتكاملة نذكر الإقليم الوسطى من إثيوبيا، خاصة أنه نتيجة لخطة التنمية التي وضعتها حكومة الإقليم، يتم إنتاج الفواكه والخضروات بكميات كبيرة.
ويتم في إقليمنا تنفيذ عمل مكثف في مجال الزراعة المتكاملة وبرنامج تنمية التراث، ويقوم بأعمال التطوير الشامل في القطاع الحيواني، وكذلك زراعة الفواكه والخضروات. وفي الوقت الحاضر فإن العمل الرئيسي الذي يجري القيام به هو الري في الصيف. وتمكن الإقليم من زراعة أكثر من 30 ألف هكتار من المحاصيل المتنوعة. والحصول على حوالي 5.5 مليون قنطار من مختلف المنتجات النباتية. ويتم تنفيذ تنمية زراعية متكاملة في خمسة عشر هياكل في إقليمنا، خاصة منذ السنوات الثلاث الماضية، ويركز المزارعون في جميع هذه الهياكل على الفواكه والخضروات والمحاصيل التي تفيدهم اقتصاديًا من حيث الاكتفاء الذاتي من الحبوب الغذائية.
وذكر السيد أكليلو، إن تجربة المزارعين كانت تركز في إقليمنا في الماضي على منتجات زراعية معينة فقط. ولكن في الوقت الحاضر يحرث كل مزارع وينتج جميع أنواع المحاصيل من الفواكه والخضروات من حديقته. كما يقومون بتربية المواشي والدواجن. ومن أجل نجاح البرنامج ستعمل المنطقة بمسؤولية كبيرة لتكون الموارد المختلفة بدءاً من أفضل البذور والأسمدة في متناول المزارعين في الوقت المناسب وبكمية كافية لهم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تزويد المزارعين بأصناف محسنة من المحاصيل والخضروات والفواكه من المصدر الصحيح. ويحصلون على دعم خبرائنا فيما يتعلق بعملية الإنتاج. كما نعمل على ضمان حصول المزارعين على المواد الكيميائية عبر النقابات دون انقطاع، خاصة أن زراعة الخضار والفواكه لا يمكن أن تتحقق دون استخدام المبيدات الحشرية، وبشكل عام، فإن الدعم الذي يقدم للمزارعين في جميع المجالات كان جيدا حسب تقييمنا.