فرص تصدير فائض إنتاج القمح الصيفي بالري

 

عمر حاجي

إن برنامج الري الصيفي للقمح يعد في إثيوبيا مبادرة مهمة تهدف إلى زيادة إنتاج القمح خلال موسم الصيف. تواجه الزراعة البعلية في إثيوبيا غالبا تحديات في تلبية الطلب المتزايد على القمح بسبب قلة هطول الأمطار وأنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها. كما ويؤثر الجفاف المتكرر وأنماط هطول الأمطار غير المنتظم بسبب تغير المناخ بشكل كبير على الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى نقص إنتاج المحاصيل، ونقص الغذاء بالإضافة إلى الوصول المحدود إلى التكنولوجيا الزراعية الحديثة، وعدم كفاية البنية التحتية وتفاقم مشاكل ضعف صغار المزارعين. كما معدلات النمو السكاني المرتفع ومحدودية فرص العمل، وانخفاض الإنتاجية الزراعية يساهم في استمرار الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وفي هذا السياق:  قال دينقو وريدا، أحد سكان جولي سوسيت قبلي في مركز مسقان: إن هذا المركز كان يعتمد منذ فترة طويلة على موسم الأمطار غير المنتظم للحفاظ على سبل عيشهم من خلال إنتاج الطماطم. وقد أحدثت مبادرة جديدة مؤخرًا تغييرًا كبيرًا في الممارسات الزراعية في المنطقة. ويعتمد إنتاج القمح هنا بالتقاليد بشكل كبير على موسم الأمطار، كما هو الحال على مستوى إثيوبيا. لكن أن برنامج القمح المروي في الصيف فتح إمكانيات جديدة من خلال الاستفادة من مصادر المياه الجوفية، وأصبح المزارعون الآن زراعة القمح خلال موسم الجفاف، وبالتالي زيادة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على هطول الأمطار.

كما ذكر دينقو، إنه من أجل تحقيق هذا الهدف من زراعة القمح الصيفي، يقدم المكتب دعمًا قيمًا لي وللمزارعين الآخرين في المنطقة. والتي تشمل على توفير الأسمدة والأدوية المختلفة لحماية المحاصيل والمدخلات الزراعية الأخرى. علاوة على ذلك، فإن المهنيين الزراعيين يعملون بشكل فعال مع المجتمع، وعقدوا جلسات توعية لنشر المعرفة وأفضل الممارسات المتعلقة بإنتاج القمح بالري الصيفي.

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس مكتب الزراعة في مركز مسقان، السيد جابر جمال، لصحيفة “العلم” إنه عندما نفذت الحكومة الإثيوبية برنامج القمح المروي الصيفي الذي ظهر كمبادرة تحويلية في القطاع الزراعي الذي تم إطلاقه على المستوى الوطني منذ ثلاث سنوات، لمواجهة جميع التحديات. ويهدف البرنامج إلى تنويع وتعزيز إنتاج المحاصيل من خلال تشجيع زراعة القمح خلال موسم الصيف عبر الري. كما ذكر جابر، بأن دينقو ليس المزارع الوحيد في مركز مسقان الذي يستخدم موارد المياه الجوفية للإستفادة من إنتاج القمح المروي الصيفي على نطاق واسع سنويا فحسب بل نجح العديد من الآخرين أيضًا في نفس الممارسة.

وعند ما أطلقت الحكومة الإقليم التي كانت تركز في السابق على زراعة الطماطم فقط، برنامج القمح المروي في الصيف طبق دينقو لتوصية مكتب الزراعة في المركز وشرع في إنتاج القمح المروي باستخدام المياه الجوفية لأول مرة. وخصص خمس هكتار من أرضه لهذا المسعى الجديد. وبهذا، يتوقع إنتاج 48 قنطار من الهكتار الواحد. إنه قد تم تخصيص حوالي 331 هكتارًا من الأراضي في هذا العام، لإنتاج القمح من خلال الري، مما يمثل توسعًا كبيرًا مقارنة بالسنوات السابقة حسب ما ذكره جابر.

وأن هدفهم، هو زراعة 66 بالمائة من أراضي الري المخططة، مما يدل على طموحهم في زيادة الإنتاجية إلى أقصى حد. ولتحقيق ذلك، يعمل رئيس المكتب والمهندسون الزراعيون بنشاط على تنظيم المزارعين في مجموعات، وتعزيز التعاون وتخصيص الموارد بكفاءة فيما بينهم. ولا يؤدي هذا التحول نحو إنتاج القمح المروي في الصيف إلى تعزيز الأمن الغذائي فحسب، بل يساهم أيضًا في التنمية الاقتصادية للبلاد. وقد مكّن هذا البرنامج للمزارعين من تعزيز إمكانات أراضيهم وتحسين سبل عيشهم مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في جميع أنحاء الإقليم. بالإضافة إلى ذلك، وفر برنامج زراعة قمح الري الصيفي فرص عمل للمجتمعات الريفية، خاصة خلال موسم الجفاف عندما تكون الأنشطة الزراعية محدودة. فهو يساهم في الحد من الفقر وتعزيز التنمية الريفية وخلق أنشطة مدرة للدخل وتحسين سبل العيش.

كما قال السيد جابر: إنه كانت إحدى النتائج الرائعة لمبادرة الري الصيفية هذه هي خلق العديد من فرص العمل في الإقليم. وذكر أن حوالي 1031 مزارعاً من مركز مسقان شارك بنشاط في إنتاج القمح للري الصيفي. وهذا لا يساهم في رفاهية الاقتصاد لهؤلاء الأفراد فحسب، بل يساعد أيضًا في معالجة قضايا البطالة في الإقليم، حسب ما ذكره جابر. كما أكد على أن فوائد هذا المسعى الزراعي تمتد إلى ما هو أبعد من المجتمع المحلي لتحقيق الأمن الغذائي للمجتمع المحلي، وفتح فرص للتصدير إلى الدول الأجنبية من فائض إنتاج القمح. ولتحقيق هذه الإنجازات، يعمل مكتب الزراعة في المركز بالتعاون مع خبراء زراعيين بجد لتوفير المدخلات الزراعية اللازمة لدعم المزارعين في مساعيهم.

وفي هذا السياق، قال السيد عثمان سرور، نائب رئيس الإقليم ومنسق مجموعة التنمية الريفية ورئيس مكتب الزراعة الإقليمي: إن هدفنا هو ضمان التوزيع الفعال لهذه الموارد الحيوية بين المجتمع الزراعي، ونقدم دعم المزارعين في مساعيهم الزراعية وتعزيز الممارسات المستدامة التي تساهم في النمو والإنتاجية الشاملة للقطاع الزراعي في أي مكان، مشيرا إلى أنه تم شراء الأسمدة الكافية وتوزيعها في هذا العام، وتمكنت الإدارة  الجديدة من العمل بجد، وبشكل خاص لمعالجة مسألة توافر الأسمدة بصورة أفضل من موسم العام الماضي. وقال: إن الإقليم يسيطر على ما يقرب من 55 في المائة من الأسمدة المخصصة والتي تقدمها الحكومة الفيدرالية لموسم الخريف.

ولتعزيز إمكانية وصوله بالإنصاف، أكد السيد عثمان على أن الأسمدة يتم توزيعها من خلال النقابات حصرا مع جميع الأطراف المعنية. ويهدف هذا النهج إلى تمكين المزارعين وتحسين وصولهم إلى المدخلات الزراعية الأساسية، مشيرا إلى أنه من المفيد عدم السماح لأي منظمات المنظمات أوالنقابات بتوريد الأسمدة في داخل الإقليم، مما يعزز النظام التعاوني. وذكر، أنهم في موقف قوي ضد الممارسات غير القانونية، وقد اتخذت حكومة الإقليم إجراءات حاسمة ضد الهيئات والمهنيين والتجار والوسطاء غير المرخصين المتورطين في أنشطة غير مشروعة تتعلق بتوزيع الأسمدة للأغراض الزراعية، مضيفا إلى أن هذا الإجراء الاستباقي يهدف إلى حماية مصالح المزارعين وتعزيز الممارسات العادلة والشفافية في القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن إثيوبيا تظهر تفانيها في تحقيق النمو الزراعي ورفاهية مجتمعها الزراعي من خلال توزيع الأسمدة بشكل عادل والتعاون مع الحكومة لمكافحة التجار غير الشرعيين وأطراف أخرى في العمليات. علاوة على ذلك، فإن الاستفادة بشكل أكبر من الأسمدة والمغذيات الزراعية الأخرى ستمكن المزارعين في الإقليم من تعزيز محاصيلهم وتحسين الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد.

ومن جانب آخر، قال مسؤول العلاقات العامة والاتصال بمكتب الزراعة السيد كبدي لايكن: إن المكتب جمع أكثر من 58.5 مليون قنطار من القمح من زراعة الري بالموسم الصيفي فيما لا يزال الحصاد مستمرا. فقد قامت الإقليم بزراعة ما يقارب إلى 3 ملايين هكتار من الأراضي لجمع 120 مليون قنطار من القمح خلال أعمال الري الصيفي. وقد لعب ري القمح الصيفي دورًا مهمًا في تعزيز الإنتاج والإنتاجية والمساعدة في تحسين النظام الغذائي. بالإضافة إلى خلق الحكومة بيئة مواتية لتغطية الطلب اللازم على القمح.

وذكر كبدي، أن البلاد تسير على الطريق الصحيح لإنتاج القمح الكافي للتصدير والاستهلاك المحلي، وأن البلاد تسعى جاهدة لضمان الأمن الغذائي من خلال الأنشطة الزراعية الرئيسية، مشيرا إلى أن القادة الحكوميين والخبراء يعملون يداً بيد لتحقيق النتيجة المتوقعة من تحقيق ري القمح الصيفي، مؤكدا على أن إنتاج القمح الصيفي بالري الذي بدأته الحكومة الإصلاحية يحقق نتائج ملموسة، خاصة لتحقيق تطلعات البلاد من الإكتفاء الذاتي من التغذية. علاوة على ذلك، فإن البرنامج يشجع على اعتماد الممارسات والتقنيات الزراعية الحديثة، مثل أنظمة الري الفعالة وأصناف البذور المحسنة. ويشجع المزارعين على تبني ممارسات زراعية مستدامة، بما في ذلك تقنيات الحفاظ على المياه وإدارة التربة.

وعموما يلعب برنامج قمح الري الصيفي في إقليم وسط إثيوبيا دورًا حاسمًا في تعزيز إنتاج القمح، وضمان الأمن الغذائي، وتعزيز التنمية الريفية من خلال تسخير موارد المياه بشكل فعال والممارسات الزراعية المستدامة والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح وتحسين سبل العيش لمزارعيها أولا، ومن ثم لمواطنيها بشكل عام.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai