المحلل السياسي الاستاذ عبد الشكور عبد الصمد: “القمة السعودية – الأفريقية” كانت ناجحة ومثمرة

سمراي كحساي

اختتمت “القمة السعودية – الأفريقية” الأولى أعمالها في الرياض، يوم الجمعة الماضي بحضور واسع النطاق لقادة وزعماء الدول الأفريقية الذين أكّدوا على عمق العلاقات التاريخية بين السعودية ودول القارة الأفريقية، وأن هذه القمة تمثل “منعطفاً تاريخياً مهماً في علاقات الدول الأفريقية مع السعودية، وأنها ستفتح آفاقاً أرحب لمستقبل العلاقات بينها وتطويرها في كافة المجالات”.

وخلصت القمة إلى اعتماد مشروع “إعلان الرياض” متضمّناً خريطة الطريق للتعاون السعودي ـ الأفريقي، الذي جدّد خلاله القادة الالتزام بتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والسعودية على أساس الشراكة الاستراتيجية والمصالح المشتركة والروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية التي تتقاسمها القارة الأفريقية مع السعودية.

أكد رئيس الوزراء أبي أحمد في كلمته التي ألقاها خلال القمة السعودية الأفريقية في الرياض ، أن هذه القمة تمثل لحظة تاريخية مهمة في العلاقات السعودية الأفريقية وتتيح فرص إمكانات تعاون المملكة العربية السعودية مع الدول الأفريقية.

وقال آبي إن أفريقيا “تضع الآن الأسس للتكامل القاري لتوظيف مواردها لتحقيق السياسة الاقتصادية”، بما يتناغم مع رؤية السعودية 2023، داعياً إلى تعميق العلاقات مع السعودية لتحقيق التقدم الاقتصادي.

وأشاد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، بالعلاقات التاريخية بين الجزيرة العربية وأفريقيا التاريخية الممتدة، قائلا إن أفريقيا وفرت “الملاذ الآمن” لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلقيهم العدالة قديما.

وأضاف خلال مشاركته في القمة السعودية الأفريقية أن إثيوبيا تعزز تواصلها مع المملكة العربية السعودية في مبادراتها الخضراء.

ودعا أبي أحمد الجهات الزراعية والاستثمارية والتجارية في المملكة إلى الاستفادة من المبادرات والمساحات الزراعية الأثيوبية، والاستفادة من العمل في قطاع المواشي والألبان، وتطوير البرامج الكفيلة لتسهيل التعاون بين هذه الجهات في المملكة وإثيوبيا.

وأكد أيضا على أهمية التعاون المشترك في استكشاف مجالات أخرى للتعاون وتحقيق الغايات الإستراتيجية المنشودة بين المملكة وأفريقيا، مبديًا استعداد والتزام بلاده للعمل مع المملكة والتعاون عن كثب لتحقيق النفع المشترك وتقوية العلاقات بينهما.

وكان قد التقى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، ، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وذلك على هامش انعقاد ‎القمة السعودية الأفريقية.وجرى خلال اللقاء مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية بما في ذلك الإصلاحات التنموية والاقتصادية في إثيوبيا، فضلا عن الدور الذي تلعبه إثيوبيا في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء أبي أحمد في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي ” لدى بلدينا العديد من المصالح الإستراتيجية للتعاون بشأنها”.
وأعلن رئيس الوزراء، بأنه تم التوصل إلى إتفاق بين البلدين، لإنشاء لجنة وزارية مشتركة رفيعة المستوى؛ والدعم السعودي لإصلاحات الاقتصاد الكلي في إثيوبيا من خلال إعادة هيكلة الديون؛ التعاون في مجال الطاقة وتمويل التنمية والاستثمارات.

وانطلقت في الرياض قمة سعودية – أفتريقية تؤسس لتعاون استراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والأمنية، والثقافية، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار.

والسؤال الذي يطرح نفسه ما مدي نجاح هذه القمة ؟!.

وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي الاستاذ عبد الشكور عبد الصمد في مقابلة مع صحيفة العلم إن القمة كانت ناجحة ومثمرة  رغم أنها جاءت في ظروف استثنائية ووضع جيوسياسي متوتر وخاصة أحداث غزة .

واضاف ان النسخة القادمة ستشهد تعزيز هذه العلاقة والبناء عليها وان على الطرفين العمل على بلورة صور التعاون المفيدة والنافعة للطرفين والتركيز على تمويل مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية الحقيقية بينهما.

وقال ان المملكة العربية السعودية لها بصمات ملموسة واضحة في افريقيا في تمويل مجالات التعليم و الصحة ومشاريع الطرق و المياه .

واشار الي ان السعودية شريك مهم يجب الاهتمام به والاستفادة منه بما يخدم الأمن والاستقرار وبناء منظومة تعاون حقيقية مع الدول الافريقية.

واضاف ان تحويل الأفكار والقمم إلى مشاريع على أرض الواقع سيعمل علي تحويل النسخ القادمة من القمم إلى شراكة حقيقية بين الطرفين.

وقال انه يمكن تحويل هذه الشراكة إلى تعاون استراتيجي سواء عبر مجموعة البريكس أو أيضا عبر مجموعة تعاون بين الطرفين وحتى في المحافلة الدولية.

واشار الي ان السعودية عندها رؤية لتنويع مصادر الدخل و الاقتصاد القائم على الانتاج و لتحقيق هذه الرؤية سيكون هناك توجه فعلا للانفتاح على كل العالم.

واضاف ان هناك شراكة حقيقية بين السعودية و أفريقيا وطالما هناك أمن واستقرار وحاجة الدول الأفريقية لتمويل مشاريع التنمية والبنى التحتية فان استثمارات السعودية في هذا الجانب سيحقق احتياجات القارة الأفريقية ويعظم من عوائد الاستثمار بالنسبة للسعودية وبالتالي يتحقق الهدف للطرفين .

وقال ان السعودية تحتاج لتأمين أمنها الغذائي والأمن الإقليمي في المنطقة وان دولة كبيرة مثل اثيوبيا في امس الحاجة أيضاً لتطوير مشاريع الطاقة والتمويل المالي لتمويل المشاريع التنموية وهو لا يتوفر إلا حقيقةً عبر دولة مثل السعودية.

واضاف ان الدول الأفريقية في  حاجة إلى شريك مثل السعودية وانه يجب تعزيز التعاون القائم على رؤية استراتيجية طويلة الأمد بما يخدم الجميع.

و بلغ إجمالي الاستثمارات السعودية في القارة الإفريقية خلال الأعوام الـ10 الأخيرة، 49.5 مليار ريال، وبلغ عدد الشركات السعودية العاملة هناك 47.

كما أطلقت السعودية مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين، ومبادرة إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، ما ساهم في توفير سيولة عاجلة لـ73 من الدول الأشد فقراً من ضمنها 38 دولة إفريقية حصلت على أكثر من 5 مليارات دولار.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *