الخروج من دائرة الدعاية السوداء هل ستنج افريقيا ؟!

تطرق  رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد في الدورة العادية الخامسة والثلاثين لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي الي اهمية وجود اعلام افريقي قائلا : غالبًا ما يتم تصوير إفريقيا في وسائل الإعلام الدولية بشكل سلبي.  إن التمثيل اللامتناهي كقارة تعاني من الحروب الأهلية والجوع والفساد والجشع والمرض والفقر هو أمر مهين ومجرد من الإنسانية ومن المحتمل أن يكون مدفوعًا باستراتيجية وجدول أعمال محسوبين.

إن التمثيلات الإعلامية النمطية والسلبية لأفريقيا لا تضلل بقية العالم عن قارتنا فحسب ، بل إنها تشكل أيضًا الطريقة التي نرى بها أنفسنا كأفارقة.

يجب أن يكون سرد قصصنا وتشكيل قصصنا على رأس أولوياتنا.

وفي هذا الصدد ، أود أن أقترح على هذه الهيئة الموقرة إنشاء دار إعلام قارية للاتحاد الأفريقي.;رئيس الوزراء ابي احمد

لا شك أيضا أن هذا الفضاء الإعلامي قد أطلق العنان أيضا للعديد من التشوهات مثل التعدي على خصوصية الأفراد، ونشر الإشاعات وممارسة الدعاية الهدامة. عززت التقنية المعلوماتية الجديدة مكانة الإعلام في حياة الأفراد والمجتمعات والدول رغم أن كل تقدم ينطوي أيضا على الكثير من الأخطار والرهانات والتحديات.

والسؤال الذي يطرح نفسه  كيف قراء الاعلاميين الافارقة هذه الرسالة ؟! وهل ستخرد افريقيا من الاعلام المفبرك  ويقود ابناءه محاربة   ممارسة الدعاية السوداء التي  يتم إخفاء المصدر بشكل كامل كما يمكن فبركته ونسبته إلى مصادر غير حقيقية ومختلقة. ؟!

يمكن أن نقول إن الدعاية السوداء ضرب من التضليل الإعلامي، لأنه يتم إعداد هذا النوع من المعلومات في كنف من السرية، كما يتم التخطيط لها وتنظيمها ومن ثم تنفيذها من أجل التأثير على سيكولوجية المتلقي وزعزعة استقرار الطرف المستهدف، مثل الأعداء. ما الدور الذي تلعبه الدعاية والتضليل الإعلامي في الوقت الحاضر في القارة السوداء ؟

أبلغ  مراسل الجزيرة الإنجليزية الدولي محمد أدو لوكالة الأنباء الإثيوبية إنه سعيد بأن رئيس الوزراء أبي أحمد أعاد طرح فكرة إنشاء وسائل  إعلامية على مستوى إفريقيا أو إقليمية تغطي شؤون وقضايا إفريقيا.

واقترح رئيس الوزراء أبي أحمد إنشاء دار إعلام قاري للاتحاد الأفريقي في كلمته التي ألقاها لدى افتتاح القمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي

وأشار إلى أنه غالبًا ما يتم تناول أخبار إفريقيا في وسائل الإعلام الدولية بشكل سلبي ، وأن التمثيل اللامتناهي كقارة تعاني من الحروب الأهلية والجوع والفساد والجشع والمرض والفقر هو أمر مهين ومجرد من الإنسانية ومن المحتمل أن يكون مدفوعًا بإستراتيجية وأجندة محسوبة.

وشدد رئيس الوزراء على أن “حكاية  قصصنا و سردها يجب أن تكون على رأس أولوياتنا”.

ووفقًا ، فإن القضية التي أثارها رئيس الوزراء “هي أمر نوقش مرات عديدة ؛ وهو أمر ضروري وأنا سعيد لأن رئيس الوزراء طرحها مرة أخرى “.

وقال المراسل الدولي إن الفكرة كانت موجودة منذ فترة طويلة ، مضيفًا أن المشكلة الوحيدة هي الموارد اللازمة لوجود دار إعلامية على مستوى إفريقيا أو إقليمي تغطي إفريقيا وأفضل طريقة يمكن للأفارقة تغطية شؤونهم وقضاياهم.

وشدد الصحفي على أنه عندما تروي قصتك ستتمكن من تحقيق العدالة في هذه القصة”.

وأوضح محمد أدو: “في كثير من الأوقات يغطي أخبار إفريقيا  أناس لم يزروا إفريقيا من قبل ، ولم يسبق لهم أن رأوها ، وتختلف توقعاتهم عن توقعات الشعوب الأفريقية”.

لقد أصبحت هذه هي المشكلة لأن السرد هو المكان الذي تكمن فيه المشكلة الحقيقية

وقال محمد أدو :إن السرد يعتمد دائمًا على توقعات الناس ليس فقط في الوطن بالنسبة لأولئك الصحفيين الذين يأتون لتغطية القارة ، ولكن أيضًا توقعات محرريهم.

وقالت الإعلامية التركية بتول ملوفيد أوغلو التي تعمل في قناة سي جي تي إن- الصينية- في كينيا، أن القوى الغربية تستخدم الإعلام كسلاح فى التدخل وتغيير الأشياء التي لايرغبون فيها، وقالت “هذا شيء محبط.. إنهم يرغبون أن يروك ضعيفاً، وهذا تقريباً مايحدث في افريقيا”.

ودعت بتول الى عدم الإلتفات الى الإعلام المضلل وذكرت ” هذا لايعني شيئاً –في اثيوبيا- لديكم رئيسٌ قويٌ وحكومة جيدة تقوم بدورها في الوقوف على قدميها، والإعلام الدولي يقوم بالإعلام الخامل” حيث “لايقومون بتغطية هادفة ، ولكن أثيوبيا تظهر المقاومة “.

ودعت بتول العاملين فى المجال الإعلامي الى عدم التضليل والإنحياز فى نقل الأخبار وإنما الإعتماد على صلاحية الخبر قبل نشره ومعرفة المصادر والتأكد منها في أرض الواقع.

واذا استطاعت القارة الافريقية بسرد قصصها عبر اعلام افريقي ستظهر الحقيقة عبر المصادر المؤكدة وليس عبر الاعلام الاسود الذي كان السبب في قتل وتشريد بناء روندا والحروب الاهلية المفتعلة في الكثير من مناطق القارة الافريقية .

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “الخروج من دائرة الدعاية السوداء هل ستنج افريقيا ؟!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *