سبل تسريع التحول الرقمي في إثيوبيا خاصة وإفريقيا ، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة

*إفريقيا تناقش طرق تسريع التحول الرقمي في القارة بأديس

عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) تم افتتاح المنتدى الإقليمي للتنمية التابع للاتحاد الدولي للاتصالات في أفريقيا يوم الثلاثاء الماضي بمدينة أديس أبابا في فندق إليلي، بهدف تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في القارة من خلال التحول الرقمي.

وعقد هذا المنتدى الذي يستمر بمدة ثلاثة أيام تحت شعار “التحول الرقمي من أجل مستقبل رقمي مستدام وعادل، وتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا من خلال التحول الرقمي“. وقد شارك فيه مئات الأشخاص من مختلف أنحاء القارة وأصحاب المصلحة الآخرين في المنتدى الذي تم تنظيمه من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات بالتعاون مع حكومة إثيوبيا.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور كوسماس لوكيسون زفازفا، رئيس إدارة الشراكات للتنمية الرقمية بالاتحاد الدولي للاتصالات: إن المنتدى يمثل منصة لتبادل الآراء والتوفيق بين أصحاب المصلحة. كما يعد منتدى التنمية الإقليمي أحد المنتديات أو الفعاليات الرئيسية التي نعقدها. كما أن الفكرة هي جمع أصحاب المصلحة معًا لتبادل الأفكار. ولكن الأهم من ذلك، أن منتدى التنمية الإقليمي هذا هو فريد من نوعه، بمعنى أننا نسير قدمًا للمشاركة في تمرين التوفيق.

وأشار الدكتور كوسماس إلى أن الهدف هو تحويل التعهدات إلى التزامات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تنفيذ مشاريع ملموسة مؤثرة على أساس الأولويات المعتمدة والواردة في خطة عمل كيغالي. حيث إن خطة عمل كيغالي عبارة عن مجموعة شاملة من شأنها أن تعزز التنمية العادلة والمستدامة لشبكات وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقال كوسماس أيضا: إننا نود التأكد من تنفيذ مبلغ الـ 36.1 مليار دولار الذي تم التعهد به لنا في الأعمال الخرسانية“. كما سيوفر المنتدى أيضًا فرصة لمكتب تنمية الاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات لتقديم تقرير عن التقدم المحرز نحو تنفيذ نتائج المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2022، مشيرا إلى أن نحو 2.6 مليار شخص، معظمهم من الدول الـ 46 الأقل نموا حاليا، منها 26 في أفريقيا، غير متصلين بالإنترنت.

وشدد على أنه، ينبغي أن ننتقل من توفير الإمكانات إلى الإزدهار من خلال الاستفادة من الإمكانات الموجودة لدينا وخلق بيئة مواتية للتأكد من أننا نخلق السياسة الصحيحة والإطار التنظيمي الصحيح، مضيفة إلى أن هناك فرص هائلة للقيام بذلك، مقارنة بالقيود وأن التحول الرقمي هو عامل هام للتنمية يكمله التعاون والتقييم الدولي. وسيكون المنتدى ذا أهمية كبيرة لضمان الاستخدام الرقمي المستدام والعادل.

كما ثمن الدكتور كوسماس الجهود التي تقوم بها الدول الاعضاء الافارقة في مجال تحديد الاولويات لتطوير وتنمية القطاع الرقمي داعيا الشركاء لتنفيذ التعهدات والاستثمار في مجال البنية التحتية للاتصالات. ودعا المشاركون الى الاستفادة من البنية التحتية في الدول الافريقية والشمولية بالتأكيد على اشراك الشباب الافريقي الاستفادة من الانترنيت والحفاظ على الخصوصية والامن الرقمي للافراد وغيرها.

ومن جانبها، قالت وزيرة الدولة بوزارة الابتكار والتكنولوجيا السيدة حرية علي مهدي في حوار مع صحيفة “العلم” حول فرص المنتدى بالنسبة لإثيوبيا: إن المنتدى فرصة كبيرة للتباحث والتعاون حول سبل تسريع التحول الرقمي في إثيوبيا خاصة وإفريقيا عامة وذلك، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن 43 بالمائة فقط من الأفارقة لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت حتى الآن، بحيث تتاح للجميع فرصة المشاركة في الاقتصاد الرقمي، ومن المتوقع الاستثمار في البنية التحتية وتنمية المهارات

وقالت السيدة حرية أيضا: إن إثيوبيا إلتزمت بالتحول الرقمي في السنوات الأخيرة، واستراتيجية التحول الرقمي من خلال تحرير قطاع الاتصالات، ومن إطلاق نظام الهوية الرقمية الوطنية. وإنها تنفذ نظامًا بيئيًا للدفع الرقمي وذلك، من خلال تعزيز نمو التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية الأخرى، مشيرة إلى أنه يتم تحقيق تغييرات كبيرة من خلال الاستثمار في البحث والتطوير في مجال التقنيات الرقمية.

 وحول ماذا يوفر هذا المنتدى؟ قالت السيدة حرية، إن منتدى التنمية الإقليمي لأفريقيا يوفر فرصة كبيرة لتبادل وجهات النظر بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وأعضاء القطاع والشركاء وأصحاب المصلحة الآخرين. كما سيوفر فرصة للتوفيق بين الأولويات الإقليمية، وكذلك القطرية المحددة وتعهدات الشركاء، كما تم الإعلان عنها منذ إطلاق لقاء تحالف الشركاء الرقمي في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات في كيغالي، رواندا.

ويتيح المنتدى أيضًا فرصة لمكتب تنمية الاتصالات (BDT) التابع للاتحاد الدولي للاتصالات لتقديم تقرير عن التقدم المحرز نحو تنفيذ نتائج المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات لعام 2022 بما في ذلك المبادرات الإقليمية الأربع لأفريقيا. كما يهدف المنتدى إلى تبادل الاراء وأفضل الممارسات في مجال التنمية الرقمية والربط وكيفية الاستفادة من التحول الرقمي في مجال تنفيذ أهداف التنمية الالفية الموضوعة من قبل الامم المتحدة.

وقالت السيدة حرية أيضا حول جهود الحكومة الإثيوبية في هذا الإطار: إن المجهودات التى تقوم بها الحكومة الاثيوبية، هي تنمية قطاع الرقمنة من خلال وضع استراتيجية ديجيتال إثيوبيا 2025 للوصول وشمولية الانترنيت، وتحرير قطاع الاتصالات والبطاقة الرقمية والدفع عبر الانترنيت، مشيرة إلى أن الهدف العام منه، هو تحويل التعهدات إلى التزامات ملموسة تؤدي إلى تنفيذ مشاريع ملموسة مؤثرة وفقاً للأولويات المعتمدة والواردة في خطة عمل كيغالي، بما في ذلك المبادرات الإقليمية.

وحول عدد الدول الاعضاء في الإتحاد؟ قالت الحرية: إن العضوية العالمية للاتحاد تضم 193 دولة عضواً بالإضافة إلى حوالي 900 شركة وجامعة ومنظمة دولية وإقليمية. وكان قد تأسس الاتحاد الدولي للاتصالات في عام 1865 لتسهيل التوصيلية الدولية في شبكات الاتصالات، ويضع المعايير التقنية التي تضمن التواصل السلس بين الشبكات والتكنولوجيات. ويسعى جاهداً لتحسين تنفيذ الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمجتمعات المحرومة في جميع أنحاء العالم. ويتوقع من المنتدى الخروج بشركات ومبادرات والتزامات من أجل تنمية أكبر في مجال الرقمنة ومشاريع ذات تأثير أكبر في حياة المجتمع .

ومما تجدر الإشارة إليه، فقد شارك في المنتدى عدد من المسؤولين والخبراء في مجال الاتصالات على المستوى المحلي والقاري والدولي من بينهم حرية علي مهدي وزيرة الدولة بوزارة الابتكار والتكنلوجيا، وكوسماس لوكيسون زفازفا مدير تنمية الاتصالات باتحاد الاتصالات الدولية وغيرهم من القطاع الخاص والعام وأصحاب المال والأعمال.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *