نجاح اثيوبيا في حشد الافارقة !

اختيار إثيوبيا مقرًا رئيسيًا للمنظمة انتصارًا دبلوماسيًا لنظام الإمبراطور «هيلا سيلاسي»، في وقتٍ كانت تعيش فيه دول القارة السمراء مرحلة التحرر من الاستعمار والحكم العنصري.

فخر أديس أبابا بعلاقتها بالاتحاد الإفريقي ظهر خلال السنوات الطويلة التي شهدت مفاوضات سد النهضة، إذ طالما أصرّت على ألّا تخرج الأزمة عن دائرة المنظمة الإقليمية. اذ تمتع الاتحاد الإفريقي بالحياد مما مكنه ان يكون همزة الوصل بين اطراف الصراع في سد النهضة وغيرها في دعم السلام في اثيوبيا ، وفي كلمة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، في ديسمبر/ (2020)، الذي وصف فيها الحكومة الفيدرالية الإثيوبية بأنها اتخذت خطوات «جسورة» للحفاظ على وحدة الدولة، وضمان الاستقرار، واحترام النظام الدستوري، معتبرًا هذه الخطوات بالأمر الـ«شرعي» لكافة البلدان التي تعاني من الارهاب .

وكانت قد نشرت مؤسسة Institute For Security Studies مقالا للكاتبة « ليزيل لاو فاودران» ــ المستشار بالمؤسسة ــ، تتناول فيه أهمية إثيوبيا بالنسبة للاتحاد الإفريقى ومن ثم الاهتمام باستقرارها خاصة بعدما الاحداث الاخيرة فى البلاد. وترجع أهميتها إلى كونها المقر الرئيسى للاتحاد الإفريقى، بالإضافة إلى أنها لاعب رئيس فى منطقة القرن الإفريقى، وتعد من أكبر المساهمين فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى.

وهذه الاحداث وغيرها جعلت رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، مخاطبا الأفارقة : تضامنكم معنا جدير بالثناء ونحن بأمس الحاجة إليه.أعرب عن امتنانه لعناصر الحرس الإثيوبي والأفارقة الذين يدعمون بلده الذي يمر الآن بتحديات ملموسة.وكتب أبي على حسابه في “تويتر” يوم الجمعة: “بودي أن أشكر كل عناصر الحرس الإثيوبي الذين تضافرت جهودهم دفاعا عن هذا البلد الظافر، وأظهروا دعمهم لقوات الدفاع الوطنية في كافة أنحاء بلدنا”. وفي تغريدة أخرى، شكر أبي “جميع الإخوة والأخوات الأفارقة والقادة والأكاديميين الذين يدعمون إثيوبيا في وقت حاجتها”.وتابع مخاطبا الأفارقة: “كما وقفت إثيوبيا إلى جانب الآخرين في مختلف النضالات التاريخية، فإن تضامنكم معنا نحن في أمس الحاجة إليه في الظروف التي نمر بها، وهو جدير بالثناء، وسوف تسود إفريقيا بالوحدة”.

وليس هذا فحسب بل إن المظاهرة التي نظمها المغتربون الإثيوبيون وأصدقاء إثيوبيا في جيبوتي وكينيا واريتريا والصومال وغيره من الدول الافريقية للتنديد بالتدخل الغربي في الشؤون الداخلية للبلاد تعكس الوعي المتزايد بأن “إنقاذ إثيوبيا ينقذ إفريقيا”وطالب متظاهرون في مسيرات أجريت في أكثر من 25 مدينة في جميع أنحاء العالم بإنهاء التدخل الغربي في الشؤون الداخلية لإثيوبيا ونشر المعلومات المضللة حول الوضع في البلاد.

ولكن للاسف رغم الانجازات التي قامت بها الحكومة الاثيوبية من التحول الديمقراطي في البلاد تمت انتخابات نزيهة وبها تم تشكيل الحكومة ديمقراطيا، ومع ذلك فان الغرب  يدعم الجماعة الإرهابية بدلاً من دعم الديمقراطية والسلام والاستقرار يخلقون الفوضى في البلاد بدعم الجبهة الشعبية لتحرير تجراي وعلاوة على ذلك، لا يريد الغرب أن تنتشر الرؤية الأفريقية القوية لرئيس الوزراء أبي أحمد ..إذا توحدت القارة الأفريقية، فسنصبح أغنى قارة على هذا الكوكب. وهذا ستشعر الجهات الخارجية بأنها ستخسر نفوذها في القارة السمراء.

-قال المحلل السياسي الأمريكي أندرو كوريبكو إن قرار المضي قدما في استضافة قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا يظهر أن الدول الأعضاء لم تتأثر بالأخبار الغربية المضللة والكاذبة تحت قيادة الولايات المتحدة والتي تزعم بأن العاصمة الإثيوبية محاصرة وغير آمنة.

وأضاف كوريبكو في المقابلة التي أجراهامع وكالة الأنباء الإثيوبية أن قرار أعضاء الاتحاد الأفريقي بشأن القمة أظهر أن الدول الأفريقية تضامنت مع إثيوبيا في حربها على الإرهاب ضد الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الارهابية وحملة الضغط الغربي التي تقودها الولايات المتحدة ضد إثيوبيا. وفقًا لكوريبكو قال إن الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة حاول الاستفادة من شبكة نفوذه بعيدة المدى عبر بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي للضغط عليهم لتغيير خططهم لعقد القمة، حتى لو اعتبرت بعض الدول الأعضاء مثل مصر معادية لإثيوبيا، فقد قرروا الانضمام مع بقية الدول من أجل تجنب عزل أنفسهم دون داعٍ.

ومما لا شك فيه  أن إثيوبيا هي مهد القارة لمناهضة الإمبريالية في أفريقيا، مشيراً إلى أن إثيوبيا لها دورًا رائدًا في الشؤون الأفريقية بل إن رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد اقترح أن يتم تمثيل إفريقيا أخيرًا في مجلس الأمن الدولي. وقد حظيت المبادرة بتأييد واسع النطاق وأعادت التأكيد على الدور التاريخي للبلاد في دعم القضايا الأفريقية على المسرح العالمي.

واخيرا أن إثيوبيا هي أساس حركة عموم إفريقيا ومنارة الحرية الأفريقية وإحدى الدول الرئيسية التي لعبت دورا هاما في إنشاء مؤسسة قارية موحدة واذا استمرت اثيوبيا علي هذا النهج ستخرج افريقيا من الاستعمار الجديد .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *