اثيوبيا والسودان سبل تعزيز وتوسيع نطاق التعاون لماذا ؟!

التقى المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في إثيوبيا، تمسغن طرونه، يوم الجمعة الماضي  في مكتبه بأديس أبابا ، بنظيره السوداني الفريق “أحمد ابراهيم مفضل.

وأوضح بيان صادر عن جهاز الأمن والمخابرات الوطني، أن الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والسودان وسبل تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والعمليات في ضمان السلام والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل إلى أن السودان ظل داعماً للاستقرار في إثيوبيا دون انحياز لأي طرف من الأطراف، نافياً بشكل قاطع وجود أي معسكرات لجبهة التيغراي داخل الحدود السودانية.

وقال الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل إن علاقات السودان الخارجية ومصالحه مع محيطه الإقليمي وكافة دول العالم تُبنى على مصالح السودان الاستراتيجية وليس على حساب دول أخرى بالإقليم، مشيراً إلى أن الحوار هو أفضل السبل للوصول إلى المنافع والمصالح المشتركة.

كيف قيمتم هذا الخبر وهل العلاقة السودانية الاثيوبية في طريقها الي التعاون البناء  ؟وهل تقتصر علي الهاجس الامني فقط ؟!

قال الكاتب الصحفي هاشم على حامد :العلاقات السودانية الاثيوبية تنبني على اسس راسخة من تاريخ مشترك، وتداخل اجتماعي وثقافي ومصالح شعبيه متبادلة، الى جانب الهموم السياسية والأمنية المشتركة. وبما ان منطقة القرن الأفريقي ذات بعد استراتيجي في اهتمامات العالم وأكثر البقاع تأثرا بما يحدث في اي البلدين وغيرهما من دول المتطقة، تأتي أهمية علاقات البلدين الكبيرين في بعدها الإقليمي. والحفاظ على الأمن المشترك ومصالح المنطقة. العلاقات الاثيوبية السودانيه ينبغي أن تبني على الرواسخ من النوايا الطيبه المتعاونه، وتنظر   للمصالح المشتركة، ولا تخضع هذه العلاقة في مسارها فقط لواقع الظروف الامنية والسياسية فيأتي الحديث عنها والتغنى بها في أحوال النكبات السياسية سواء هنا أو هناك. هذه العلاقات ينبغي أن تصدق النوايا تجاهها علي اسس مشتركة من التواصل والتعاون في مختلف المرافق

السياسة، والاقتصادية..بما في ذلك تجارة الحدود  بين اطراف البلدين. والتبادلات الثقافية والفكرية، والفنية. علاقات تداخل بين الشعبين والدولتين لا ترتبط بالظروف والوقائع السياسية.

للوصول إلى علاقات كهذه ينبغي على البلدين حل مختلف الخلافات بينهما سواء كانت خلافات حدوديه او مائيه.. وهذا يتم  فقط عبر النوايا الصادقة التي تقود الى تفاوض وحلول حقيقية ناجعة لأي خلاف، ومن ثم الانطلاق بهذه العلاقات إلى مصاف التعاون البناء في مختلف النواحي.. مشاريع مشتركة،وتكامل سياسي وامني… الخ إذا تحقق ذلك وحلت الخلافات الحدودية وغيرها باتفاقات صادقة وموثقة،يتوقع للبلدين مسار رفعة وازدهار، والا فسوف تظل علاقاتهما مرهونه  بظروف سياسية ما بين الاستقرار المتذبذب، الذي تقوده ظروف اي من البلدين الي الخلافات والتصعيد الذي لا يحقق لا منهما أمنا او نجاحا.

فاذن المطلوب في هذه المرحلة التى ينشد فيها طموح البلدين أمنا واستقرار و رفاهيه لشعبيهما تصفير الخلافات الحدودية والمائية وغيرها بحلول وتوافق  تسطره النوايا الصادقة، حتى ترتقي العلاقات بينهما إلى علو لا تؤثر عليه أي من التدخلات سواء كانت إقليمية او دولية. كما ينبغي في الإطار الشعوبي  الاهتمام بعلاقات الشعبين بما يحقق تداخل حقيقي عبر مختلف الوسائل التي من اهمها كذلك  تنشيط العلاقات الفنية، والثقافية، والرياضية… عبر أنشطة مشتركة تحقق التواصل الحقيقي بين مختلف فئات الشعبين .

ويرى عباس محمد صالح – باحث ومحلل سياسي انه في ضوء التعقيدات والتحديات التي مرت بها الدولتان خلال السنوات الثلاثة الماضية أعتقد أن التواصل بين المؤسسات في الدولتين كفيل بتبديد المزاعم والهواجس نحو إقامة علاقات  تقوم  التعاون والإحترام المتبادل بما يخدم شعبي البلدين الشقيقين، وبالتالي فإن مثل هذا التواصل بكل تأكيد سيخلق قنوات لمناقشة كافة التحديات للتغلب عليها.

إن طبيعة التحديات الداخلية التي تواجه كلا البلدين معقدة تتطلب انخراطا مؤسسيا بين الأجهزة والدوائر المعنية لحقها والتعاطي معها بعيدا عن حملات الإعلام تؤدي للاضرار بالعلاقات الثنائية على كافة المستويات كما تضعف منه الثقة بين البلدين أيضا.

أعتقد هناك فرص حقيقية لو تم الحفاظ عليها وتعزيزها لمنع التراجع عنها قطعا ستمكن قيادة البلدين من بناء علاقات قد ترقي إلى مستوى علاقات شراكة وتعاون في كافة المجالات.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *