*إستخدام الأنظمة المدعومة بالتكنولوجيا ضرورية لتعزيز قطاع السياحة
عمر حاجي
إن ربط استخدام التكنولوجيا في ترويج وتسويق الوجهات السياحية يمكن من إنشاء تطبيقات تفاعلية تسهل على الزوار وتخطيط رحلاتهم واستكشاف المزيد من الوجهات السياحية. علاوة على ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا لتحليل بيانات الزوار، وفهم احتياجاتهم وتفضيلاتهم، مما يساعد في تحسين خدمات السياحة وتحسين تجربة الزوار.
وفي هذا الصدد، أكدت وزارة السياحة الفيدرالية على أهمية توسيع نطاق أنظمة المعلومات المدعومة بالتكنولوجيا لتعزيز العائدات الاقتصادية لقطاع السياحة في البلاد. وفي هذا السياق، قالت وزيرة السياحة السيدة سلاماويت كاسا، في كلمة لها في منتدى عقد حول السياحة والتكنولوجيا نظمته مفوضية السياحة بإقليم أوروميا: إن السياحة تُعد أحد القطاعات الاقتصادية الرئيسية التي تُعتبر محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي. وعلى الرغم من ثراء إثيوبيا بالتراث الطبيعي والتاريخي والثقافي، إلا أن مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد لا يزال محدودا.
وذكرت الوزيرة، أنه في أعقاب جهود الإصلاح الأخيرة، اتخذت الحكومة تدابير استراتيجية لإنعاش القطاع التي تشمل تطوير وجهات سياحية جديدة، وإعادة تأهيل المواقع القائمة، وتحديث الخدمات السياحية. ونتيجةً لذلك، بدأ القطاع يُحقق تقدمًا ملموسًا، وتهيئة بيئة مواتية نشهد نتائج مشجعة. ومع ذلك، فإنه لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لاستغلال الإمكانات السياحية الهائلة للبلاد على أكمل وجه. كما أن عملية توسيع أنظمة المعلومات المدعومة بالتكنولوجيا أمر بالغ الأهمية لإطلاق عنان القيمة الاقتصادية للقطاع السياحي.
كما أن دعم الخدمات السياحية بالتكنولوجيا يُساهم بشكل كبير في تسهيل الزوار، وضمان سلامتهم، وزيادة الأنشطة السياحية بشكل عام. وعلى الرغم، من أن قطاع السياحة لديه القدرة على بناء الاقتصاد وتغيير وجه البلاد، إلا أن ربط القطاع بالتكنولوجيا وعدم التقدم بالوتيرة المطلوبة أصبح تحديًا، ولذلك، ينبغي علينا العمل مع الجهات التي تعمل وتُطوّر استخدام التكنولوجيا لحل هذه المشكلة الأساسية. كما أعربت، عن التزامها بإيجاد سبل لتقديم الدعم للجهات المهتمة في هذا المجال الحيوي. وأن إثيوبيا خسرت الكثير من عائدات السياحة في السنوات الماضية بسبب ضعف الترويج، ونقص التكنولوجيا، والتسويق، والتعاون، على الرغم من أن هذا القطاع لم يُستغل بشكل كافٍ. ولذلك، فإن منتدى الربط بين السياحة والتكنولوجيا يعد مبادرةً كبيرة للتحسين في المستقبل. ومن المتوقع أن يستمر هذا المنتدى السياحي والتكنولوجي يومين، ويناقش أصحاب المصلحة وصانعو السياسات والجهات المعنية الأخرى السياحة والتكنولوجيا بما يعزز تطوير السياحة والحفاظ عليها، وغيرها.
وقالت: إنه على الرغم من الجهود المبذولة لاستخدام التقنيات من مختلف البلدان، فإن نقص إستخدام منتجات التكنولوجيا المحلية التي يمكنها معرفة المجتمع الإثيوبي، وتراثه، وهويته، وثقافته، وإظهاره للعالم، هو أحد أسباب ذلك. مضيفا أن قطاع السياحة قيد التطوير إيمانًا، بأهميته الكبيرة للاقتصاد، وأهمية الكبيرة أيضًا لبناء الصورة الإيجابية الوطنية. وقال إن الوزارة تعمل على ربط القطاع المهمل سابقًا بالتكنولوجيا.
وأشارت الوزيرة، إلى أن الوزارة أصدرت إرشادات لدعم القطاع بالتكنولوجيا في إعلان السياحة الجديدة. بالإضافة إلى تطبيق هذه الإرشادات، واستعداد الوزارة لدعم رواد الأعمال في جهودهم لتحويل أفكارهم الجديدة في مجال السياحة إلى واقع ملموس من خلال التكنولوجيا، وأما الهدف من التكنولوجيا،هو تبسيط الحياة، وهناك فوائد عديدة لابتكار تقنيات تُسهّل على الزوار من دول أخرى لزيارة إثيوبيا خلال إقامتهم. ويتوقع من جميع الجهات المعنية تشجيع مبدعي التكنولوجيا الذين لديهم أفكار إبداعية جديدة وفقدوا داعميهم. وفقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية الصادرة عام 2019، تُمثل السياحة عُشر الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. مشيرة إلى أنه إذا أمكن بذل مزيد من الجهود، يُمكن زيادة الفوائد.
وفي هذا السياق أجرت صحيفة “العلم” مع السيد أشنافي عبدي مدير العلاقة العامة في مفوضية السياحة بإقليم أوروميا، حول هدف المنتدى الذي عقد في مجال السياحة والتكنولوجيا، وقال: إن لهذا المنتدى له هدف كبير، وهو ربط السياحة مع التكنولوجيا، والتوثيق معه، واستخدام التكنولوجيا المتطورة، وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي للترويج، لأماكنها وجذب المسافرين والتعريف عنه. لأن أعمال السياح والسياحة، ترتبطان مع التكنولوجيا في هذا العصر، عبر طريق إجراء الدراسة والبحوث، وفتح الأبواب له.
وقال السيد أشنافي: إنه يمكن رؤية التأثير الملحوظ للتكنولوجيا في مجال التسويق السياحي، لأن استخدام الشركات والوجهات يمكن أن يؤدي إلى زيادة السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي. لأن لدى البلاد إمكانات هائلة في مجال جذب السياحة، وخصوصا في إقليم أوروميا، حيث لدينا الأنهار، والجبال، والكهوف العديدة، لأن صناعة السفر والسياحة تعتبر واحدة من أكبر الصناعات في العالم، حيث تشهد تطورات هائلة على مر السنين. ومن بين العوامل التي تساهم بشكل كبير في تغيير وتحسين تجربة السفر هي التكنولوجيا.
وقال السيد أشنافي: إن التقنيات الحديثة أحدثت تحولات جذرية في كيفية التخطيط للرحلات وتنفيذها واستكشاف الوجهات وتأثير التكنولوجيا في مجال السفر والسياحة، وغيرت تجربة السفر للأفضل. كما أن التحسينات في السلام وأماكن الراحة ليست محصورة بالتكنولوجيا في التخطيط والحجز فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا في تحسين الأمان والراحة أثناءالسفر، وفي تطبيقات الملاحة والخدمات اللوجستية التي تساعد في الوصول بأمان إلى الوجهات المختلفة. كما توفر التكنولوجيا أيضًا وسائل راحة، مثل تطبيقات الحجز المسبق للمطاعم ووسائل النقل وخدمات التوصيل وغيرها.
ومن جانبه، قال السيد نغا وداجو نائب مفوض مفوضية السياحة في إقليم أوروميا إجراء المقابلة معه أيضا: إن الجهود المبذولة لترويج المقومات السياحية في الإقليم مستمرة. وأن هذا المنتدى، جزء من حملة ترويجية أوسع نطاقًا، مشيرا إلى أن المنتدى يخدم أغراضًا متعددة، بما في ذلك تسليط الضوء على استخدام التكنولوجيا في السياحة، وتسهيل تبادل الخبرات الدولية، وتعزيز المناقشات الهادفة إلى الارتقاء بقطاع السياحة على مستوى إثيوبيا إلى مستوى أعلى من التميز. وقال: إن المفوضية تعمل بشكل مكثف لدعم الأنشطة السياحية من خلال إستخدام التكنولوجيا. لأن الاستفادة من التكنولوجيا أمر لا غنى عنه لتعزيز السياحة، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الأربع الماضية، تم تسجيل قريتين سياحيتين دوليتين، مثل بحيرة وانتشي.
وقال السيد نغا: إن تكنولوجيا المعلومات تلبي الاحتياجات لقطاع السياحة المختلفة، وفي تطوّر التحليل التنافسي بين الوجهات السياحية إلى آفاق تكنولوجيا الجديدة مع ظهور منظومات دعم القرارات الجماعية، والتي تساعد على تحديد العوامل الشخصية والموضوعية المؤثرة في اختيار الوجهات المتنافسة، ما يمكّن الشركات من التنافس بفعالية ويساعد السياح. بالإضافة إلى ذلك، تساعد التكنولوجيا في تحسين تجربة السفر من خلال توفير معلومات مفصلة ومحدثة عن الوجهات السياحية. ويمكن للسائحين الاطلاع على تقييمات وتعليقات المسافرين الآخرين على المواقع السياحية والفنادق والمطاعم، مما يساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رحلاتهم. وقال: إن هناك أنشطة تُنفّذ بهدف ترسيخ الروابط بين السياحة والتكنولوجيا وتعزيز الفوائد المرجوة من هذا القطاع. وفي هذا المجال، تستخدم الدول التكنولوجيا في السياحة لتحقيق عائدات كبيرة.
ومن هذا المنطلق، قد أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا للسياحة، لأنه من بين إحدى الركائز الخمس الأساسية لاقتصاد البلاد، إلى جانب التعدين، والزراعة، والاتصالات، والصناعة، هي تكنولوجيا المعلومات. وينبغي أن يُصمّم اعتماد التكنولوجيا الذي يُدمج المعرفة المحلية للعالم لتحقيق عائدات كبيرة للبلاد، وتعزيز صورة البلاد، وخلق فرص العمل، ودعم رواد الأعمال، وغير ذلك. مؤكدا على أن الاقتصاد القائم على التكنولوجيا والترابط بين التكنولوجيا والسياحة سيلعبان دورًا حاسمًا في في إقليم أوروميا، وإثيوبيا ككل”. ولذلك، تعهدت وزارة السياحة بتقديم الدعم اللازم للعاملين في مجال التكنولوجيا.
وقال نائب المفوض: إن المفوضية تعمل بجد على تطبيق التكنولوجيا في قطاع السياحة لعرض إمكانات البلاد للعالم. مضيفا أنه خلال السنوات الأربع الماضية وحدها تم تسجيل موقعين ضمن قرية السياحة الدولية. لأن البلاد لم تستفد بشكل كافٍ من السياحة، على الرغم من امتلاكها إمكانات سياحية كبيرة بفضل موقعها الجغرافي القريب من الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن السياحة لا تساهم في إثيوبيا إلا بعُشر الناتج المحلي الإجمالي، وبعُشر الوظائف، وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية.
وقال السيد نغا: إنه من بين الأنشطة المختلفة لمفوضية السياحة، تلعب عملية زيارة أوروميا دورًا حاسمًا في الترويج لتعزيز البلاد الإمكانات السياحية للإقليم باستخدام الصور الداعمة والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها. كما أدخلت المواقع الافتراضي (VR) لتعزيز الترويج السياحي، مشيرا إلى أن إثيوبيا دولة تمتلك أكبر شركة طيران في أفريقيا، وعلى الرغم من كونها دولة ذات موارد سياحية واسعة النطاق، إلا أنها لم تحقق الدخل المنشود من هذا القطاع. مؤكدا على أن دعم قطاع السياحة بالتكنولوجيا له أهمية بالغة من حيث زيادة الفوائد، فقد مضى خمس سنوات منذ بدء العمل على رقمنة القطاع في المنطقة. وأنه تم التقاط أكثر من 80 تيرابايت من المناطق السياحية بالصور ومقاطع الفيديو، مشيرا إلى أن العمل جارٍ للترويج للموارد السياحية عالميًا من خلال تطوير مواقع إلكترونية وصور متنوعة.