تعزيز إنتاج القمح لضمان الأمن الغذائي

جوهر أحمد

المزارعة داما يامي، من سكان قرية ألاغا دوري في مقاطعة جيجو، إقليم أوروميا. وهي من بين المزارعين الذين استفادوا من المبادرة الزراعية المبتكرة، مشروع” تعزيز انتاج القمح”، الذي أطلقه المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح، والذي أحدث تغييرًا ملحوظًا في حياتهم.

و تقول داما لسنوات عديدة، عشنا في ظروف قاحلة، حيث كانت تربية الماشية مصدر رزقنا الرئيسي. ومع ذلك، وبسبب التحديات التي فرضتها تقلبات الطقس، لم تعد أنظمتنا الزراعية التقليدية كافية لاستدامة معيشتنا. لحسن الحظ، عكس مشروع القمح ” تعزيز انتاج القمح” الذي أُطلق في السنوات الأخيرة هذا التوجه. لقد أتاح لنا المشروع زراعة القمح كفرصة جديدة وواعدة للمجتمع الزراعي. وحصلنا على بذور عالية الغلة، وتدريب، ودعم فني في ممارسات الزراعة، وسرعان ما بدأنا نلمس نتائج مبهرة”، كما أشارت إليه داما.

ووفقًا لداما فإن المشروع يتمتع بفوائد متعددة  فهو يوفر الغذاء لأسرهم، ويُمكّنهم من توليد دخل يُمكّنهم من إرسال أطفالهم إلى المدارس، ويساعدهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية الأخرى. وأكدت بثقة: “بصفتي مزارعة شاركت في هذا المشروع، أستطيع القول بثقة إنه غيّر مستقبل معيشتنا“.

في الواقع، تُعدّ زيادة إنتاج القمح وإنتاجيته إحدى الاستراتيجيات التي حظيت باهتمام خاص من الحكومة، ليس فقط لتلبية الطلب المتزايد على القمح للاستهلاك المحلي؛ بل أيضًا لتعزيز التصدير.

كنهج حاسم للتخفيف من آثار تقلبات المناخ، وتنويع الاقتصاد، وضمان السيادة الغذائية، وتقليل الاعتماد على واردات القمح؛ والتحول في نهاية المطاف إلى مُصدّر محتمل للقمح ومنتجاته، تُنفّذ أنشطة واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد.

وبناءً على ذلك، بدأت المناطق التي كانت غير مُلِمّة بالأنشطة الزراعية في زراعة القمح هذه الأيام من خلال تبني تقنيات زراعية حديثة، مثل تعزيز الري، واعتماد أصناف مُحسّنة من البذور، وتطبيق ممارسات أفضل لمكافحة الآفات، ومكننة المزارع، وهي أمور بالغة الأهمية لتعزيز الإنتاجية الزراعية بشكل عام.

وتتماشى هذه الأهداف مع استراتيجيات إثيوبيا الأوسع للتنمية الزراعية والاقتصادية، والتي تُعطي الأولوية للاكتفاء الذاتي، والحد من الفقر، والتنويع الاقتصادي.

وتماشياً مع جهود الحكومة الإثيوبية، يُنفّذ المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح أيضاً أنشطةً لمعالجة تحديات الإنتاج التي تواجهها المناطق المنخفضة المروية في إثيوبيا.

من خلال مشروع “تعزيزانتاج القمح” الذي أُطلق في إقليمي أوروميا وعفر، ويعمل المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ، بالتعاون مع المعهد الإثيوبي للبحوث الزراعية ، على تحسين إنتاج القمح وتحسين سبل عيش المزارعين في تلك المناطق من خلال إدخال أصناف جديدة وتقنيات حديثة.

وتهدف هذه المبادرة إلى إفادة 1000 أسرة بشكل مباشر، مع تأثر المزيد بشكل غير مباشر في الإقليمين وفقاً لمنشور المركز.

و صرّح الدكتور باكل أبيو، الممثل القطري  لمركز تحسين الذرة والقمح في إثيوبيا ورئيس المشروع، إن المشروع يُمثّل إنجازًا هامًا في مسيرة إنتاج القمح في إثيوبيا. فهو يُقدّم تقنيات قمح فعّالة ومناسبة للأراضي المنخفضة المروية، مما يُحسّن الإنتاج والإنتاجية سعيًا لتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي.

ومن جانبه أكّد السيد تولوسا دبلي، الباحث الرئيسي وممثل المدير العام للمعهد الإثيوبي للبحوث الزراعية على أن المركز ساهم بشكل كبير في تطوير نظام إنتاج القمح في إثيوبيا من خلال إدخال البلازما الجرثومية، وتحسين الأصناف، وتوفير الدعم المالي والتقني، بالإضافة إلى توفير التدريب للباحثين والمزارعين.

و قال إنه مع مشروع تعزيز انتاج  القمح، شهدنا تغييرا ملموسًا آخر في سبل عيش صغار المزارعين، لا سيما في إقليمي عفار وأوروميا. وأضاف أن دعم المشروع، بما في ذلك إدخال الآلات الزراعية الحديثة، لم يُعزز الميكنة على مستوى المزرعة فحسب، بل ساهم أيضًا بشكل فعّال في تحقيق الأهداف الأوسع للتنمية الزراعية الوطنية.

وذكر المنشور أهم المعالم والإنجازات، بما في ذلك بناء القدرات من أجل التغيير المستدام، بما في ذلك إجراء تدريب للمدربين على الحزم الزراعية لوكلاء التنمية والخبراء المتخصصين على مستوى المناطق  لمساعدتهم على مشاركة معارفهم بفعالية مع المزارعين.

بالإضافة إلى ذلك، لعب إدخال سلالات القمح المتميزة واعتماد تقنيات الري الحديثة والميكنة كعنصر أساسي، من بين أمور أخرى، دورًا محوريًا في تعزيز الإنتاجية الزراعية والاستدامة.

ومن بين الإنجازات الرئيسية الأخرى التي يمكن ذكرها في هذا الصدد، تدخل إنتاج وتوزيع البذور الذي ركز على ضمان توافر بذور قمح عالية الجودة، بالإضافة إلى استراتيجية تمكين المرأة والشباب المصممة لتمكين المرأة والشباب في الأنشطة الزراعية.

ومن خلال هذه الجهود، نجح المشروع في الوصول إلى ما يقرب من 4300 أسرة، وإشراك مجموعة واسعة من الجهات المعنية ، مما ساهم في تنمية القدرات البشرية، وإنتاج البذور وتوزيعها، ونشر التكنولوجيا، وتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة.

وفيما يتعلق بتطوير البنية التحتية المادية، عزز إنشاء منشأة للحجر الصحي وتركيب مكيفات هواء في مركز أبحاث ورير قدرة المشروع على إجراء البحوث والحفاظ على معايير عالية للابتكار الزراعي. و أضاف المنشور أن شراء الآلات الزراعية الحيوية مهد الطريق لزراعة قمح أكثر استدامة في الأراضي المنخفضة الإثيوبية، مما يضمن إنتاجية زراعية ومرونة على المدى الطويل.

ومن خلال ذلك، يمكن للمركز زيادة إنتاجية القمح وتحسين سبل عيش صغار المزارعين القاطنين في مناطق المشروع.

ويُعد المزارع يشيواس ورقو، البالغ من العمر 40 عامًا، من سكان قرية ووتيتشا دولي في مركز  ميرتي بمنطقة أرسي بإقليم أوروميا، وهو مستفيد آخر من مشروع ومثل المزارعة داما، أبدى يشيواس ورقو رأيه بشأن تأثير هذا المشروع.

ووفقًا للمزارع  يشيواس ورقو فإنه  في السنوات السابقة “قبل هذا المشروع” لم تكن زراعة القمح تُمارس تقليديًا في منطقته، لكنها أصبحت الآن عاملًا مؤثرًا في حياة المجتمع. وكان إدخال الأدوات وآلات الزراعة الحديثة، وتوفير أصناف محاصيل مُحسّنة، عاملاً أساسياً في نجاحهم. وبفضل هذا المشروع، لم يصبح إنتاج القمح مصدر دخلهم الرئيسي فحسب، بل ساهم أيضاً في تعزيز ثقتهم بقدرتهم على استدامة سبل عيشهم.

وقال: “بفضل الشركاء المنفذين لمشروع “تعزيزانتاج القمح”، أصبحنا الآن على دراية بأدوات وآلات وممارسات الزراعة الحديثة. كما أصبح بإمكاننا الحصول على أصناف محاصيل مُحسّنة، وهي ضرورية لتحسين الإنتاج وزيادة الدخل.

أصبح إنتاج القمح الآن المصدر الرئيسي لرزقنا. لم تُعزز هذه الفرصة الزراعية البديلة ثقتنا فحسب، بل أتاحت لنا أيضاً تأمين سبل عيش أكثر استدامة لنا. إنني ممتن للغاية للشركاء المنفذين للمشروع لدورهم الحاسم في تغيير حياتنا, لقد كان التأثير تحويلياً حقاً.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai