عمر حاجي
أديس أبابا(العلم) اعربت دول شمال افريقيا عن رغبتها في الاستفادة من افضل ممارسات الانتاج الزراعي في اثيوبيا و أعربت تونس عن رغبتها في التعاون مع إثيوبيا، وخاصة في مجال زراعة القمح وتكرار أفضل الممارسات. وقد أكد وزير الزراعة والموارد المائية والصيد البحري السيد عز الدين بن شيخ الذي حضر مؤتمر العالم بلا جوع في أديس أبابا، على أن بلاده حريصة على التعاون مع إثيوبيا في قطاع الزراعة.
وقال السيد عز الدين: إن إثيوبيا شرعت في السنوات الأخيرة، في تحويل نظام الغذاء من خلال مبادرات مختلفة، وشهدت البلاد نجاحات في إنتاج المحاصيل في هذا الصدد، مشيرا إلى أن إنتاج القمح والإنتاجية يظهر تحسنا بشكل ملحوظ على مدى السنوات الخمس الماضية في إثيوبيا، وأظهرت البلاد قدرتها من خلال بدء تصدير القمح إلى الأسواق الدولية. وقد اعتبر الكثيرون قصة النجاح هذه بمثابة علامة فارقة يمكن اعتبارها أفضل ممارسة للدول الأفريقية. وقال: إنه لهذا الغرض، فإن زراعة المحاصيل تعد مجالا رئيسيا لتعزيز التعاون مع إثيوبيا.
كما ذكر الوزير التونسي، أن مجال الحبوب يعد من أهم مجالات التعاون بين بلدينا، مشيرا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة أدت إلى ارتفاع أسعار الحبوب. وأنه نتيجة لذلك، برزت إثيوبيا كفرصة محتملة لتنويع مصادر الحبوب. وقال: إنه في ضوء الأزمات الناجمة عن أوكرانيا وروسيا، نسعى إلى تنويع مصادر حبوبنا، ونعتقد أن إثيوبيا ستكون شريكًا قيمًا في هذا المسعى.
كما دعا الوزير، إلى تعزيز تبادل الخبرات والوفود الزائرة لمواءمة وجهات النظر وتعزيز التعاون. وقال: “إننا ندعو الوفود من إثيوبيا لزيارة تونس والعكس، حتى نتمكن من تقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية الشقيقة”، مشيرا إلى أفضل ممارسات تونس في إنتاج وتصدير التمور وزيت الزيتون، داعيًا إلى التعاون في هذه القطاعات. موضحا، بأن تونس رائدة في إنتاج الزيوت، وهي ثاني أكبر مصدرعالمي لزيت الزيتون وأكبر مصدر للتمور، مضيفًا أن هناك العديد من المجالات التي تتفوق فيها بلاده أيضًا.
ورحب الوزير، بالتعاون في تبادل الخبرات والتجارب في الزراعة وغيرها من المجالات. وقال: “نحن حريصون على الترحيب بالإثيوبيين لتنمية القدرات وتعزيز قدراتنا في المجالات التي نجحوا فيها”. مؤكدا على ضرورة تبادل الخبرات في مجال ربط السدود المائية التي يمكن أن تعود بالنفع على الدول. منوها إلى إثيوبيا تتلقى أمطارًا غزيرة، بينما واجهت تونس خمس سنوات متتالية من الجفاف. وقال: لقد عالجنا هذا من خلال سياساتنا المائية، والتي تشمل السدود المترابطة.
وقال الوزير التونسي: إن هذه الميزة الفريدة تسمح لنا بضخ المياه بين السدود، مما يضمن توفر الموارد حتى عندما يكون بعض السدود منخفضًا. كما شارك الوزير حماسه لزيارة إثيوبيا، قائلاً: “أنا سعيد جدًا لوجودي في إثيوبيا لأول مرة. وأرى نموًا كبيرًا هنا، وأقدر التنظيم الممتاز والضيافة”.
ومن جهة أخرى، قال السيد هشام التونسي، ممثل وزارة الزراعة والصناعة من المغرب، بإجراء مقابلة معه: إن إفريقيا كقارة ككل تعاني كثيرا من المشاكل العويصة. وشاهدنا في السنوات الأخيرة بلدانا تعاني المجاعة، وشحا في الأغذية والمياه، فلذالك، فإن هذا المؤتمر مهم للغاية. لأنه يجمع مجتمع الخبراء الفاعلين سواء كان من الحكومات، والقطاع المالي، والتمويل للمشاريع، وكذلك، يجمع الخبراء لمكافحة الجوع في العالم.
وقد شاهدنا تطورات مهمات عديدة، وخاصة من الحكومة الإثيوبية، حيث أظهرت تجربات مهمة، وأنا صراحة أعجبت بها، خصوصا في مجال استبدال الواردات، من القمح والأرز وكل ما يتم إنتاجه، وله القيمة الغذائية. كما أعجبت كثيرا من البرامج الذي أبرزت وزارة الزراعة في تنمية قيمة الدواجن، وأنا خبير في مجال الزراعة الصناعية بالمغرب من خلال إطلاعي شخصيا وجولتي على بعض الأسواق بعد وصولي هنا، كانت هناك معظم منتجات غذائية يتم استيرادها. كانت هناك قفزة ديموغرافية سكانية كبيرة، لذلك، فإن تنمية سلسلة القيمة الغذائية أمر مهم.
ومن جانبه، قال السيد محمد ولد النمين مستشار وزير الزراعة لجمهورية موريتانيا أيضا، “نحن شاركنا في هذا المؤتمر لكي نتطلع على السياسات المعمول بها لمحاربة المجاعة والفقر، ومن أجل الإستثمار لتحقيق الأمن الغذائي”، مشيرا إلى أن هناك نهضة كبيرة في دولة إثيوبيا، وخصوصا في تحفيز سياسة الإستثمار الزراعي وتعزيز الإنتاج الزراعي بصورة كبيرة التي ترفع وتحقق الأمن الغذائي لمحاربة المجاعة والفقر، بالإضافة إلى التبادل التجاري في إطار سياسة مفتوحة بين البلدان الإفريقية.
وقال السيد محمد: إنه من المعروف أن القارة الإفريقية تحتضن موارد طبيعية هائلة ولم تستغل حتى الآن من إمكانياتها في المجال التجاري فيما بين هذه الدول حتى تتمكن من القضاء على الجوع. وأن هذا هو المحور الأساسي في هذا المؤتمر، ومن خلاله سنتمكن من القرارات والتوصيات في تنشيط وتبادل الخبرات في مجال التحويل الزراعي إلى الصناعة الزراعية بحيث يمكن القضاء على الجوع خلال عام 2036 م.
وقال مستشار وزارة الزراعة الموريتانيإن مؤتمر العالم بلا جوع، والتنمية الصناعية، يهدف إلى جمع القادة المؤثرين وصناع السياسات والخبراء والمثقفين لمناقشة الحلول وتطبيقه على أرض الواقع لهذه التحديات الملحة في الوقت الراهن. كما أن هذا المؤتمر العام يعزز التعاون الدولي نحو تحقيق هدف القضاء على الجوع في العالم. مؤكدا على أن تسريع الزراعة الحديثة باستخدام التكنولوجيا والتقنيات الزراعية من المكنة والأسمدة الزراعية والبذور المحسنة، والمدخلات اللازمة، والتحويل إلى الصناعة الزراعية وتبادل الدول من الخبرات الموجودة لديها، وغيرها، هي تحقق الأمن الغذائي وسيادته وتعزيز الإنتاجية بجودة مطلوبة وبتفادي الهدر عبر استخدام هذه التكنولوجيات.