تبني الوسائل الفعالة لتحقيق التقدم الزراعي المنشود

جوهرأحمد

   تعتبرالزراعة، حجر الزاوية في اقتصاد إثيوبيا، وكانت منذ فترة طويلة قوة حيوية عبر الثقافات والتقاليد المتنوعة على مر التاريخ. وفي الأراضي الشاسعة التي تغطي جميع أنحاء البلاد تقريبًا، اكتسبت الزراعة أهمية قصوى، سواء في تلبية احتياجات السكان من الغذاء أو كمصدر رئيسي للدخل لسكانها. وأن الطريق نحو تحسين الإنتاجية وتأمين ميزة تنافسية في هذه الأسواق الصعبة لايخلو من التحديات على الرغم من الخطوات المشجعة التي تم إحرازها في مجال التكنولوجيا الزراعية.

وإدراكًا لهذه الحقيقة، أجرت صحيفة الإثيوبيان- هيرالد مع السيد دميسي هيكا، وهو خبير اقتصادي تخرج من جامعة هواسا ومتخصص في الاقتصاد الزراعي، للحصول على رأيه بشأن الوسائل الفعالة لتحقيق التقدم الزراعي.

و ردالسيد دميسي هيكا قائلا :إنه من خلال إعطاء الأولوية للاستدامة، يمكن للمزارعين من المساهمة في الحفاظ على صحة التربة التي يعتمدون عليها لتحسين الإنتاج والإنتاجية. وهذا يقلل من الاعتماد على الأسمدة الضارة ويحافظ على موارد المياه الثمينة. ونتيجة لذلك، سيكون من الممكن ليس فقط التخفيف من التأثير البيئي، ولكن أيضًا وضع الأساس لمزايا اقتصادية طويلة الأجل. “وأن  ممارسات الزراعة المستدامة، مثل استخدام  الري، تلعب دورًا حاسمًا في تقليل هدر المياه. ومن خلال تحسين أنظمة الري واستخدام تقنيات توفير المياه، يمكن تعظيم كفاءة المياه دون المساس بصحة المحاصيل“.

وأضاف السيد دميسي أن مزايا الزراعة المستدامة تمتد إلى ما هو أبعد من الاعتبارات البيئية. ومن خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة جيدة التخطيط والإدارة، يمكن للمجتمع الزراعي أو المستثمرين المشاركين في القطاع تحقيق تكاليف أقل للإنتاج وتعزيز جودة المنتج، وزيادة إجمالي غلة المحاصيل. ولا يضمن هذا النهج الشامل الرخاء الطويل الأجل للمزرعة فحسب، بل يساهم أيضًا في مستقبل أكثر استدامة لقطاع الزراعة في إثيوبيا.

ويمكن أن يكون أحد العوامل وراء نقص غلة المحاصيل في الأراضي الزراعية في البلاد هو ضعف خصوبة التربة وضعفها, ولكن الشيء الجيد أن هناك طرقًا فعالة يمكن للمزارعين استخدامها لتجديد التربة. وأضاف أن هذه الأساليب لا تكافح  عدوى التربة فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز بنية التربة بشكل عام، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية.

وفقا للسيد دميسي فإن ممارسة تناوب المحاصيل بشكل صحيح هي إحدى استراتيجيات استعادة التربة خصوبتها. وأن هذه التقنية تحمي الأرض من الأمراض التي تنتقل عن طريق التربة من خلال منع تراكم مسببات الأمراض وتوفر بيئة مناسبة لنمو الجذور الصحية وامتصاص العناصر الغذائية. وأن تنفيذ خطة تناوب المحاصيل المصممة جيدًا والمخصصة لنسيج المزارع واحتياجاتها يمكن أن تعزز بشكل كبيرخصوبة التربة.

وهناك طريقة فعالة أخرى يجب مراعاتها وهي دمج المحاصيل الغطائية مثل البقوليات والقمح الشتوي والحبوب الأخرى ذات الصلة لأنها خيارات ممتازة تستخدم لتغذية التربة وتعمل كحواجز وقائية ضد التآكل. وتلعب هذه المحاصيل دورًا حيويًا في تثبيت مستويات النيتروجين وزيادة محتوى المادة العضوية. وأكد السيد دميسي أنه من خلال دمج كل هذه المحاصيل في ممارسات الزراعة يمكن من تعزيز خصوبة التربة وبنيتها، مما يمهد الطريق للنمو القويل لمحاصيل.

وقال السيد دميسي :إن دمج المواد العضوية وإدخال العناصر الغذائية الأساسية هي خطوات رئيسية أيضًا. ومن خلال تحفيز النشاط الميكروبي للتربة، من الممكن تعزيز توفر العناصر الغذائية والحد من الاعتماد على المدخلات الكيميائية. وهذا النهج المستدام من شأنه أن يساعد في تحسين خصوبة التربة وصحتها وتعزيز التوازن البيئي على المدى الطويل.

وردًاعلى سؤال حول العوامل المهمة لتحسين كفاءة المحاصيل نحو إنتاج أفضل؟ قال السيد دميسي: إنه في حين أثبتت هذه الخطوات أنها حلول قوية، فمن المهم الاعتراف بالخصائص الفريدة لكل مزرعة على حدة. وأن إدراك الطبيعة المميزة للمزارع هو الخطوة الأولى نحو إجراء تحسينات في الإنتاج والإنتاجية. ومن خلال تقييم وتحديد العقبات المحتملة داخل عملية الزراعة، يمكن للمزارعين أو أي هيئة معنية بالزراعة أن تبدأ في معالجتها والتغلب عليها بشكل استراتيجي، مما يمهد الطريق لتحسين النتائج الزراعية.

ومضى السيد دميسي قائلا :إن الاستفادة من الأدوات المتطورة مثل الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار يمكن أن تحدث ثورة في ممارسات الزراعة، وتمكين المزارعين من البيانات الدقيقة في الوقت المناسب,ومن خلال الاستفادة من هذه التقنيات وغيرها من التقنيات المهمة، يمكن للمزارعين مراقبة أداء المحاصيل عن كثب، وتقييم ظروف التربة، واتخاذ قرارات مستنيرة حاسمة لنجاح زارعتهم. وبذلك، سيكون ممكنا بتبني ممارسات الزراعة المستدامة بهدف تسجيل نمو وازدهار طويل الأمد.

ووفقًا للسيد دميسي، فإن دمج تقنيات المزارع الحديثة يجلب العديد من الفوائد. أولاً، يتيح ذلك للمزارعين اكتساب فهم شامل لأنماط نمو محاصيلهم، مما يسمح بالتدخلات الدقيقة والتعديلات المستهدفة. ويمكن للبيانات في الوقت المناسب حول مستويات رطوبة التربة ومحتوى المغذيات واختلافات درجات الحرارة أن توجه المزارعين,وتشجيعهم أيضاعلى اتباع استراتيجيات الري والتسميد الأمثل، وبالتالي ضمان الاستخدام الفعال للموارد والحد من الهدر.

ومن خلال التكامل السلس مع تكنولوجيا الزراعة الدقيقة، يمكن لهذه الأنظمة تحديد الكمية الدقيقة من المياه المطلوبة لمحاصيل معينة، وتوصيلها في الوقت الأمثل. ويساعد هذا المستوى من الدقة في منع الإفراط في الري أو نقصه، وتقليل استخدام المياه مع تعزيز صحة المحاصيل بالإضافة إلى إنتاجية الحصاد والإنتاجيةحسب السيد دميسي.

وذكرالسيد دميسي أن الاستفادة من أحدث التقنيات، لا يمكن المبالغة في أهمية الاستدامة في الزراعة الحديثة. وتقدم ممارسات الزراعة المستدامة عددًا لا يحصى من الفوائد، ليس فقط للمزرعة ولكن أيضًا للبيئة بشكل عام. ومع زيادة الوعي بالتأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه، أصبح تبني الأساليب المستدامة أولوية للمزارعين ذوي التفكير المستقبلي. وبالإضافة إلى ذلك تحاول الحكومة الإثيوبية المساعدة في معالجة العبء المالي المرتبط بتنفيذ ممارسات الزراعة المستدامة، مما يجعلها أكثر سهولة في الوصول إليها وفائدة.

وقال السيد دميسي:إنه لتحسين الإنتاج والإنتاجية، قبل زراعة البذور يجب إجراء بحث وتطوير مكثفين. ويتضمن ذلك اختيار أصناف المحاصيل الأكثر ملاءمة للمناخ وأنواع التربة المحددة، فضلاً عن تطوير أساليب الزراعة المستدامة.

وأن تحضير التربة أمر بالغ الأهمية في نظام الزراعة الحديث. ويتضمن ذلك اختبار التربة لمعرفة محتواها من المغذيات. وتُستخدم تقنيات مثل الزراعة أو الحرث لإعداد الأراضي للزراعة. ويعتمد اختيار طريقة البذر (يدوية أو ميكانيكية) إلى حد كبير على نوع المحصول وحجم المزرعة. وأكد أن تقنيات الزراعة الدقيقة تُستخدم بشكل متزايد لضمان التباعد الأمثل والعمق للبذور، وتعزيز آفاق النمو.

وأن أنظمة الري الفعّالة حيوية أيضًا في الزراعة الحديثة، وخاصة في الأقاليم التي تعاني من نقص هطول الأمطار. إلى جانب ذلك، يضمن التسميد المناسب حصول المحاصيل على العناصر الغذائية الأساسية للنمو.

وأوضح السيد دميسي أن استراتيجيات إدارة الآفات بما في ذلك استخدام عوامل المكافحة البيولوجية وتناوب المحاصيل، تساعد في إدارة الآفات والأمراض بأقل تأثير بيئي ممكن من أجل تعزيز الإنتاج والإنتاجية. وهذه الخطوة حيوية لحماية غلة المحاصيل وجودتها أيضًا.

ووفقاله، فإن مسيرة تحسين إنتاجية الزراعة لا تنتهي بإنتاج محصول ناجح واتباع الإجراء الصحيح نحو حصاد المحاصيل. للاستفادة الكاملة من الجهود الزراعية، من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية للبنية التحتية لما بعد الحصاد وضمان الوصول السلس إلى المعلومات القيمة. وتتمتع البنية التحتية لما بعد الحصاد بأهمية كبيرة في الحفاظ على جودة المحصول وتقليل الخسائر.

ولاشك أن الاستفادة من تقنيات الزراعة الدقيقة وتنفيذ الزراعة المستدامة يساهم جيدا في تحسين إنتاجية الزراعة في البلاد وتبني تقنيات الزراعة الدقيقة وتنفيذ ممارسات الزراعة المستدامة وتعزيز صحة التربة وخصوبتها والاستثمار في أصناف البذور عالية الجودة ورفع استراتيجية إدارة المياه  يمكن تعزيزالبنية الأساسية للمزارع،وتمهيد الطريق لمشاريع زراعية مزدهرة ومتطورة.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai