دور اثيوبيا في تعزيز التكامل الاقليمي لدول شرق أفريقيا

 

سمراي كحساي

 

تقوم إثيوبيا بدورها في ربط دول شرق إفريقيا بمنافع التنمية المتبادلة وتعمل علي تعزيز السلام والاستقرار.

وفي هذا الاطار قال  المدير العام للشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الاثيوبية فسها شاول لوكالة الأنباء الإثيوبية أن السياسة الخارجية لإثيوبيا تعطي أولوية عالية لتعزيز العلاقات الإيجابية والتعاونية مع الدول المجاورة.

ويعطي هذا النهج الاستراتيجي الأولوية لتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي في مختلف المجالات، بما في ذلك الدبلوماسية السياسية، والشراكات الاقتصادية، والتعاون الأمني، والتبادلات الثقافية، والاستدامة البيئية.

ومن خلال إعطاء الأولوية لجيرانها، قال المدير إن إثيوبيا تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والازدهار المتبادل ومبادرات التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.

ويؤكد هذا الموقف الاستباقي التزام إثيوبيا بمعالجة التحديات المشتركة، وتعزيز السلام، وتسخير نقاط القوة الجماعية لتحقيق الأهداف المشتركة داخل القرن الأفريقي وخارجه.

ووفقا له، فإن إثيوبيا حريصة على مواصلة التنمية بالتعاون الوثيق مع جيرانها والمساهمة في تكامل شرق أفريقيا، بهدف تحقيق نتائج تنموية إيجابية وسلام دائم.

وأضاف أن علاقات البلاد مع جيرانها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واسعة وقوية، وهذه الجهود تتعزز بمرور الوقت.

وذكر المدير العام أن الدول تحصل على بنى تحتية مختلفة مثل إمدادات الطاقة وخطوط السكك الحديدية والاتصالات وخطوط أنابيب المياه من إثيوبيا، وعلى سبيل المثال السودان وجنوب السودان وكينيا وجيبوتي، تتلقى الطاقة من إثيوبيا.

وأشار المدير إلى أن إثيوبيا تلعب دورا محوريا في المنطقة، مسلطا الضوء على الجهود المستمرة لتعزيز نفوذها وتأثيرها، وبذلك تفي إثيوبيا بدورها في تكامل المنطقة بما يحقق المنفعة المتبادلة للتنمية والسلام المستدامين.

وأكد فسها أن جميع المشاريع الوطنية الإثيوبية تأخذ دول الجوار بعين الاعتبار، وعند الانتهاء من سد النهضة الإثيوبي الكبير، ستستفيد هذه الدول المجاورة بشكل كبير من زيادة موارد الطاقة.

واضاف ان إثيوبيا ستواصل تعزيز دورها من أجل السلام المستدام من خلال ضمان التنمية والتعاون بين دول المنطقة.

وتدفع إثيوبيا بنشاط نحو التكامل الإقليمي ليس فقط من حيث التجارة ولكن أيضًا في العديد من المجالات مثل البنية التحتية والطاقة؛ وأشار خبراء اللجنة الاقتصادية لأفريقيا إلى أنه يمكن وصفها في الواقع بأنها رائدة في رحلة التكامل الأفريقي.

و في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، قال منسق مركز السياسة التجارية الأفريقية في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا، ميلاكو ديستا، إن إثيوبيا يمكن اعتبارها مشاركًا نشطًا ورائدة في الرحلة نحو التكامل الأفريقي.

ويتضمن ذلك بذل جهود لتحسين وتوسيع الاتصال المادي مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ وشبكات الطاقة التي تربط إثيوبيا بالدول المجاورة لها.

وأوضح ميلاكو من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتعزيزها، تهدف إثيوبيا إلى تسهيل التدفقات التجارية بشكل أكثر سلاسة، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وتقوية العلاقات السياسية مع جيرانها الإقليميين.

وأوضح كذلك أن إثيوبيا لم تشارك تاريخياً على نطاق واسع في جهود التكامل الإقليمي، وكثيراً ما يوصف نهجها في التعامل مع مثل هذه المبادرات بأنه متردد.

ولكن على مدى السنوات الست الماضية، غيرت إثيوبيا موقفها بشكل كبير بشأن التكامل الإقليمي من خلال القيادة النشطة للمفاوضات وتنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

وقال إن إثيوبيا “تدفع بنشاط نحو التكامل الإقليمي ليس فقط من حيث التجارة ولكن أيضًا في العديد من المجالات من حيث البنية التحتية وتجارة الطاقة وغيرها.

أعتقد أنه في الوقت الحالي يمكن وصف إثيوبيا بأنها مشارك نشط وحتى رائدة في رحلة التكامل الأفريقي.

وأشار إلى أن المشاركة في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتنفيذها توفر فوائد هائلة لإثيوبيا.

وتهدف منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية إلى خلق بيئة أعمال مواتية للشركات الإثيوبية داخل البلاد وفتح فرص السوق في جميع أنحاء القارة بأكملها، والتي تضم 1.4 مليار شخص مع قدرة إنفاق جماعية تتجاوز 3 تريليون دولار أمريكي.

وبناء على ذلك، يمكن للشركات التي تقرر الاستثمار في إثيوبيا وإنشاء مصنع إنتاج أن تستفيد بشكل كبير.

وقال المنسق إنها لا تقتصر على قدرة السوق الإثيوبية وحدها، مضيفًا أنه من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، يمكنهم إنتاج سلع لسوق واسعة عبر إفريقيا دون مواجهة قيود أو رسوم جمركية أو حواجز أخرى مثل القيود الكمية أو الحصص. .

ومن جانبه، أكد يوناس بيكيلي، خبير اقتصادي النقل والبنية التحتية في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا، أن تكامل البنية التحتية في أفريقيا أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقال إن اللجنة الاقتصادية تعمل على إعادة معايرة استراتيجية النمو في أفريقيا من خلال تعزيز التجارة البينية الإقليمية، خاصة وسط العزلة العالمية والحماية واضطرابات سلاسل التوريد، مضيفا أن هذا واضح بشكل خاص من آثار جائحة كوفيد-19 والصراعات الجيوسياسية المستمرة في المناطق، مثل أوكرانيا وفلسطين.

وقال “نحن نعلم أن تطوير البنية التحتية والتكامل يمكن أن يكون بمثابة حافز للابتكار التجاري وتحسين الدخل في القارة.

وأن أهمية تطوير البنية التحتية من أجل التكامل الإقليمي أو التكامل في القارة قد تم الاعتراف بها على النحو الواجب من قبل دولنا الأعضاء، بما في ذلك إثيوبيا.

وأوضح أن الحكومة قامت بالكثير من المبادرات المشجعة لإنشاء بنية تحتية فعالة ويمكن الوصول إليها، وهو ما يعد في الأساس إنجازًا أساسيًا للتكامل الإقليمي من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة للبلاد.

يشمل نجاح البنية التحتية الإثيوبية تطوير الخطوط الجوية الإثيوبية، وتحديث شبكة الطرق الرئيسية، والتوسع السريع في الوصول إلى المياه والصرف الصحي، بما في ذلك التطوير المستمر للممر الذي يرفع من سمعة المدينة، والذي يعد بمثابة حجر الزاوية لبناء مركز حضري حديث،” وفقًا لما قاله يوناس.

وأعرب عن تقديره لجهود إثيوبيا في تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة وعملها لتوسيع البنية التحتية الحيوية للطرق، مما يعزز التكامل الإقليمية.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai