موقف إثيوبيا الثابت في تعزيز السلام والأمن في شرق افريقيا ومنطقة البحر الاحمر

 

سمراي كحساي

 

السلام والامن هو أساس كل شيء وفي غياب السلام لا يتعرقل النمو الاقتصادي فحسب، بل إن أي بلد في حالة حرب لن تتمكن من الحفاظ على نموها الاقتصادي.

وحتي في القري الصغيرة التي يوجد بها رجال عصابات، لن يتمكن السكان من العيش بسلام فيها ولهذا السبب نقول إن السلام ضروري للبشر مثل الأكسجين والماء والغذاء.

وفي هذا الاطار قال المتخصص في شؤون القرن الافريقي السيد جاكوب (عبد الباقي الاصبحي) إن الإثيوبيين عززوا  قيمة البطولة والوطنية كوسيلة لحماية سيادتهم الوطنية وسلامهم وأمنهم وامن المنطقة علي مستوي القارة الافريقية.

واضاف ان هذه الوطنية ساعدت الإثيوبيين على التوحد ضد التهديد الخارجي، والتغلب على العدوان الأجنبي والحفاظ على السلام والاستقرار وخاصة علي الحركات الارهابية في المنطقة.

واشار جاكوب الاصبحي الي ان هذه الخلفية السياسية والثقافية الطويلة الأمد أثرت على السياسة الخارجية لإثيوبيا التي تنص على أنها بينما تدافع عن سلامة أراضيها وسيادتها فإنها تمتنع أيضًا عن انتهاك سيادة الآخرين، وكذلك لا تتدخل أبدًا في الشؤون السياسية الداخلية للدول الأخرى ما لم تتم دعوتها رسميًا.

وقال ان هذه هي الطريقة التي نشرت بها إثيوبيا جيشها كقوات حفظ سلام خلال الحرب الكورية في الخمسينيات، والحرب الأهلية في الكونغو ورواندا وبوروندي وليبيريا والسودان  وجنوب السودان والصومال وفي حالة الطلب من قبل دول المنطقة لا مانع من المشاركة في تعزيز الامن والاستقرار في منطقة البحر الاحمر.

واضاف السيد جاكوب الاصبحي انه في كل هذه الجبهات والأماكن المضطربة، أظهر الجنود الإثيوبيون انضباطا لا يعكس القدرة العسكرية للجيش فحسب، بل يعكس أيضا السياسة الخارجية للبلاد حيث بذلوا كل التضحيات اللازمة لاستعادة السلام والاستقرار في مناطق النزاع دون التأثير على سلامة الناس وكذلك البلد الذي انتشروا فيه.

واشار السيد جاكوب الاصبحي الي انه من خلال استخدام هذه القوات العسكرية المنضبطة؛ عملت إثيوبيا دائما على ضمان السلام في منطقة شرق أفريقيا وهذا يدعم سمعة البلاد لدورها النشط في حفظ السلام وحل النزاعات علي مستوي المنطقة والقارة الافريقية.

وتشارك إثيوبيا بنشاط في بعثات حفظ السلام الدولية منذ أوائل الستينيات، حيث نشرت وحدات حفظ السلام في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي وليبيريا ودارفور وأبيي في السودان.

واضاف جاكوب الاصبحي الي ان منطقة شرق أفريقيا تشتهر بوضعها المضطرب، كما أن موقع إثيوبيا الاستراتيجي يجعلها مركزية لأي نشاط دبلوماسي في المنطقة حيث تتركز جهودها الدبلوماسية على خلق سلام مستدام مع جيرانها، وفقا للمبادئ والقوانين الدولية وإن حل النزاعات سلميا هو المبدأ الأساسي، حتى في البيئات المعادية.

وقال المتخصص في شؤون القرن الافريقي جاكوب الاصبحي  انه بالمقارنة مع جيرانها، تعد إثيوبيا دولة كبيرة ذات عدد كبير من السكان وقوة اقتصادية كبيرة وان للأنشطة الدبلوماسية في إثيوبيا تأثير على دول القرن الأفريقي من خلال تطبيقها النظام الفدرالي اسوة بالدول الناجحة.

ويعتبر السلام ضروري للأنشطة الاقتصادية وأمن الشعب، ويتطلب وجود جيش قوي، بما في ذلك القوات البحرية، لحماية الدول المطلة علي البحر الاحمر في القرن الافريقي.

واضاف السيد جاكوب الاصبحي انه علي الرغم من أن الوضع السياسي في المنطقة متقلب، يتعين على إثيوبيا أن تحافظ على علاقات مناسبة مع الدول المجاورة كما يتعين على الدبلوماسيين أن يكونوا مدربين تدريبا جيدا حيث ان الدبلوماسية ليست جديدة على إثيوبيا، وعلى الرغم من أن البلاد لديها قوة عاملة ماهرة، إلا أن هناك حاجة إلى التركيز على الكفاءة  علي مستوي القارة الافريقية.

وإذا سحبت إثيوبيا قواتها من بعض دول شرق أفريقيا ككل، فإن هذه الدول لن تكون لديها الاستعداد لحماية نفسها من أي نوع من الهجمات والقرصنة المتتالية في منطقة البحر الاحمر والممر الدولي للملاحة .

ولا يمكننا انكار الأضرار التي سببتها حركة الشباب وهي جماعة متمردة إسلامية في الصومال، تعود الآن إلى الظهور والتوسع مع تدهور السلام والاستقرار في دول شرق إفريقيا.

و حركة الشباب المجاهدين، المعروفة عالميًا باسم حركة الشباب، هي جماعة مسلحة مقرها في الصومال وهي تعمل علي تنفيذ هجمات مميتة في البلدان المجاورة في منطقة شرق إفريقيا ومن ضمنها اثيوبيا.

إن روابط حركة الشباب الطويلة الأمد مع تنظيم القاعدة الارهابي تعني أيضًا أن الأنشطة والوجود المستمر لها يمكن أن يوسع من نطاق قوة القاعدة في شرق إفريقيا وخارجها ولهذا اتضح بان دور اثيوبيا مهم في توفير الامن والاستقرار علي الساحة الاثيوبية من خلال التاكد من توفير الامن والاستقرار في الدول المجاورة لها والمطلة علي البحر الاحمر مثل جمهورية جيبوتي و ارض الصومال واريتريا .

و يمكن لأي شخص أن يفهم قيمة السلام بشكل أفضل عندما يفقده ومن السهل على إثيوبيا أن تسحب قواتها، ولكن يتعين على دول منطقة شرق إفريقيا أن تستعد للطليعة والاشتباك مع أي قوات مسلحة من شأنها أن تشكل تهديدا امنيا و جهدًا تنمويًا لدول شرق إفريقيا وخير مثال علي ذلك مايحدث في منطقة البحر الاحمر والخليج العربي والمحيط الهندي.

لقد فتحت إثيوبيا أبوابها دائمًا لأي دولة محبة للسلام وهي تقطع أكثر من نصف الطريق ومن اجل ضمان السلام ليس فقط في منطقة شرق إفريقيا ولكن أيضًا في القارة  الافريقية ككل.

 إنها مسؤولية كل الأفارقة أن يقفوا متحدين ويلعبوا دورا أكبر في بناء السلام في أفريقيا والعالم ويتضامنوا مع اثيوبيا لكونها حاضنة لمنظمة الاتحاد الافريقي ومقر اللجنة الافريقية الاقتصادية التابعة للامم المتحدة ومقر الاتحاد الاوروبي وغيرها من المنظمات الدولية ووجود كل هذه المنظات يعتبر خير دليل علي تمكن اثيوبيا من توفير الامن والاستقرار.

السيد جاكوب (عبدالباقي الاصبحي) من مواليد ومواطني جيبوتي المعروفين وقضي فترة  طويلة مابين جيبوتي واثيوبيا وفرنسا واليمن وشمال أمريكا في كندا ولديه معرفة واسعه حول البحث والتحليل السياسي والتوقعات المستقبلية وهو خبير بشون القرن الافريقي ومنطقة البحر الاحمر وقد سبق له كتابة بعض المقالات في صحيفة العلم الإثيوبية.

وقد بداء استعداده للعودة ومواصلة البحث والكتابة في صحيفة العلم من قناعته بالضرورة الملحة نحو البحث والمساهمة فيما يخص التنمية في القارة الافريقية ومكافحة الفقر والتنمية البشرية.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai