سمراي كحساي
حققت إثيوبيا اختراقات كبيرة في تسهيل مسار أسلوبها الدبلوماسي الفعال مع عدد كبير من البلدان على مستوى العالم، وهي تسير في الاتجاه المناسب أكثر من أي وقت مضى.
وعلى مدى السنوات الماضية، طورت الدولة التزامًا قويًا بدعم العلاقات مع الشركاء المحليين والدوليين. وبصرف النظر عن ذلك، فقد شاركت البلاد بالفعل في تعزيز الروابط المالية، وتعزيز الاستقرار والسلام، بالإضافة إلى مواجهة التحديات من خلال التآزر.
وفي هذه الاطار قال وزير الدولة للشؤون الخارجية مسجانو أرجا لوسائل الإعلام المحلية بأن إثيوبيا تعتبر دولة أساسية في منطقة القرن الأفريقي المضطربة و تظل ملتزمة بلعب دور بناء في السلام والتنمية.
و في مقابلته الحصرية التي غطت قضايا دبلوماسية وإقليمية واسعة النطاق، أشار وزير الدولة إلى أن إثيوبيا لاعب رئيسي في مساعي الاستقرار والتنمية في منطقة القرن الأفريقي.
واضاف إن القرن الأفريقي منطقة مضطربة حيث كان دور إثيوبيا في مجال السلام والتنمية أحد المجالات الرئيسية التي تساهم بها البلاد في السلام والاستقرار الإقليميين. لقد لعبت إثيوبيا دورًا بناءًا في الصومال وجنوب السودان والسودان.
وذكر كذلك أن إثيوبيا تساهم بنصيبها العادل في الالتزامات الدبلوماسية الجماعية العالمية والشراكة الإقليمية.
وبحسب مسجانو، فإن السياسة الخارجية للبلاد ترتكز على ركائز رئيسية مثل تعزيز الشراكة مع دول الجوار والتكامل الاقتصادي.
وعلى وجه الخصوص، تؤكد السياسة الخارجية الحالية على النمو الاقتصادي المستدام من خلال تحقيق التنمية الإقليمية المشتركة والسلام.
وأوضح وزير الدولة أن “التركيز ينصب إلى حد كبير على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والمصالح المشتركة في المنطقة دون الإقليمية وأفريقيا والمجتمع العالمي”.
وفي حديثه عن الديناميكيات المتغيرة في المنطقة وخارجها، قال مسجانو إن تعزيز السلام هو مجال رئيسي تعمل فيه إثيوبيا بشكل تعاوني مع المجتمع الدولي والدول المجاورة.
وفي هذا الصدد، أقر بأن التطورات الجيوسياسية الحالية تؤثر على منطقة البحر الأحمر الكبرى والشرق الأوسط والعالم بأسره.
وقال إن هذه المنطقة، التي تشكل بوابة استراتيجية إلى أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، تحمل أهمية هائلة للسلام والاستقرار والازدهار.
وشدد على أنه “لا يمكننا أن نتجاهل الواقع لمنطقة القرن الأفريقي التي تعاني من تحديات أمنية معقدة وصراع مسلح وعدم الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ والقرصنة وانتشار الأسلحة الصغيرة والاتجار بها”.
وأشار وزير الدولة إلى أن هذا الحوار يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق تلك الرؤية.
وقال ان موقف إثيوبيا المعروف هو تعزيز الأمن العالمي الجماعي، وهو المحور الرئيسي لسياستنا الخارجية. وأضاف أن تأمين القرن الأفريقي والبحر الأحمر هو المصلحة الوطنية الحيوية الأساسية لإثيوبيا.
وسنواصل القيام بذلك بالشراكة مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بتأمين المنطقة ومحاربة الإرهاب ومكافحة القرصنة في هذا الجزء من المنطقة.
وأشار وزير الدولة إلى أن إثيوبيا لديها مصلحة حيوية أساسية في السلام والأمن في البحر الأحمر، مضيفاً أن “البحر الأحمر هو منفذنا لنشاطنا التجاري العالمي.”
وبالنسبة له، فإن منطقة شرق أفريقيا لديها مصير مشترك، وتحتاج إلى تعزيز التطورات المتبادلة.
وقال “علينا أن ننمو معًا ومصالحنا ومصيرنا مشترك، لذا فإن تعزيز السلام والتنمية والتكامل الاقتصادي هو المصالح الحيوية الأساسية لإثيوبيا” ويتم ذلك عبر الصداقة، وتعزيز المنفعة المتبادلة مع الدول المجاورة”.
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الخارجية جعفر بدرو، إن منطقة القرن الأفريقي أصبحت في الآونة الأخيرة منطقة حرجة بسبب الأحداث وظروف متعددة.
وقال إن هذه الجولة من سلسلة الحوار تسعى إلى رفع مستوى الوعي والتأثير على اتجاهات السياسات للتعامل مع تعقيدات المنطقة، مضيفا أن الحوارات الإقليمية المفتوحة أمر بالغ الأهمية لمعالجة التحديات الحالية وتصور مستقبل مشترك للقرن الأفريقي.
واضاف انه ومن خلال الاستفادة من نقاط القوة الجماعية والموارد والتطلعات المشتركة للدول الأعضاء، يمكن للمنطقة تحقيق الأمن والرخاء الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وان هذا يتطلب تعزيز المزيد من التعاون والتضافر والحوار.
وأكد المدير التنفيذي أن ذلك يتطلب تعزيز المزيد من التعاون والتضافر والحوار.
ووفقا له، فإن القرن الأفريقي يحمل إمكانات هائلة للسلامة الإقليمية والتكامل والازدهار على الرغم من التحديات.
وناقش المشاركون القضايا المواضيعية، بما في ذلك التغييرات والاستمراريات في المشهد الأمني الإقليمي، ودور الجهات الفاعلة الخارجية في الأمن الإقليمي، وبناء منطقة أقوى ومتكاملة لتحقيق السلام المستدام والفرص.
وأن الهدف من سلسلة حوارات القرن الثاني التي عقدت اليوم في أديس أبابا لتعزيز تبادل المعرفة وتبادل الأفكار واستكشاف الحلول المبتكرة للتحديات الأمنية والسياسية الملحة في المنطقة.
و لعبت البلاد بالفعل دورًا حاسمًا في تخفيف النزاعات وتعزيز الهدوء في القرن الأفريقي وخارجه.
وبخلاف ذلك، ساعدت إثيوبيا بشكل فعال في التسويات بين الدول المتجاورة وكانت في الواقع محركًا وراء ترتيبات السلام الحالية.
ويعتبر تفاني إثيوبيا في الدبلوماسية التي تركز على تصفير المشاكل بالإضافة إلى النمو المشترك أمر ضروري لتحقيق الأهداف النموذجية لدول القرن الأفريقي.
و باعتبارها واحدة من الدول الأساسية في القرن الأفريقي، تلعب إثيوبيا دورًا كبيرًا في تعزيز الأمن وكذلك المشاركة بين جيرانها.