* إثيوبيا دعت إلى مفاوضات على أساس الاستخدام العادل إلى جانب بناء السد
سمراي كحساي
يعتبر بناء سد النهضة الاثيوبي العظيم على النيل الأزرق حلما تاريخياً طالما راود الشعب الإثيوبي جيلاً بعد جيل وقد يعد المشروع أو العمل الأوحد الذي اتفقت عليه جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد حيث كانت تحمل نفس الموقف تجاهه وهو أن من حق إثيوبيا بناء السدود والاستفادة من مواردها دون الإضرار بالآخرين.
وإن من يتجول في مناطق البلاد مترامية الأطراف يرى كيف أن هذه البلاد مازالت تعيش في ظلام دامس، كما يلاحظ كيف أن الحياة التي يعيشها أبناء هذا البلد مازالت بدائية ، يرى النساء اللواتي يجمعن الحطب ويحملنه على ظهورهن ويقطعون به الأميال من أجل استخدامها في طبخ الطعام وكذلك للحصول على القليل من الضوء، يرى كذلك كم يعاني الناس في الحصول على العديد من الخدمات التي تتطلب وجود الكهرباء كالعلاج وغيره، وفي بعض الأحيان قد يفقدون حياتهم من أجل عدم توفرها.
فالحاجة الملحة للشعب الإثيوبي للطاقة والكهرباء لا يستطيع إنكارها منصف ، ولا يتجاهلها إلا مجحف، فاثيوبيا دولة ذات تعداد هائل من السكان و هذا الشعب الذي يبلغ تعداده 110 مليون نسمة لا تتعدى نسبة الذين تصل إليهم الكهرباء 45٪.
لو نظر الذين يتوجسون ريبة من سد النهضة بعين العدل والانصاف لأهداف هذا السد التنموية للشعب الإثيوبي و بمنظور الأخلاق والقيم الإنسانية لساهمو معنا في بنائه ولم يحاولوا بكل قوة عرقلة إنجازه أو التهديد بنسفه وهدمه، ولو نظروا إليه بمنظور القانون الدولي أيضاً فليس هناك قانون يمنع اي دولة من الاستفادة من مواردها الطبيعية دون الإضرار بالدول الأخرى.
و يهدف مشروع سد النهضة إلى أن يصبح أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا بعد اكتمال أعمال البناء، وسوف يزود إثيوبيا والدول المجاورة بكميات كبيرة من الكهرباء.
وسيعمل السد على ضمان الاستفادة العادلة من مصادر مياه النيل لدولتي المصب مصر والسودان.
و قال المهندس تفرا بيني، إن إثيوبيا بذلت جهودًا كبيرة خلال السنوات الـ 13 الماضية لإجراء مفاوضات على أساس الاستخدام العادل مع دول المصب إلى جانب بناء السد.
وصرح المهندس تفرا بيني، مستشار أنهار الحدود والعابرة للحدود بوزارة المياه والطاقة، لمؤسسة الصحافة الإثيوبية انه على الرغم من أن نهر النيل يمثل رصيدًا كبيرًا لإثيوبيا، إلا أن الشعب عانى من نقص الكهرباء في الماضي.
واضاف انه لحل هذه المشكلة بشكل دائم، يجري حاليًا بناء سد اباي وإلى جانب بناء السد، تبذل إثيوبيا أيضًا جهودًا كبيرة للتفاوض مع دول المصب على أساس الاستخدام العادل للمياه.
ويذكر أن عدم إستخدام نهر النيل لصالح البلاد لعدة قرون تسبب في إحباط المواطنين . وقال إنه عندما بدأ بناء سد النيل قبل 13 عاما، ساهم المواطنون عبرمبادرتهم وإصرارهم في وصول السد إلى مستواه الحالي.
وقال المهندس إن شعب إثيوبيا يساهم في السد بغض النظر عن العرق والدين والجنس. وقال إنه على مدى 13 عاما مضت، قامت حكومة إثيوبيا بعمل رائع أثناء المفاوضات على أساس الاستخدام العادل والمنصف بين دول حوض النيل، إلى جانب بناء السد.
وبما أن السد مبني على نهر عابر للحدود، قال المهندس إنه جرت مناقشات ومفاوضات مكثفة مع دول المصب. وذكرأن إثيوبيا تناقش موقف الاستخدام العادل للمياه في المفاوضات.
وأشار المهندس تفرا إلى أن الدول التي تستخدم المياه مثل مصر كانت تتجادل بفكرة متطرفة مفادها أننا نحن الوحيدون الذين يجب أن نستخدمها. وقال إن موقف مصر هذا يتعارض مع المبدأ الدولي للاستخدام العادل للمياه.
وقال المهندس تفرا إن إثيوبيا قامت بعمل رائع خلال المفاوضات، بإعلانها مرارا وتكرارا أن السد لن يضر بدول المصب وأن إثيوبيا لها الحقوق الكاملة في استخدام المياه كدولة منبع للنهر.
وكان المهندس يخشى أن تكون المفاوضات قد مرت بشروط كثيرة. وقال إن إثيوبيا وصلت إلى قمة بناء سد “أباي”دون توقف المفاوضات.
وبحسب المهندس تفرا استخدام الموارد فإن استخدام الموارد ينبغي أن يتم بشكل صحيح. ومن الضروري زيادة الدخل عن طريق بيع الكهرباء المنتجة من السد لتغطية الطلب المحلي و بيع الطاقة الفائضة للدول المجاورة. وإذا كان هناك طلب على الكهرباء من الجانب المصري، فمن المتوقع أن يتم تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة والمنفعة المتبادلة حيث أن إثيوبيا تنتهج سلوكا منفتحا على الجميع .
وإثيوبيا لديها حقوق كاملة في الاستفادة من مياه النيل حيث تدرك مصر جيدًا أن غرض الحكومة الإثيوبية من بناء سد النهضة هو من اجل تعزيز التنمية الاقتصادية وليس الاضرار باي دولة من دول المصب.
وإثيوبيا بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة التي تهدف إلى ضمان النمو والفائدة المشتركة.
ويعتبر بناء السد مصدر للامل ليس لإثيوبيا فقط بل لجميع الدول المجاورة حيث سيعمل على ضمان الاستفادة لجميع تلك الدول.
كما ان التنسيق والتقارب بين اثيوبيا والسودان يعكسان عن الرغبة المشتركة في التعامل مع ملف سد النهضة من منطلق الحفاظ على العلاقات الجيدة.
و بناء سد النهضة مدعوم من قبل 110 مليون مواطن اثيوبي بالإضافة إلى الدول الأفريقية وغيرها التي تؤمن بالإستخدام العادل لمياه النيل حسب اتفاقية عنتبي .
وهناك ست دول وقعت على إطار التعاون لدول حوض النيل وصادقت عليها الدول الأربع من قبل مجلس نوابها و إذا صادق عليه بلدان آخران فإنه سيجد مكانًا في الاتحاد الأفريقي كقانون دولي .
واخيرا سد النهضة مصدر للامل لجميع الدول المجاورة بالفائدة الكبيرة التي سوف تجنيها هذه الدول من السد بتوليد الطاقة النظيفة واستخدام المياه في مصر والسودان للزراعة وغيرها .