السياحة الدينية والثقافية تعزز العوائد الاقتصادية

سمراي كحساي

تمتلك إثيوبيا مجموعة من المناظر الطبيعية الجبلية والبحيرات والمسطحات المائية المذهلة وغيرها من المواقع السياحية و لا يمكن إنكار أن البلاد يجب أن تضع عددًا من الآليات وتتخذ عددًا من الخطوات حتي تستفيد بشكل أكبر من قطاع السياحة.

وإدراكًا لحقيقة أن إثيوبيا تتمتع على نطاق واسع بعدد من التراث المادي (كنائس لاليبيلا الصخرية المحفورة، وقلعة جوندار، وكهف صوف عمر، وقصر جما أبا جيفار، والعديد من المتنزهات الوطنية) والتراث غير المادي (مسقل، إيريتشا، فيشي شمبيلالا، تمقت، جيفاتا وما إلى ذلك) التي يمكن أن تجذب السياح وتكون مصدرًا للعملة الأجنبية.

وتقول مولوالم درسي، خبيرة الفنادق والسياحة التي تعمل مرشدة سياحية إن هناك العديد من الدول في القارة الأفريقية وفي جميع أنحاء العالم، مثل تونس وكولومبيا على سبيل المثال، استفادت بما لديها من مناظر خلابة مما أدى إلى جذب السياح وجني العملات الأجنبية من السياحة.

واضافت ان هذا يعني أن البلدان يمكن أن تستفيد كثيرًا من الإبداع والعمل الجاد حتى لو لم يكن لديها مواقع جذب سياحية كثيرة.

وقالت إن السياحة الدينية هي من أقدم أشكال السياحة وتلعب دورا هاما في تاريخ التنمية السياحية.

وأضافت أن السياحة هي إحدى الصناعات الرئيسية في العالم، وقد ظل الناس يسافرون من أجل المتعة منذ فجر التاريخ وان القطاع أصبح أحد أسرع القطاعات توسعًا في الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة بشكل عام وفي إثيوبيا والدول النامية الأخرى بشكل خاص.

ووفقا لها، فإن النمو الاقتصادي والتنمية السياحية متشابكان؛ وبالتالي فإن زيادة الاقتصاد العام ستدعم تنمية السياحة. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمولوالم، فإن عائدات السياحة لها ارتباط تصاعدي بالاقتصاد الإثيوبي، وبالتالي يمكن أن تساعد في النمو الاقتصادي ومن شأن تطوير الأعمال السياحية أن يعزز النمو الاقتصادي بمرور الوقت، ويدعم الاقتصاد أكثر مما كان متوقعا.

وأضافت أن بعض العمليات التي تساهم بها السياحة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية هي خلق فرص العمل، وخفض معدلات البطالة، وإدخال مصادر دخل ضريبية جديدة.

لقد تم اكتشاف ان الإنفاق السياحي والنمو الاقتصادي في إثيوبيا ودول القرن الأفريقي الأخرى على أنهما مجالان مرتبطان بشكل لا ينفصم.

والسياحة لها تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي كما أنها تخلق فرص العمل، وتوسع الأسواق الاستهلاكية، وتشجع تجارة التصدير، وتدر عائدات من النقد الأجنبي.

ونظرًا لأن السياح ينفقون عادةً المزيد من الأموال في الوجهات الحضرية أو الثقافية وكذلك في العطلات، فيجب الترويج لجميع التراث الديني والثقافي وغيره من التراث المادي وغير المادي بشكل جيد ورعايته لجذب المزيد من السياح بشكل ممتاز في جميع أنحاء العالم.

وقالت ان نمو البلدان ذات الدخل المرتفع يتأثر بالسياحة بدرجة إيجابية أكبر من نمو البلدان ذات الدخل المنخفض ويرجع ذلك إلى الوجود الأكبر للنظام البيئي المرتبط بالسياحة في البلدان ذات الدخل المرتفع والذي يمكن أن يجذب بشكل فعال السياح الوافدين، وخاصة قطاعي السياحة الدينية والثقافية الفرعية.

واضافت أن السياحة تخلق بلا شك فرص عمل وتعزز الاقتصاد المحلي وتساهم في تطوير البنية التحتية المحلية ويمكن أن تساعد في الحفاظ على البيئة الطبيعية والأصول والتقاليد الثقافية وكذلك الحد من الفقر وعدم المساواة.

وقالت أن السياحة تساعد الثقافة من خلال دعم الحرفيين الذين يبيعون بضائعهم للزوار كما تعد الأسواق والمحلات التجارية نقطة جذب للعديد من السياح المهتمين بالهدايا التذكارية للأشخاص في وطنهم أو كوسيلة لتذكر رحلتهم. وغالبًا ما يزور السياح المواقع الثقافية ويشاهدون الطقوس الدينية والموسيقى المحلية والرقص والمسرح وغيرها من العروض. وأشارت إلى أن هذه تدعم الثقافة غير المادية، والتي تمنح الاقاليم هويتها الفريدة وتحمي التعددية الثقافية في إثيوبيا.

وبحسب مولوالم، يجب على الناس أن يعرفوا كيف تؤثر السياحة على الاقتصاد وتغير المناخ والثقاف وان هناك العديد من الفوائد للسفر إذا كان الشخص محظوظًا بما يكفي للقيام بذلك فالسياحة تعزز عائدات الاقتصاد، وتخلق آلاف فرص العمل، وتطور البنية التحتية للبلد، وتخلق شعوراً بالتبادل الثقافي بين الأجانب والمواطنين المحليين وعادة ما تجتذب المعارض والمؤتمرات والفعاليات الأجانب.

وذكرت أيضًا أن السياحة الدينية والثقافية ليست فقط فرصة عظيمة للأجانب للتعرف على ثقافة جديدة ولكنها ستخلق أيضًا العديد من الفرص للمواطنين المحليين. كما يسمح لرواد الأعمال الشباب بإنشاء منتجات وخدمات جديدة لن تكون مستدامة للسكان المحليين المقيمين وحدهم.

ووفقا لمولوالم، فإن الأحداث الدينية الجماعية مثل مسقل وإريشا غالبا ما تكون فرصة سياحية غير مسبوقة. حيث تلعب السياحة الدينية دورًا مهمًا في تاريخ التنمية السياحية فالناس يزورون المواقع الدينية بدوافع مختلفة.

واضافت إن الحكومة الإثيوبية تستخدم بشكل متزايد المهرجانات الثقافية والدينية كوسيلة لترويج السياحة وتحفيز الاقتصاد الإقليمي بسبب القيمة المضافة التي تقدمها المهرجانات.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *