الدكتور كامل  آدم : الإحتفال بمولد النبوي الشريف في أثيوبيا يعزز الترابط  والتلاحم  التعايش السلمي على مستوى البلاد

” علاقتنا  وقرابتا مع  الرسول(ص)  قوية  منذ تاريخ القديم ،وحتي حين إنتقل عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى”

  العلم : نبذة تاريخية عن الإحتفال بمولد النبوي الشريف وأهميته في تاريخ الحبشة و الإسلام ؟

 وفي هذ الصدد قال الدكتور آدم كامل الباحث  والمؤرخ :إن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف  ليس في الشريعة الإسلامية الوارد عن  الرسول صلى الله عليه وسلم  إلا العيد الفطر وعيد الأضحى فقط   ،وأما الإحتفال بمولد النبوي الشريف ليس أساس من الصحة ، وإنما بدأه  الملك المظفر في نهاية  القرن الثالث الهجري وهو بقيادة” ملك أربيل” يعني كلما إتسعت رقعة الدولة الإسلامية وزاد عدد المسلمين  تقدموا بطلب إلى  المللك المظفر و قالوا له نجد القرآن الكريم يترجم وكذلك الحديث الشريف يترجم، ولكن ما يتعلق بسيرة  السيد  المصطفى  صلى الله عليه وسلم  لابد أن تضعوا لنا مبادئ أومسندات للإحتفال لكي نتعرف من هو الرسول ؟  وعن ولادته ،وتربيته ومواقفه وجهاده واتجاهاته ،وماذا كان دوره؟ في هذا المجال ،ومن هنا كلف الملك  المظفر  الباحثين بوضع الكتاب أواعداد الكتب بهذا الخصوص وبدأ الإحتفال بالمولد النبوي الشريف.

 إذا أن الإحتفال بالمولد قديما منذ زمن طويل على مستوى العالم وكان يكلف تكلفة طائلة بهذا  الخصوص واستمرت على هذا المنوال إلى حد الذات”الإحتفال كل سنة” في الدول العربية  وغير العربية.

اما السعودية  كانت متأخرة  بالإحتفال بمولد النبوي الشريف بهذه المناسبة ،وأخيرا بعد  الإعتداءات التي حدثت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في السويد وفرنسا  بدأت تركزالقنوات الإسلامية لتعريف وبث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على شكل هيئات وأناشيد دينية  التي تظهر سيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم  على مستوى العالم .

وأما الإحتفال على مستوى أثيوبيا كان منذ القدم وعلاقتنا ليست بالدين مع الرسول  صلى الله عليه وسلم فحسب  بل الحبشة علاقتها  معه كانت منذ توفي  والده وهو في عمر الستة أشهر في بطن أمه  ومن الذي تولى رعايته هم من الأحباش وعلاقته الحبشة مع الرسول ليس في الإحتفال بل  هناك حاضنة الرسول (ص)   “بركة الحبشية “وهي أم أيمن لها مكانة كبيرة وروابط قوية  في حضانته وتربيته  أعني الرسول (ص ) وقال  الرسوصلى الله عليه وسلم “هي أمي بعد أمي وبقية أهلي “إذن  نحن لدينا روابط قوية مع الرسول صلى الله عليه وسلم  وحتى حين وضع قواعد الأساسية للرسالة  الإسلامية   كانوا معه  أكثر من 82 من أصول الحبشية و14 شخص شاركوا في الجهاد معه في غزوة بدر الكبرى وأول شهيد منهم “مهجع الحبشي ” إذن علاقتنا  وقرابتا  قوية  منذ تاريخ القديم ،وحتي حين إنتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ،  من الذي تولى  بغسله ودفنه وهم سبعة  أشخاص  ، ومن بين هؤلاء  ثلاثة من الحبشة  ألا وهو كل من بلال الحبشي ،وأسامة بن زيد، وشكران الحبشي وهم الذين يتولون توديعه ودفنه  حتى في القبر وهذا مما يؤكد علاقتنا وروابطنا قوية مع الرسول صلى الله عليه وسلم  وأن الحبشة  لها مكانة  من ضمن السور القرآنية الكريمة    التي تصل  عددها 114   التي يذكر فيه  الحبشة  23 آية تقريبا  سواء كان من أسباب النزول  وغيره ، وأيضا  في القرآن الكريم هناك كلمات  من المفردات  القرآنية حوالي 30 كلمة من الحبشة ،و23من الآحاديث النبوية ” نحن نمجد فيه وهذا ممايدل مكانة الحبشة  عند الرسول صلى الله عليه وسلم   وخاصة  التي عززت المكانة  هي  هجرة صحابة الكرام   الهجرة  الأولي  والثاني” .

وأما بالنسبة  لإحتفال بمولد النبوي  الشريف  في أثيوبيا قديمة  وعلاقة قوية وهذا سوا كان سكان الحبشة 14%في المدن  و86%في الأرياف أمة مسلمة والذين قاموا بتعريف  سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  هم من علماء الحبشة في الأرياف  ولذا يحتفلون  بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  في كل سنة وفي كل قرية  يتم الإحتفال  ولكن  حين جاء الشيخ محمد شافي  ” النوغسي ” بدأ جمع الأطراف  المختلفة للإحتفال بالمولد النبوي الشريف واتسعت تلك الفكرة إلى مركز” دانا ” في منطقة  وللو وجيتا  بعد ولديا وقطري  للإحتفال  بالمولد في كل  سنة .

اما بعد وصول نظام الدرج الي السلطة  تم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكان يحتفل في أثيوبيا  بعيد الفطر والأضحى  كما تم  الإعتماد على مستوى البلاد كعطلة رسمية إلى وقتنا الحاضر .

بدأت التغطية الإعلامية عن سيرة الرسول (ص) في وقت قريب  فبدأت  تركز وسائل الإعلام  في تعريف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى” إن هو إلا وحي يوحى  “وحين اشتد الأمر عليه وعلى أتباعه  أشار صلى الله عليه السلام بالهجرة إلى الحبشة  سنة  615ميلادي فاتجهت فرق  تتكون من 12 من الرجال وأربع من النسوان خرجوا من ميناء شعيب على جانب الحجازي ووصلوا إلى ميناء عدوليس الأثيوبي آنذك على جانب الحبشة” ومن هنا نزلوا عند النجاشي ضيوفا مكرمين ومعززين ، فطبعا بأن النجاشي يعرف في التوراة والإنجيل وهو عالم بأن النبي سيأتي وهو خاتم الأنبياء وأشار سيدنا موسى في التوراة وكذلك  سيدنا عيسى  أشار كل منهما  و حين سمع نبأ هذا الخبر أرسل أيضا 23من الفريق الحبشية إلى مكة المكرمة لأجل أن يتأكدوا من ظهور خاتم الأنبياء وهو يعرف وينتظر أنه سيأتي خاتم الأنبياء وأن موسى وعيسى  أشارا بأن محمد  سيأتي  ولذا أن هؤلاء حين وصلوا قد اعتنقوا الإسلام ورجعوا إلى الحبشة و إذن الإسلام دخل إلى الحبشة عن طريق  مندوب الحبشة .

وإذا راجعنا إلى تاريخ الحبشة بأن الحبشة في صدارة  إستقبال  الإسلام  والإعتناق  به ولهم  دور لا تنافس ولاتسابق  في إستقبال الإسلام والإيواء المعتنقين للاسلام وقد  سجل تاريخ العالم  والمؤرخون  تسابقوا فيه” ولوقلت لك” أن  الإسلام دخل إلى الحبشة  بتاريخ الميلادي 615عام وحتي دخل قبل المدينة بثمان سنوات وقبل  العراق وسوريا 18 عام وفلسطين 21 عام وقبل مصر 24عام وقبل الجزائر والمغرب  27 وقبل السودان 36عام  وقبل تركيا وإيران 76عام والهند والباكستان 170عام  وأيضا ،أن أول من اعتنق الإسلام من الحبشة من الرجال هو بلال بن رباح  ومن النساء أم أيمن  حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وكذلك في الدرجة الثاني  لإستقبال  الإسلام بعد المكة المكرمة وحتى من القارة  في الدرجة الأولى “بصماتنا  في الإسلام ليست سهلة  ونحن لنا مكانة وعلاقتنا مع  الإسلام ومع الرسول صلى الله عليه وسلم قديمة وقوية  جدا ولابد  أن نركز فيه  حتى يعرف  تاريخنا في الإسلام  الجيل  الجديد على مستوى البلاد.

   العلم :  كيف ترون التعايش السلمي في أثيوبيا  وتصفون إياها على مستوى البلاد ؟

العلم : ماالذي ينبغي أن يعمل  المسلمون خلال الإحتفال تجاه  المساكين والضعفاء والفقراء ؟

قال الدكتورآدم كامل أن الإحتفال  ليس بضرب الدفوف فقط  بل الأهداف  والغاية  تقاسم الدروس العلمية  والدينية سوا كانت عن  سيرة  الرسول صلى الله عليه وسلم  وعلاقته معه قويه في الغاية  وأيضا معرفة تاريخ الحبشة و الإسلام،وثانيا أن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ، قد خلق فرص التعاون والتعاطف والتراحم وتقديم العون من الغذاء  للمحتاجين والمساكين  والفقراء ،ولوذكرت لك الخلفية التاريخية عن المولد النبوي الشريف  بأن الإحتفال كل عام هي التي خلقت فرص التعاون والتحابب والتلاحم والتعايش السلمي .وتعيش الأمة مع بعض وعلي سبيل المثال لا الحصر في إقليم عفر شمال أثيوبيا عندما تكون هناك اصطدامات  حول المزارع دائما  مع الحدود المتاخمة  مع إقليم آخر في الشمال يتركون الخلافات فيما بينهما عند   الإحتفال  بالمولد النبوي الشريف بل يقوموا  العفريين بذبح الجمال ويأكلون مع بعضهما البعض ويتشاركون فيما بينهم ، ومن هنا  تتم المصالحة الوطنية وهذا الإحتفال يلعب دورا كبيرا في خلق فرص تعزيز السلام والإستقرار والتعايش السلمي وأيضا  خلق فرص للعلماء  في تعليم الشريعة الإسلامية ، سوا كانت من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعوة  والإرشاد  وغيرها  في مجال  تعزيز السلام والإستقرار على مستوى البلاد . 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *