عدم وجود السلام معناه لاوجود للحياة!

عمر حاجي

إن دور وجود السلام مثال للسعادة والحرية فيما بين جميع الشعوب والأمم على وجه الأرض. وهذه الفكرة تتمثل بعدم وجود العنف في العالم. كما أنها أحد الدوافع التي تحفز الشعوب والأمم علي التعاون طوعًا، وبمحض إرادتها في التعايش السلمي بالمحبة والسلام.

وحول هذه الفكرة أجرت صحيفة ” العلم” مقابلة مع السيدة يموديش بقلا مؤسسة جمعية المرأة والمديرة العامة، حول ماذا يتطلب من المرأة في تعزيز دور مساهمتهن من أجل السلام؟ وكذلك دور الحكومة والشباب؟  وقالت: إنه بالدرجة الاولى، على المرأة معرفة حقوقهن، وإظهار مقدرتهن، لان قضية الإقتصاد والسياسة والإجتماعيات وجميع قضايا البلاد هي قضيتهن. وخصوصا أن عدم وجود السلام، المتضررة بالدرجة الأولى هن النساء والأطفال. ولذلك، عليهن أداء نصيبهن بلعب دورهن. وأن تعملن كل واحدة من المرأة من أجل السلام، وهذا يبدأ من نفسك ومن المنزل، مشيرة إلى أن المرأة صاحبة الرحمة والعطف والشفقة.

ولذلك، فإن هن لا تسكتن إذا رأت أي شيئ  من الأضرار، وعندما ننظر إلى الصراعات والنزوح التي تحدث والتي تترك بصمة سوداء على البلاد، فعلى المرأة أن تعملن في علاج هذا الوضع بقدر الإستطاعة. وأم فيما يتعلق بالحكومة، نحن نقول: إن عليها أن تعطي الإهتمام، والتركيز، خصوصا فيما يتعلق بمحادثات السلام الوطنية لإتيان السلام للبلاد، وعلينا أن نتشاور ونحاور. وعندما نتشاور أن يتكاف الجميع معا من الرجال والنساء على حد سواء.

وحول حل الصراعات والنزاعات، إثيوبيا لديها ثقافة حل الصراعات سابقا، لكن في الوقت الراهن لم تكن تلك الثقافة والتقاليد لها دور في حل هذه المشاكل بسبب عدم إستخدامها بصورة فعالة. على سبيل المثال لا لحصر، فإن سينقي هي رمز السلام لدى الأوروميين، وحل المشاكل المختلفة. ونحن تواجهنا المشاكل اليوم بترك تلك العادات والثقافات إلى جانب، حيث توسع الصراع بين بعضنا البعض. ولهذا فعلينا أن نتطلغ إلى تاريخنا الماضي، بمكافحة العادات الضارة، وننقل التقاليد والثقافات الجيدة للأولاد والأجيال القادمة. لان الصراعات التي دخلت فيهن المرأة تبرد وتحل مباشرة. وهذه العادات والتقاليد لحل المشاكل والصراعات موجودة لدى جميع الشعوب الإثيوبية.  ولهذا، فإن على الحكومة أن تمارس هذه الثقافات لإحلال السلام واستتبابه، وكذلك معرفة جميع المواطنين هذه الثقافة، لأنه بدون سلام لاتوجد البلاد، وتربية الأولاد، وممارسة الحياة اليومية. ولذا، علينا أن نعمل جميعا، وأن ننظر إلى قيمة السلام بصورة عالية. وفي هذا الصدد هناك أعمال نقوم بها بتعليم المرأة في جميع برامجنا، وأن يحاور الجميع في مجال السلام، لان السلام يبدؤ من المنزل، وأن تقوم المرأة بدورها في سيادة السلام .

وفي مجال الحوار الوطني من قبل مفوضية السلام ومدى تأثيرها ؟ قالت السيدة يموديش: إننا لا نتوقع بأن السلام يأتي من جانب واحد، لانه يتطلب مساهمة الجميع من جميع فئات المجتمع.  وإجراء الحوار فيما بيننا بمساهمة جميع أفراد المحتمع  من مستوى الفري، وجعل مساهمة المرأة ولعب كبير في استعادة السلام والإستقرار. وتبادر الأفكار والآراء، لان تبادر الافكار، والإستماع إلى بعضنا البعض، وعرض المشكلة، وما السبب فيها؟، والبحث عن الحلول الناجعة لإحلال السلام في البلاد. ومواصلة عملية السلام، وجعلها الأجندة اليومية، وإعطاء الأهمية للسلام، لأن عدم وجود السلام معناه لاوجود للحياة. ويمكن أن نموت نحن، لكن إثيوبيا تعيش إلى الأبد، ويواصل الجيل.   

إن مؤسسة المرأة  التي تأسست في عام  2010 م تحت عنوان” المرأة تستطيع”، تعمل على المرأة والاولاد بصورة خاصة. كما تعلن الأعمال التي تقوم بهن المرأة في سائل الإعلام المختلفة لرفع مستواهن. بالإضافة إلى مكافحة الأضرار التي تحدث على المرأة، عن طريق تعزيز وعي المواطنين. ولإدراك المجتمع إحترام وتقدير دورهن. بالإضافة إلى لقائهن للحوار حول مشاكلهن السياسية والإجتماعية وفي جميع مناحي الحياة. وتم وصولهن إلى 50 % في المائة.

وعندما نقول: إن المرأة وصلت إلى 50% بإظهار مقدرتهن في مجال القضايا الإقتصادية والسياسية، والمجالات الإجتماعية، وهل أن هذا نجده على أرض الواقع ؟، قالت: أولا نعمل على المرأة نفسها، لجعلهن منافسة مع الرجال ومسئولة، ولكونهن صاحبة القرارات، وبالتالي نشجعهن. كما أن على الحكومة أن تعمل الأعمال المناسبة في جعلهن في المستوى المناسب لهن. لأنه لم يكن حتى الآن على المستوى المطلوب، ولهذا نعمل بجد. ولتحقيق حقوق المرأة والحصول عليه في جميع قضايا تهم البلاد عن طريق القيادة. 

وفيما يتعلق بمميزات دور المرأة خلال الأنظمة السابقة إلى الوقت الراهن، قالت السيدة يموديش: إن قيادة المرأة لم تظهر الآن فقط، بل كانت في السلطة قبل الإمراطور هيل سلاسي في زمن الإمراطورة طايتو، ومع ذلك، فإن أعمالهن لم يظهر بصورة واضحة. ولذك، علينا أن نعمل بجد لإظهار أعمال المرأة، بالإضافة إلى أن هناك أفكار سيئة  إلى المرأة لدى المجتمع، بحيث لا يرون المرأة  متساوية مع الرجال. ولإصلاح هذا، فإن المرأة تستطيع أن تتعملن كلهن. لأن تعلم المرأة هو تعليم المجمتع، لان دورهن كبير جدا بدأ من تنميتهن في المنزل. ونحن نعمل من أجل تعززيز المعرفة لهن. ولديهن تشكيلات في كافة الإدارات  بصورة صحيحة بدأ من الحي الشعبي إلى المستوى الاعلى. ومع ذلك، لا نقول: إن هذا كفاية .

وفي مستوى مساهمة المرأة في الإستثمار والتجارة؟ ، قالت السيدة يموديش: إن مستوى مساهمة المرأة في التجارة والإستثمار قليل جدا مقارنة بنسبة عددهن الذي وصل إلى 50% ، وذلك جاء تبعا لتسلط الرجال منذ القدم. ومع ذلك، هناك قلة من المرأة ظهرن في ميدان التجارة، والإستثمار، والإستيراد، والتصدير. لكن ليس ذلك كافيا، وفي المستقبل يمكن أن توجد كثير من المرأة في مجال القيادة في جميع المجالات، وفي مجال التجارة والإستثمار واالتصدير، وعموما أنشطة المرأة جيدة، ويتطلب تشجيعهن وتعزيز دورهن في كافة الأصعدة.

وفي رسالتها الأخيرة قالت: أولا، إن وصولنا بسلام إلى إحتفالات باجومي التي هي همز وصل بين العام الماضي والعام الجديد. وأنا سعيدة، لان بلادنا مرت بصعوبات وتحديات مختلفة، بفقدان الأنفس والنفيس، ونزوح المواطنين عن أماكنهم وتعرضوا لمشاكل كبيرة، وكذلك، تدمير ممتلكات عامة وخاصة. وأتمنى أن يكون العام الجديد عام سلام وأمن وسعادة. وأن نستقبل العام الجديد بروح وأفكار طيبة التي تعود بالنفع على الشعوب الإثيوبية جمعاء. ومع هذا، فإن كل هذا يحتاج إلى العمل الدؤوب وبتكاتف الجميع. 

ومن جانب آخر، قال كومندر تسفاي متكو الذي اشتغل في الشرطة الفيدرالية  في وسائل الإعلام منذ سنوات عديدة، وفي مجالات عديدة، والآن  متقاعد في حوار تم الإجراء معه أيضا، فيما يتعلق بالسلام: إن السلام ليس لجهة معينة، بل هو للجميع، على الرغم من أن على الحكومة مسئولية  الحفاظ على السلام  والأمن في البلاد، وأما المواطنون فعليهم أن يكونوا صاحب هذه البلاد، وأن يحافظوا على السلام لأنفسهم. ونحن نشاهد مدى ما يحدث بعدم وجود السلام من المشاكل المختلفة من النزوح والتشرد من الذين جاؤوا من سوريا  واليمن وغيرها، نتيجة الحرب في بلادهم.

ولذلك، فإننا إذا لم نحافظ على سلام بلادنا الذي ينتظر هو الموت والنزوع والتشرد، ولا ينمو الأولاد بصورة مناسبة، ولا تقدم الخدمة لكبار السن، وتبقى البلاد  في التخلف، وهذا كله مسئولية الجميع بدأ من نفسك ومن المنزل، وبرأي، فإنه يلزمنا في أن نصل ونستطيع إلى من يقول، من الشيوخ في كل الوقت كفاية، واتركوا..

وقال السيد كوماندر تسفاي: إنه صار لي سنة منذ أن خرجت للتقاعد، ولكن خلال سنة واحدة كنت في الحفاظ على السلام في جوبا في دولة جنوب السودان، حيث كان الوضع ونزوع الناس من أماكنهم الزراعية والتجارية أسوأ. كما فقدوا  شخصيتهم وهويتهم. ومن هنا أعرف جيدا بقمية السلام، ومع ذلك، عندما كنت في الحفاظ على أمن المواطنين مع الشرطة الفيدرالية وكانت الامور جيدة بقدر الإمكان، وأحسن، مشيرا إلى أن السقوط والتدمير سهلة، لكن النهوض صعبة جدا وإعمار وإعادة بناء ماهدم وخرب صعبة، وتكلف ثمنا باهظة. والسلام في يدنا الآن ونستطيع حلولها بسهولة، لكن أن إعادة ما نفقده وإرجاعها تتطلب منا زمنا وسنوات طويلة. لانه يموت كثير من المثقفين، والمزارعين، والموظفين، والعسكريين، وتفقد الجنسية، ويحتاج الجيل الجديد إلى 50 سنة. وكذلك، أن إعادة البنية التحتية المهدة تحتاج إلى 50 سنة، ولهذا، أن نفكر!

واضاف أن من مسئولية الحكومة  الحفاظ على سيادة أمن البلاد، ولذا، يمكن إجراء الحوار والمناقشة مع المواطنين بسهولة، وبقدر الإمكان، وعندي كذا مشكلة، وعندكم كذا وكذا مشكلة.. وأنتم حلوا هذه، وأنا أحل هذه.. وأنا رأيت عندكم كذا وكذا… وما رأيتم عندي أخبروني كذا وكذا… ونحن في القرن الحادي والعشرين ولسنا في القرون السادسة العشر أو السابعة عشر.. ولا ينبغي أن نذهب إلى ذلك، ونستخدم القوة سواء من قبل الحكومة أو المواطنون.. لذلك، علينا إجراء الحوار والمناقشة على الطويلة المستديرة. لأن الحكومة والشعب تعملان للبلد. كما أن للحكومة والشعب ليس بلد آخر غير إثيوبيا! ولذلك، على الحكومة أن يفكر في مساهمة كافة المواطنين في الحوار الوطني، وتوسيع نطاقه، واستماع جميع فئات المواطنين إلى بعضهم البعض. لأن الأنانية لا تنفع أي أحد منا!, وأما بالنسبة للشباب، فإن لديهم القوى والحماس، وعليهم أن يتجنبوا من الدخول أو المساهمة بشيئ تافه، وعليهم أن يفكروا، هل هذا ينفع أم لا؟ وأن يكون لديهم شعور وتفكير للبلد، ولا أن يندفعوا للتضحية مالا يتطلب ويلزم التضحية! المثال على ذلك، أن مافقدته إثيوبيا من الشباب في زمن الإمبراطور هيل سلاسي خير مثال.

ولهذا، فإنه لايمكن إعادة السقوط  ذلك مرة أخرى. وأن يفكر الرجال والنساء والشباب للبلد، لأنها للجميع. وأما المعتقدات والأديان هي خصوصية لكل أفراد المجتمع. ولا يمكن أن ننظر إلى إختلاف اللغات ويفرق وحدتنا كلنا إثيوبيون! لان التاريخ الماضي والقديم لا يعنينا! مثلا أنا لست مسئولا عما فعله أجدادنا، وإذا اطلعنا إلى الماضي وقمنا بالإنتقام بقتل بعضنا البعض، فأنا أرى إنها مشكلة نقص التفكير، وخارج نطاق الإنسانية. حسب قوله.

وقال كومندر تسفاي: إن وسائل الإعلام في بلادنا، أولا، لم تتطلع على فلسفة الإعلام، كما أن الصحفي لم يستطع التكلم أو يكتب ما هو مطلوب رغم أنه يستطيع ذلك، بالإضافة إلى ذلك، يمكن طرح الأسئلة، مثل لدى الصحفي أخلاق صحفية؟ حيث هناك أمور صحفية يتعين تتبعها، ولم يكن لديهم معارف عميقة لدى البعض وليس عموما.

ولذلك عليهم العمل بالعدالة والإنصاف المتساوي، على سبيل المثال، إذا ذكر شيئا عن الحكومة عليه التذكر قضايا المجتمع، وعليه عدم الإنحياز إلى جانب واحد. وكذلك، إذا ذكر الأحزاب السياسية، وعليه أن يذكر أيضا المعارضين، وأن يكون محايدا في خدمته، لأنه يخدم البلد. وأن يكون لديه موقف، وهو تسجيل الحقائق. بالإضافة إلى ذلك، أن يكون لدى إدارة وسائل الإعلام دور كبير في توجيه الصحفيين في لعب دورهم، وأن تكون الإدارة واضحة وصريحة، ولا يستطيع أن يتخطى الصحفي خارج نطاق السياسة.   

و قال كومندر تسفاي: أولا، أن يكون الحوار الوطني مساهما جميع المواطنين، من المرأة، ومن ذوي الإحتياجات الخاصة، والشباب، وزعماء الأديان، وشيوخ البلد، والسياسيين. وأن تضع الحكومة الإتجاهات. وإذا كان هذا يمكن أن يصل الحوار إلى نتائج مرجوة. وأن أمنياتنا في السنة الجديدة أن يسود السلام بلادنا، وأن تكون بيننا الاخوة والمحبة والصداقة بدلا من الكراهية والضغينة والصراع فيما بيننا.  وكذالك أن يكون الحديث والحوار عن السلام  في كل الإدارات، والمواصلات، وفي الشوارع، وتكثير العفو والتسامح حتى لوكانت هناك أخطاء وسوء تفاهم. وأن يدعو آباء الأديان، وتوعية الناس حول قيمة السلام عند وجوده، والأضرار التي تحدث بعدم وجوده. وأن نفكر،  وألا ننظر السلام الموجود في يدنا بباسطة.    

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *