إن منطقة إيغاد هي من أقل مناطق العالم من حيث التنمية، إذ تعاني العديد من بلدانها من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة. وتعاني المنطقة من التخلف الاقتصادي ومشاكل الحروب الأهلية في الكثير من بلدانها وتنشط في كثير منها الجماعات الانفصالية وتلك التي تنزع للإرهاب. وليس هذا فحسب، بل أن دول المنطقة تعتبر الأكثر استقبالا للاجئين وتصديرا لهم في الوقت ذاته عبر الهجرة غير الشرعية وغيرها من التحديات..
اليوم بحث اجتماع وزراء خارجية دول الايغاد العادي رقم 48 في الخرطوم ، وناقش الموضوعات المتعلقة بتحقيق السلم والأمن في دول الايغاد ومعالجة مسائل الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية التي تعاني منها دول الإقليم، وطالب وزراء خارجية دول الايغاد بتخصيص منحة للطلاب للدراسة بجامعة أفريقيا العالمية تخصص للاجئين والنازحين بدول الإقليم، كما نادي المؤتمر بدراسة ظاهرةالتصحر والتغيير المناخي والأمن الغذائي والسلام المجتمعي وليس هذا فحسب، بل الاستجابة للتغير المناخي وموجة الجفاف وشبح المجاعة في الإقليم وتحقيق الأمن الغذائي والتعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي والتنمية الاجتماعية؛ وإنشاء التجمع الاقتصادي لدول القرن الإفريقي وتعظيم الفائدة لمبادرتي القرن الإفريقي ومبادرة الصين فيما يخص تنمية البنية التحتية، وتعزيز دور الشباب وتمكين المرأة.
وتأتي اجتماعات الايغاد في ظل أزمات اقتصادية وأمنية متفاقمة في عدد من البلدان، حيث تشهد الصومال اضطرابات أمنية كبيرة بسبب استمرار الهجمات الإرهابية، بينما تتأزم الأوضاع السياسية في السودان في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل الفترة الانتقالية الحالية. وفي الجانب الآخر تعاني إثيوبيا من تداعيات الحرب الأخيرة والتي كللت بالنجاح بتوقيع اتفاق سلام داخل البيت الافريقي ، في حين تكافح كينيا لمواجهة أسوأ موجة جفاف في تاريخها.
ومما لا شك فيه أن تطورات إيجابية شوهدت في صنع السلام والاستقرار في المنطقة علي سبيل المثال لا الحصر اتفاقية السلام التي تم إبرامها مؤخرًا في إثيوبيا، حيث لعبت إيغاد دورًا محوريًا، وأنه بالفعل تطور مرحب به من الشعب وحكومة إثيوبيا والمنطقة والقارة ككل ودرس يجب ان تستفاد منه دول الايغاد في تفعيل الحل الافريقي للمشاكل الافريقية واثيوبيا كنموذج يحتذبه في المنطقة .
وهذا ما أكده دمقي مكونن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية: أن السلام والأمن له أهمية قصوى في المنطقة، مشيرا إلى الدعم الثابت للدول الأعضاء خلال تلك الأيام الصعبة التي يعتز بها الشعب الاثيوبي، تشكل الحلول السلمية للنزاع في شمال إثيوبيا على أساس الاحترام الكامل لوحدة وسلامة أراضي إثيوبيا، كحلول أفريقية للمشاكل الأفريقية للمنطقة. كما أعرب عن مخاوفه بشأن سلسلة تأثيرات تغير المناخ والجفاف ودعا إلى تضافر الجهود من قبل الدول الأعضاء والشركاء لتجنب الأزمات الفورية،
والمثال الاخر الذي انفردت به اثيوبيا دون دول الايغاد الاخرى بعد أن كانت إثيوبيا تسعى لجعل محصول القمح مشروعا إستراتيجيا للاكتفاء الذاتي، أعلنت أديس أبابا مؤخرا استعدادها لتصدير القمح، في خطوة عدّتها تحولا وفرصة كبيرة للبلاد من أجل إعادة بناء صورتها من دولة مستوردة إلى مصدرة.
وترمي مبادرة آبي أحمد للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية، بما فيها القمح ومشروعات الدواجن واللحوم والخضروات والتصنيع الزراعي، ضمن خطة لتحويل الاقتصاد الزراعي إلى صناعي بحلول عام 2025 عبر بناء 23 منطقة صناعية، تم الانتهاء من تشييد 13 في مختلف أقاليم البلاد يعني أن اثيوبيا في طريقها الي الاكتفاء الذاتي وتحقيق الامن الغذاء الذي تحتاج اليه دول الايغاد والعمل بصورة استراتيجية والاستفادة من الخبرة الاثيوبية.
كما أن الإنجازات التي سجلتها إثيوبيا في زراعة القمح تظهر حقيقة أن البلاد ستكون قادرة على التحول في جميع الجوانب، فضلا عن ضمان الاكتفاء الذاتي للغذاء والمساعدة في توفير العملات الأجنبية وتصدير الفائض لدول المنطقة.
مما لا شك فيه إن إفريقيا تحتاج إلى مؤسسات قوية وقابلة للتطبيق، سواء للتفاعلات داخل القارة أو العالمية بهدف تحقيق حلول أفريقية مستدامة لمشاكل القارة. وعليه أن الايغاد تحت مظلة الاتحاد الأفريقي يحاولان كلا ما في وسعهما لإيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، وأن عملية محادثات السلام الإثيوبية التي انطلقت في جنوب إفريقيا بهدف إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية خير دليل على ذلك .
ومن ضمن الإنجازات التي سجلتها إثيوبيا طي الخلاف بين السودان وإثيوبيا وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. كما ذكر رئيس الوزاء ابي احمد، أن روابطنا المشتركة مع السودان تتجاوز أي انقسامات، مؤكداً التزام بلاده بالحوار والحل السلمي لكافة القضايا مع السودان. وليس هذا فحسب، بل توقيع اتفاقيات امنية مشتركة مع كل من السودان والصومال وكينيا وجيبوتي لمحاربة الارهاب ومتباعة التحركات عبر الحدود المشتركة والهجرة غير الشرعية وغيرها.
وعليه يجب ان تكون هناك آليات تنفيذية فاعلة لدى المنظمة تساعدها على حل الأزمات التي تواجهها البلدان الأعضاء وليس هذا فحسب، بل الاستفادة من التجربة الاثيوبية في مواجهة التحديات والضغوطات الدولية وكيف استطاعت الخروج منها منتصرة بوحدة اراضيها وسيادة القانون وكرامة البلاد.
This post was a real revelation, thank you!