تعد ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة دولية بنص القانون، لكن استمرارها في مختلف بؤر الصراعات في العالم يقلق الأوساط الحقوقية ويشكل تحدياً سافراً للعديد من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
ونظراً لصغر السن وقلة الإدراك، يسهل التغرير بالطفل وغسل دماغه، ولذلك تعمد الجماعات الإرهابية إلى استمالة الأطفال واستخدامهم في الحروب وأعمال التجسس وزرع المتفجرات وتنفيذ الهجمات الانتحارية أحياناً، بتأثير آيديولوجي واضح.
في أغسطس 5, 2021 ارتكبت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الإرهابية جرائم حرب ضد الأطفال والمراهقين في إقليم تجراي.
يذكر هيوت هواز ، أحد الأطفال المراهقين، صدمته الشديدة عندما ظهر رؤساء إدارة الحي في منزلهم في بلدة عدوة بحجة أنه مطلوب للقتال.وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه أي استعداد أو مهارة للقتال، إلا أنهم أرسلوه إلى المقدمة مع المراهقين في منطقته، إلا أنه قرر عدم مواصلة القتال وحاول الفرار من جبهات القتال فقاموا بإصابته وأسره.
وقال المراهق “إنه لأمر مخز بالنسبة للكيانات التي دفعتنا إلى هذه الحرب الظالمة” ، مضيفا أن شعب تجراي يجب أن يقف ضدهم.
وقال الجندي المراهق الآخر من مدينة شيري إندا سيلاسي، جبرَ ليبانوس يمانى، إنه أُجبر على المشاركة في الحرب من قبل المسؤولين المحليين الذين قالوا أن “تغراي تم غزوها ويجب تحريرها”.
و أعرب عن بالغ أسفه وقام بإلقاء اللوم على قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الإرهابية لإرغامها الأطفال الفقراء على الحرب ودعوة الناس للمكافحة بينما يحافظون على أطفالهم في ظروف آمنة .
وبحسب قوله ، فإن العديد من المراهقين إما أنهم قتلوا أو أصيبوا بينما هرب بعضهم .
وقال الشاب الذي تم تجنيده من العاصمة الإقليمية مقلي، غبري آرايا ، إنه تم إرساله إلى جبهة عفار مع القليل من التدريب على كيفية تفكيك مدفع رشاش.
وفقا لغبري” جئنا غير مسلحين لأنهم قالوا لنا إننا سنحصل على أسلحة عن طريق نزع سلاح قوة الدفاع الوطني الإثيوبي أو مصادرتها من الجنود الجرحى”، وحاول غبري الهرب خوفًا من المعركة، وقال: “كنت أحاول الفرار عندما تم القبض عليّ “.
وأشار بمرارة إلى أن “أبناء القيادة يعيشون في سلام بينما نحن مجبرون على الدخول في جبهات الحرب ويجب على جميع شعب تغراي إدانة هذا العمل الإجرامي “.
وكشفت نيويوك تايمز فى تقريرها حول النشاطات المصورة للجماعة الإرهابية بأن التدريب والتجنيد الإجباري ونشر الأطفال فى الحرب هو مخالف للإتفاقيات الدولية حول الحرب.
ووفقاً للدلائل فإن أعمال هذه الجماعة هو جريمة حرب دولية. وكشفت صور حديثة فى نيويورك تايمز تصور أطفال من بينهم أطفال صغار جداً وهم يحملون أسلحة.
وتظهر هذه الصور أيضاً حقيقة أن الجماعة تعمل فى نشاطات إرهابية، علماً بأن الحكومة الأثيوبية قد أعلنت مؤخراً وقف إطلاق النار من جانب واحد لحماية وسلامة المواطنين فى تغراي وخلق مناخ مساعد للنشاط الزراعي و المساعدات الإنسانية .
يرى محمد العروسي عضو البرلمان الإثيوبي ومستشار وزير المياه والطاقة :إن تجنيد الأطفال وإستغلالهم لارتكاب الجرائم بحق الوطن والشعب جريمة لا يمكن أن يتصورها عقل بشر ، ولا يقوم بهذا العمل المشين الذي انتهك كافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية إلا أرباب الجرائم الذين تجردوا من الرحمة والضمير الحي .
وإن السلطات الأمنية في بلادنا منوطة بإنقاذ الأطفال الإثيوبيين وكافة الأبرياء من المواطنين من براثن الحرب .
وإن بعض ما يسمى بالمجتمع الدولي وأصحاب رايات حقوق الإنسان والأطفال الزائفة لا يقل جرمهم قبحا عن تلك الجريمة الوحشية ومرتكبيها ..!
بل إنهم مشاركون فيها بكل أعضائهم ووجوههم الكالحة التي اغبرت بالكذب وازدواجية المعايير والمتاجرة بالحروب لتحقيق المصالح على حساب الوطن والأبرياء والنساء والأطفال …!
وإن قوانينهم وشعاراتهم الكاذبة باتت مكشوفة للجميع …
وإنه ليجدر ببلادنا وشعبنا أن يضعوا حدوداً لهذه الظواهر المخزية وتقديم من يقوم بها إلى العدالة التي تردعهم وأمثالهم ، وجدير بها إنقاذ الأطفال في تيغراي من أي استغلال سلبي لهم …!
المحلل السياسي ابرها نوراي السويد : نعم المشروع الإجرامي لجبهة تحرير تجراي”، يقوم على تجنيد الأطفال وإشراكهم كجنود واستخدامهم كدروع بشرية في مهاجمتها لقوات الجيش الإثيوبي والأقاليم المجاورة لإقليم تجراي عفار وامهرا لذلك تركوا فرصة السلام التي منحتهم اياها الحكومة واختاروا الحرب لان السلام خطر علي الجبهة لماذا ؟ سوف تحاسب وتسال من قبل امهات تجراي اين ابناءونا ؟! .
أدان البروفيسور أليمايهو جبري ماريام ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا ، إدارة بايدن لاختيارها التزام الصمت عندما قام ارهابي الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بعرض الأطفال في ساحة المعركة
واكد ان الجبهة الارهابية لا تهتم عادة بالأطفال والمراهقين ،بل تقوم بتجنيد الأطفال غير الأقوياء جسديًا وعقليًا وتوقفهم في ساحة المعركة.
وقال لا تزال الجبهة الارهابية ترتكب جريمة إجبار الأطفال والمراهقين على الدخول في حرب ، مما يجعلهم مسؤولين على المستوى الدولي.
أعلن الدكتور فان تيرا ، المعروف كمدافع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة وتغير المناخ ، مؤخرًا على صفحته على تويتر أن الإرهابي الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الارهابية يستخدم الأطفال في الحرب.
أوضح الدكتور فان تيرا في مقالته أن الأفعال الشريرة لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تجراي يجب أن تتوقف على الفور.
وقال إن المجتمع الدولي يجب أن يدين هذا العمل لأنه يعتبر جريمة حرب استخدام الأطفال دون السن القانونية في الخدمة العسكرية.
لماذا يصمت المجتمع الدولي علي الاعمال الارهابية وتجنيد الاطفال دون اتخاذ اي قرار ؟!