سد النهضة مكسب إقليمي يدعم التعاون في مجال الطاقة

 

سمراي كحساي

 

أكد وزير الخارجية الإثيوبي، الدكتور غيديون طيموتيوس، أن سد النهضة الإثيوبي الكبير ليس مشروعًا وطنيًا فحسب، بل مكسبًا استراتيجيًا لدول المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى دوره المحوري في تعزيز الربط الكهربائي والتكامل الإقليمي.

وجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الإقليمي الأفريقي الرابع الثلاثاء الماضي، تحت شعار “الربط الإقليمي للطاقة من أجل تنمية شاملة ومستدامة، بحضور رفيع لممثلين حكوميين ودبلوماسيين، ورؤساء مؤسسات إقليمية ودولية، إلى جانب خبراء ومهتمين بقطاع الطاقة.

وأشار غيديون إلى أن المؤتمر يشكّل منصة مهمة لتحويل الرؤى إلى واقع عملي، وتطوير التعاون الإقليمي في مجال الطاقة المتجددة، في سياق يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة 2030.

وسلط الوزير الضوء على التزام إثيوبيا بدعم مشاريع الطاقة العابرة للحدود، مؤكدًا أن سد النهضة يمثل نموذجًا حيًا لهذا التوجه، إذ تولد الطاقة الكهربائية من السد لخدمة الاحتياجات المحلية والإقليمية، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي وتوفير طاقة نظيفة ومستقرة لدول الجوار.

وأضاف أن إثيوبيا تواصل توسيع شبكة الربط الكهربائي الإقليمي، عبر تصدير الكهرباء إلى عدد من دول المنطقة، في إطار شراكات تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.

واختتم الوزير كلمته بتجديد التزام الحكومة الإثيوبية بدعم مسار التعاون الإقليمي في مجال الطاقة والبنية التحتية، معتبرًا أن الربط الكهربائي يمثل ركيزة أساسية للنمو المشترك والاستقرار في القارة الأفريقية.

ومن ناحيته شدد وزير المياه والطاقة، المهندس هبتامو إتيفا، على أن تعزيز التعاون الإقليمي في تنمية الموارد المائية بات أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.

وأوضح الوزير أن منطقة شرق إفريقيا تتمتع بموارد مائية غنية لم تُستثمر بالشكل الكافي، مما يتطلب رؤية مشتركة قائمة على التعاون والبحث العلمي وتبادل الخبرات لضمان حسن إدارتها واستدامتها.

وأشار إلى أن تنمية الموارد المائية تشكّل أساسًا للتنمية المتكاملة، وأن الاستثمار في قطاع الطاقة المائية يجب أن يكون من أولويات الدول الإفريقية، باعتباره محفزًا للنمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة.

وأكد المهندس هبتامو أن إثيوبيا تعتمد مبدأ المنفعة المتبادلة في استغلال مواردها المائية، وتسعى إلى مشاركة الفوائد مع دول الجوار من خلال مشروعات استراتيجية، من بينها سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي وصفه بأنه ركيزة أساسية لربط المنطقة وتطوير البنية التحتية للكهرباء.

كما شدد على أن هذه المشاريع لا تهدف فقط إلى تلبية احتياجات إثيوبيا، بل تُمثل نموذجًا للتعاون العابر للحدود، يسهم في تعزيز الأمن المائي والطاقة والتكامل الإقليمي.

 وفي السياق ذاته أكد جعفر بدرو، المدير العام لمعهد الشؤون الخارجية، أن سد أباي (سد النهضة الإثيوبي) يُعد مركزًا إقليميًا للطاقة، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على توليد الكهرباء، بل يُجسّد روح التضامن والتكامل بين دول القارة الأفريقية.

وأوضح بدرو في كلمته أن سد النهضة يمثل نموذجًا عمليًا للتنمية العابرة للحدود، ويعكس التزام إثيوبيا ببناء علاقات تنموية قوية مع دول الجوار، تقوم على مبدأ النمو المشترك والمنفعة المتبادلة.

وأضاف أن التعاون عبر الحدود يُعد ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة وربط البنية التحتية في المنطقة، داعيًا إلى تعزيز العمل الجماعي للاستفادة من الموارد المشتركة.

ولفت المدير العام إلى أن القارة الأفريقية تزخر بثروات معدنية وموارد طبيعية متنوّعة، مما يجعلها ذات موقع استراتيجي عالميًا، إلا أن هذه الموارد تحولت في بعض الحالات إلى محفزات للصراع بسبب غياب السياسات المنسقة والإدارة المستدامة.

ودعا الدول الأفريقية إلى إعادة تقييم سياساتها الخارجية والاستثمارية بما يضمن استغلالًا عادلًا ومسؤولًا للموارد، مؤكدًا أن التكامل الإقليمي ليس خيارًا، بل ضرورة تنموية وسيادية.

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai