على مدى السنوات القليلة الماضية، عملت إثيوبيا بجد لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية وتعزيز السلام والأمن الإقليميين، ليس فقط مع الدول المجاورة لها ولكن أيضًا في جميع أنحاء أفريقيا وخارجها.
وعلى الرغم من التحديات لا تزال إثيوبيا تضع نفسها كمنارة لتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في قارة مثقلة بالتحديات المتكررة التي تتراوح من عدم الاستقرار السياسي والصراعات العنيفة إلى الأزمات المتعلقة بالمناخ وغيرها.
وفي هذا الاطار انتخب المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، الأربعاء الماضي، إثيوبيا عضواً في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد للفترة 2025-2027.
وقالت الخارجية الإثيوبية إن “هذا الانتخاب يعترف بمساهمات إثيوبيا في السلام والأمن والتنمية في جميع أنحاء القارة الأفريقية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير نبيات غيتاشو، إن إثيوبيا ستواصل تعزيز دورها في ضمان الأمن والاستقرار في القارة، مشيراً إلى أن انتخابها لعضوية المجلس هو تتويج لجهودها المستمرة في هذا المجال.
وأوضح أن السلام والأمن يمثلان أولوية في أجندة إثيوبيا الوطنية والقارية، وهو ما يتماشى مع رؤية الاتحاد الإفريقي ضمن أجندة 2063، التي تسعى إلى إرساء قارة مستقرة وخالية من النزاعات.
وأشار السفير نبيات إلى أن إثيوبيا لعبت دوراً مهماً في استقرار المنطقة، لا سيما من خلال إرسال قوات حفظ السلام إلى مناطق النزاع في القارة.
واعتبر أن انتخابها لعضوية المجلس هو اعتراف بهذه الجهود، مؤكداً أن إثيوبيا ستواصل العمل مع الدول الأعضاء لتحقيق السلام الدائم في القارة.
وأضاف أن مجلس السلم والأمن الإفريقي يعمل على تقديم المشورة والتوجيه بشأن آليات تحقيق السلام الدائم وحل النزاعات في القارة، مشيراً إلى أن هناك نزاعات قائمة تتطلب جهوداً منسقة لحلها بالتعاون مع الدول الأعضاء.
وأكد أن إثيوبيا ستعمل خلال فترة عضويتها على تعزيز جهود الاتحاد الإفريقي في إيجاد حلول سلمية للنزاعات وتحقيق الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وكان التزام إثيوبيا وجهودها من أجل السلام والتنمية الإقليمية واضحًا من خلال مشاركاتها الدبلوماسية والعسكرية، مما يدل على التزام واضح بالتعاون وحل النزاعات في القارة.
لقد أدركت البلاد أهمية التعاون الإقليمي في معالجة تحديات السلام والأمن؛ وكانت سباقة في إقامة شراكات مع دول في جميع أنحاء أفريقيا. ولعبت هذه الشراكات، بدورها، دورًا محوريًا في مواجهة التهديدات التي تتجاوز الحدود الوطنية وتتطلب استجابة جماعية.
ومؤخرا أبرمت إثيوبيا اتفاقيات مع العديد من الدول الأفريقية؛ مع التركيز على تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتنمية في مختلف أنحاء القارة.
ومن نيجيريا إلى أوغندا، أبرمت إثيوبيا بالفعل اتفاقيات عسكرية استراتيجية مع الحلفاء المجاورين والبعيدين، وحشدت الدول معًا لدعم الأمن والاستقرار القاري. وتشمل هذه الجهود مبادرات تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريبات العسكرية المنسقة، وتشكيل تحالفات دفاعية استراتيجية تساهم بشكل جماعي في الأمن الإقليمي.
ويمتد التعاون إلى لاعبين أفارقة رئيسيين مثل كينيا والجزائر ودول أخرى تهدف إلى تعزيز أطر الأمن الإقليمي، وتحسين جهود مكافحة الإرهاب، ومعالجة قضايا مثل الجريمة العابرة للحدود الوطنية، والنزاعات الحدودية، وحركة الجماعات المسلحةالمتطرفة.
ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والموارد، تعمل هذه البلدان معًا لمواجهة التحديات التي تتطلب حلولاً جماعية، وتعزيز دور إثيوبيا كقائدة في تعزيز السلام والاستقرار في أفريقيا.
وأن زيادة التعاون والتنسيق في إثيوبيا تشير إلى نفوذ البلاد المتزايد – ليس فقط من خلال قوتها العسكرية ولكن أيضًا في نفوذها الدبلوماسي المتوسع. ويتم الاعتراف بالبلاد بشكل متزايد كلاعب مركزي في المشهد المتطور للأمن الأفريقي. من خلال تنمية تحالفات قوية مع كل من الجيران الإقليميين والشركاء البعيدين، تعمل إثيوبيا على تعزيز دورها كقوة استقرار في منطقة القرن الأفريقي وفي جميع أنحاء القارة.
ولاشك أن التزام إثيوبيا الثابت بتعزيز السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي وخارجها واضح من خلال مبادراتها الدبلوماسية الاستراتيجية وتعاونها العسكري. ومن خلال التعامل مع الدول المجاورة وإقامة شراكات في جميع أنحاء القارة، ولا تعالج إثيوبيا المخاوف الأمنية الفورية فحسب، بل تضع أيضًا الأساس للتعاون الإقليمي الطويل الأجل.
ويجسد الاتفاق العسكري الأخير مع جيبوتي والمناقشات المثمرة مع الصومال نهج إثيوبيا السباق معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الافريقية.