كيف تلعب المشاريع التنموية في تعزيز التكامل الاقليمي؟

 

سمراي كحساي

 

أصبح التكامل الاقتصادي الإقليمي سمة هامة تميز النظام الاقتصادي العالمي، حيث تتسابق الدول المتقدمة والنامية نحو تلبية مصالحها الاقتصادية .

و تؤمن إثيوبيا إيمانا راسخا بأن التكامل الإقليمي والقاري ضروري لتنويع الاقتصادات وضمان المصالح المشتركة سلميا وعلى نهج مربح للجانبين.

وسيعمل زيادة ربط البنية التحتية بين الدول من خلال بناء الطرق والمطارات والموانئ وشبكة السكك الحديدية وشبكات الاتصالات على  ربط المجتمعات، ويزيد التجارة، ويعزز من التكامل الاقتصادي و الإقليمي .

ويشدد الخبراءعلى ضرورة تأمين السلام والاستقرار اللذين يشكلان بالطبع الأساس الضروري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن ان تلعب المشاريع التنموية في تعزيز التكامل الاقليمي؟ وماهي الفوائد التي تجلبها؟ولماذا يجب على الدول ان تعمل على الاستفادة منها؟

وفي هذا الاطار قال المتخصص في شؤون القرن الافريقي السيد جاكوب (عبد الباقي الاصبحي) إن أثيوبيا باعتبارها دولة ذات سيادة تسعى جاهدة في تسريع التكامل الإقليمي من خلال تعزيز التنمية المتبادلة والسلام.

واضاف انه من الواضح أن بناء سد النهضة وشبكة السكك الحديدية التي تربط إثيوبيا وجيبوتي  ومشاريع تطوير ميناء لامو في كينيا التي ستمكن إثيوبيا من استعادة الوصول إلى البحر، خير دليل على طموح البلاد وجهودها المستمرة في التكامل الاقليمي والمنفعة المتبادلة بين الدول .

واشار عبد الباقي الي ان اثيوبيا ينظر اليها عالميا واقليميا كاكبر دوله في شرق افريقيا ودوله محوريه في القاره الافريقيه بعد دخولها ضمن مجموعة البريكس حيث سيكون هناك سوق كبير و ازدياد في الصادرات والواردات الاثيوبيه للعالم  وان كثير من الدول المحيطه لا تتفهم احتياجات اثيوبيا اقتصاديا وامنيا وثقافيا.

وقال ان اثيوبيا عندما يكون لها منفذ بحري ستعود فوائده بالرخاء والازدهار على كل شعوب المنطقه وشعوب دول القرن الافريقي لانها لديها رؤيه اقليميه وتنطلق من هذه الرؤيه الاقليميه على اساس المصالح المشتركه والمنفعه المتبادله .

واضاف ان إثيوبيا تنظر إلى مشروع ممر LAPSSET الذي يربط ميناء لامو في كينيا بجنوب السودان واثيوبيا باعتباره طريقًا رئيسيًا إلى الموانئ البحرية البديلة وتحسين الوصول إلى التجارة الدولية، بهدف ربط البلاد بميناء لامو في كينيا.

ومن جانبه قال المحلل الاقتصادي احمد محمد ان جهود التكامل التي تقودها اثيوبيا في مجال الطاقة  تتمتع دون مبالغة بامكانية كبيرة في معالجة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لم تستطيع دول القرن الافريقي ان تحلها  من قبل.

 واضاف ان اثيوبيا تسعى الى تطوير سوق صادرتها من الكهرباء كما تبحث الدول المجاورة ايضا عن موارد طاقة ارخص ولذا سيتم التقارب بين دول القرن الافريقي وخاصة ان استكمال سد النهضة سيجلب التكامل الاقليمي بين دول المنطقة.

واشار الي ان مشاريع ربط البنية التحتية مثل طرق السكك الحديدية  والطرق البرية وربط الموانئ تعتبر بمثابة فرص للتكامل و تسهيل التجارة الاقليمية  وتعزز ايضا التنوع الاقتصادي بين  دول المنطقة  وتدعم حركة نمو الاسواق وتعزز التكامل الاقليمي.

ومن ناحيته قال الباحث والكاتب امير شافي ان المشاريع التنموية تعتبر ذات أهمية كبيرة في تعزيز التكامل الإقليمي بين دول القرن الإفريقي لعدة أسباب:

لانها اولا تعزز التعاون الاقتصادي و التجارة والاستثمار حيث تساهم  المشاريع التنموية في تحسين البنية التحتية مثل الطرق والموانئ، مما يسهل حركة التجارة بين الدول ويجذب الاستثمارات الأجنبية و هذا يمكن أن يعزز التبادل التجاري ويزيد من النمو الاقتصادي في المنطقة.

ثانيا  تقليل الفجوات التنموية و تحسي الخدمات الأساسية حيث تهدف المشاريع التنموية إلى تحسين الوصول إلى التعليم والصحة والمياه النظيفة، مما يقلل من الفجوات بين الدول ويعزز التنمية المتوازنة في المنطقة.

ثالثا تعزز الاستقرار والأمن و التنمية الاقتصادية كأداة للسلام لانه عندما تستفيد الدول من المشاريع التنموية، تنخفض التوترات والنزاعات بسبب التفاوتات الاقتصادية حيث تلعب التنمية الاقتصادية في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي.

رابعا المشاريع التنموية  تعمل على تعزيز التعاون في مجالات الموارد الطبيعية و إدارة الموارد المشتركة خصوصا المشاريع التنموية التي تركز على إدارة الموارد الطبيعية مثل الأنهار والمراعي، يمكن أن تعزز التعاون بين الدول في إدارة الموارد المشتركة وحمايتها.

خامسا  تساهم المشاريع التنموية في بناء القدرات المؤسسية وتعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات في الدول المختلفة، مما يدعم التنسيق المشترك في التخطيط والتنفيذ.

كما  تشجع التكامل الإقليمي من خلال تنفيذ مشاريع تنموية عبر الحدود يمكنها أن تعزز التكامل الإقليمي من خلال التعاون المشترك ويخلق مصالح متبادلة بين الدول.

وتخلق المشاريع التنموية فرص العمل وتعمل على  تحسين الوضع الاقتصادي مما يساعد في تقليل معدلات البطالة ويعزز الاستقرار الاجتماعي.

و اذا استطاعت دول شرق افريقيا من استخدام وتنفيذ المشاريع التنموية بشكل افضل  فانها بلا شك ستتمكن من  تعزيز التكامل الإقليمي بينها  والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز التعاون والسلام الإقليمي.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai