“الاتصال الحكومي”: مباحثات أبي أحمد مع البرهان مثمرة
سمراي كحساي
أكد رئيس الوزراء أبي أحمد، الثلاثاء الماضي، وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً الى جانب السودان، موضحا أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني.
جاء ذلك خلال جلسة مباجثات عقدها رئيس الوزراء، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الإهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان.
وكان رئيس الوزراء وصل صباح الثلاثاء الماضي إلى مدينة بورتسودان في أول زيارة له منذ اندلاع المواجهات المسلحة في السودان في أبريل من العام الماضي.
وقال أبي أحمد أن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان مبيناً أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته.
وأضاف أن “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة” مشيرا إلى أهمية السلام بإعتباره اساس التنمية وأكد أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخليا دون تدخل خارجي.
من جهته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين مبيناً أنها إمتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان.
وأكد علي متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظه عليها.
وأكد عبدالفتاح البرهان حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
واختتم رئيس الوزراء أبي أحمد زيارته للسودان، وكان في وداعه بمطار بورتسودان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وعدد من الوزراء.
ومن جانبه أكد وزير مكتب خدمات الاتصال الحكومي، لغس تولو، أن المباحثات الثنائية التي أجراها رئيس الوزراء أبي أحمد، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، كانت مثمرة.
وأوضح لغس تولو في تصريح صحفي، أن هدف الزيارة هو بحث الحلول السلمية لإنهاء الصراع في السودان. وأشار إلى أن إثيوبيا والسودان يشتركان في 744 كيلومترًا من الحدود المشتركة، مما يجعل المشكلات في إحدى الدولتين تؤثر بشكل مباشر على الأخرى.
وسلط الوزير الضوء على العلاقات الطويلة الأمد بين البلدين، من حيث العلاقات بين الشعبين والروابط الثقافية والاقتصادية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون والعمل المشترك بينهما.
كما أشار إلى الجهود التي تبذلها إثيوبيا لتشجيع الاطراف المتصارعة في السودان على حل خلافاتها سلميًا والعمل معًا لإحلال السلام في بلادهم، معربًا عن التزام إثيوبيا المستمر بإحلال السلام في السودان.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال يوسف ريحان الخبير في شؤون القرن الافريقي ان الزيارة ضربت عدة عصافير بحجر، فلقد أكدت علي العلاقة التاريخية والازلية بين الشعبين السوداني والاثيوبي، كما أكدت علي أهمية العلاقة بين البلدين في بعدها الرسمي وضرورة دعمها والمضي بها قدما الي الامام.
واضاف ريحان ان المبادرة بالزيارة وفي هذا التوقيت الذي انخفضت فيه حركة الطائرات لمسؤلين رفيعي المستوي فوق سماء بورتسودان لمدة ليست بالقليلة تجعل لزيارة ابي احمد ميزة وأهمية تحسب له ونقاط إيجابية تضاف لسجل مبادراته الناجحة كونها كسرت هذا الجمود في الدعم للسودان في وقت حرج كان يتطلع فيه السودان لمثل هذه الزيارات المهمة.
واشار الي ان رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد جاء الي السودان وهو يحمل في كنانته الشئ الكثير وعاد الي بلده اثيوبيا وهو اكثر تفهما للكثير من التعقيدات وأبعاد الأزمة، والجانب السوداني قيادة وشعبا قد رحبا بالزيارة ويأملا ان تحدث في الايام القليلة القادمة فروقات جوهرية علي ارض الواقع
ومن ناحيته قال ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية: “تأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السودان ولقائه برئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان في إطار سعي إثيوبيا إلى إنهاء الحرب في السودان، خاصة بعد تصريحات أبي أحمد في البرلمان الإثيوبي الأسبوع الماضي والتي أكد خلالهاعلى دور إثيوبيا في الوساطة بين أطراف النزاع في السودان”.
وأضاف: “هناك دلالات لتلك الزيارة تتمثل في أهمية استقرار السودان لإثيوبيا داخليًا وإقليميا ودوليا، فالسلام في السودان مطلب ضروري واستراتيجي لإثيوبيا التي تسعى إلى إيجاد منفذ بحري على البحر الأحمر، حيث يعتبر ميناء بورتسودان أحدى الموانئ التي يمكن الاستفادة منها، على أساس اتفاق بين السودان وإثيوبيا يسهم في تعزيز المصالح المشتركة الإقليمية سواء كانت سياسية أم اقتصادية وأمنية في مقابل تزويد إثيوبيا للسودان بالكهرباء بأثمان رخيصة”.
وأكد أحمد أن إثيوبيا كدولة محورية في إفريقيا و كمقر دائم للاتحاد الإفريقي، لديها بعض الأوراق القوية التي قد تعطيها ميزة في أن تلعب دورًا كبيرا في إنهاء الحرب في السودان.
و تأتي زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد الي السودان في وقت حرج وبدوافع احياء العلاقات واكسابها قوة دفع جديدة بناء علي الروابط والقواعد التي تأسست عبر التاريخ وتمتعت لدي الطرفين بالاحترام والتقدير وعدم الرغبة في احداث القطيعة مهما كان حجم الخلاف في وجهات النظر.