المتخصص في شؤون القرن الافريقي السيد جاكوب (عبد الباقي الاصبحي)
ان موقف إثيوبيا ثابت في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في شرق إفريقيا ومنطقة البحر الأحمر و يهدف كذلك الي التصدي للارهاب الدولي .
ويعمل كل من الجنود الاثيوبين في الصومال وبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي لمواجهة التوجه الإرهابي على مستوى البحر الأحمر و القارة الإفريقية بأكملها.
وقد سبق لنا توضيح ان السلام والأمن هو أساس كل شي وان أي بلد في حالة حرب لن تتمكن من الحفاظ على نموها الاقتصادي حيث تصبح تلك البلد ارضا خصبة لرجال العصابات وقانون الغابة .
ويخشي اليوم الكثير من الشعوب في منطقة القرن الإفريقي ويرفضون سحب القوات الإثيوبية في نهاية هذا العام بسبب الخوف من التهديد الامني للصومال وللمنطقة بأكملها.
كما يخشي العديد من المراقبين اختراق الحركة الإرهابية بقية دول القارة الافريقة مثل النيجر و بور كينا فاسو و مالي وغيرها.
ولم يقتصر دور اثيوبية في تواجد القوت العسكرية فقط في الصومال حيث تقوم اثيوبية باعداد رجال الشرطة والضباط الصومالين في كلية الشرطة الاثيوبية و تغطي ميزانية الجامعات لهولاء المتدربين الصومالين.
واصبح دورمساهمة اثيوبية في عملية توفير السلام والاستقرار في مقديشو ومنطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر والمحيط الهندي مهما في هذه اللحظة.
والغريب في الامر هو طلب بعض المسولين الصومالين في مقديشو سحب القوات العسكرية الاثيوبية من الصومال وهذا يعتبر ليس من المنطق و غيرمعقول .
و دعوة المسؤولين الصوماليين الأخيرة لسحب القوات الإثيوبية هي دعوة قصيرة النظر ومن المرجح أن تأتي بنتائج عكسية وتخلق فراغا أمنيا في المنطقة التي تعاني من العنف.
وتنتشر القوات الإثيوبية هناك لمحاربة حركة الشباب كجزء من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وفقا للاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
ويعد عدد القوات الإثيوبية المنتشرة في الصومال مرتفعا مقارنة بالدول الأخرى. لذلك، فإن هذا يعكس كثيرًا مساهمة إثيوبيا في تعزيز السلام المستدام في الصومال. لذلك فان قرار حاكم الصومال الحالي بسحب القوات الاثيوبية قد يكلفه خسارة كبيرة.
ويسلط الهجوم الأخير الذي شنته حركة الشباب الضوء على التحديات التي تفرضها الجماعة الإجرامية على الحكومة المركزية في الصومال.
ووفقًا لصحيفة The Defense Post أفادت الحكومة الصومالية أن خمسة من جنودها لقوا حتفهم في معركة يوم السبت أودت بحياة ما يقرب من 50 عضوًا من الجماعة الإرهابية الإسلامية على بعد حوالي 350 كيلومترًا (215 ميلًا) شمال العاصمة مقديشو .
وفي ظل هذا الواقع، فإن سحب القوات الاثيوبية من الصومال قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة، فضلاً عن خلق فرصة لتجدد نشاط حركة الشباب.
وعلى الرغم من ذلك فإن قرار إثيوبيا بإرسال قوات يسلط الضوء على التزامها بتعزيز السلام والأمن في الصومال، الدولة التي ابتليت منذ فترة طويلة بالصراع وعدم الاستقرار.
إن وجود القوات الإثيوبية يعزز قدرة بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي على مواجهة الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب، التي لا تزال تشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة.
ويأتي هذا الانتشار في وقت حرج بالنسبة للصومال، حيث تواجه البلاد تحديات سياسية ومخاوف أمنية مستمرة. ومن خلال المساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (ATMIS)، تلعب إثيوبيا دورًا حاسمًا في دعم جهود الحكومة الصومالية للحفاظ على السلام والأمن داخل حدودها.
و تعكس مشاركة إثيوبيا في الصومال التزامها الأوسع بالتعاون الأمني الإقليمي ومبادرات بناء السلام.
وينظر إلى نشر القوات الإثيوبية على أنه خطوة إيجابية نحو تعزيز المزيد من الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وبينما تعمل إثيوبيا جنبًا إلى جنب مع الدول الأعضاء الأخرى في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي ، فمن المتوقع أن تؤدي الجهود الجماعية لهذه الدول إلى تعزيز قدرة قوات الأمن الصومالية والمساهمة في تحقيق السلام الدائم في المنطقة كما أنه يجلب تغييرا ملموسا في الأمن الصومالي.
السيد جاكوب (عبدالباقي الاصبحي) من مواليد ومواطني جيبوتي المعروفين وقضي فترة طويلة مابين جيبوتي واثيوبيا وفرنسا واليمن وشمال أمريكا في كندا ولديه معرفة واسعه حول البحث والتحليل السياسي والتوقعات المستقبلية وهو خبير بشون القرن الافريقي ومنطقة البحر الاحمر وقد سبق له كتابة بعض المقالات في صحيفة العلم الإثيوبية.
وقد بداء استعداده للعودة ومواصلة البحث والكتابة في صحيفة العلم من قناعته بالضرورة الملحة نحو البحث والمساهمة فيما يخص التنمية في القارة الافريقية ومكافحة الفقر والتنمية البشرية.
