بقلم / د.طارق عبد النبى محمد على باحث وأكاديمى
يامحب وعاشق أرض الهجرتين ألا تود السير فى الطريق الذى سارت فيه قوافل المحبين الأوائل .ألا تريد أن تستنشق عطرا ليس من عطور هذا الزمان .ألا تحب أن تسترجع ذاكرتك التاريخ ؟ لن يتأتى لك كل ذلك إلا بعد أن تحط بك ملكة أفريقيا الخطوط الجوية الإثيوبية بمطار بولى الدولى وتطأ قدماك أرض الهجرتين بلاد الملك الصالح العادل النجاشى أصحمة بن أبجر.
والتى يتمنى الكثيرون زيارتها لاستنشاق عبق التاريخ .والتمسح بذكريات المحبة والتسامح والتعايش.لايختلف أثنان أن أرض الهجرتين تمثل الحاضنة الأولى للأسلام السياسى الأجتماعى والكل يعلم بالدور الأخلاقى والإنسانى الذى قام به الملك العادل النجاشى تجاه المسلمين الهاربين من بطش وأضطهاد قريش .
فقد المصطفى عليه الصلاة والسلام يعى مفهوم ومدلول عبارته التى مازال صداها يملأ الأفاق والتى مازالت تحتاج الى تفسير أعمق ألا وهى (اذهبوا الى أرض الحبشة فإن بها ملكا لايظلم عنده أحد.وهى أرض صدق) فهى عبارة تكتب بماء الذهب.
واقترح أن تكتب عند مدخل قرية النجاشى العالمية حتى يقف عند معناها كل زائر لهذا الصرح السياحى العالمى ومن الجوانب المضيئة فى شخصية الملك العادل حبه ووفاؤه لرسولنا الكريم وذلك من خلال رسائل المودة والمحبة والوفاء المتبادلة بينهما تعبيرا عن علاقة صادقة مازالت تتحدث عنها الأجيال..وبل وأكثر من ذلك فالهدايا التى أرسلها الملك النجاشى لنبينا الكريم تحمل العديد من الدلائل وعمق المحبة بينهما وتأتى مصداقا لقوله الكريم ( تهادوا تحابوا ) وتختتم هذه المسيرة الصادقة بأقامة صلاة الغائب على الروح الطيبة الطاهرة حفظا وردا لجميل عظيم صنعه الملك النجاشى للمسلمين.
حقيقة نحن أمام مشهد تاريخى لايمحى من ذاكرة الأمة الأسلامية مهما تعاقبت الأجيال.يحكى قصة من قصص الحب والوفاء الأبدى لشخصية صنعت لنفسها بصمة على جدار التاريخ.
حقيقة مشروع قرية النجاشى العالمية يصب فى خانة التعايش والتسامح الدينى فى أثيوبيا لما يحمله لكثير من الدلالات والذى يعد نموذجا دينيا لكثير من دول العالم.
وسيعود هذا المشروع بسمعة عالمية سياحية ومعرفية كبيرة تؤكد على إستقرار السلام فى إثيوبيا وانتظام عجلة التنمية والتطور فى هذا البلد الأفريقى النموذج.