كهف صوفي عمر كنز  طبيعي يعزز السياحة في البلاد

 

سفيان محي الدين سرور

إن كهف صوف عمر جزء لايتجزاء من خدمات قطاع السياحة و تعتمد السياحة على موارد متنوعة كما أن منشئات  الخدمات  الصغيرة والمتوسطة   تلعب في كسب  العملات الصعبة  وذلك عبر  إنتاج الخدمات  السياحية  مع مختلف الجوانب الثقافية  والإجتماعية، والبيئية .

وهناك  العديد من الدول تعد  السياحة بالنسبة  لها أحد المصادر الرئيسية في تكوين دخلها الوطني .ومن الممكن  أن يكون للسياحة  شأن  كبير  في الدخل الوطني _ الأثيوبي_  وذلك  بما تمتلكه من مقومات حضارية و تتمثل تلك المواقع الأثرية  والسياحية   من كل المدن الدينية المقدسة  والأماكن الدينية الأخرى القادرة على استقطاب  ملايين  السياح  والزوار المسلمين  وغيرهم سنويا.

وعملية استضافة  السياح  القادمين إلى البلاد بهدف السياحة أو لزيارة  الأماكن  التاريخية  تحقق الحصول على مصادر كبيرة من العملات الأجنبية.

وفي هذا الصدد يجب مراعات  إجراء موازنة  مابين العائد  من العملات  الأجنبية  بواسطة  السياح  الوافدين  للسياحة  من جهة وماينفق بالعملات الأجنبية على إستيراد مستلزمات الإنتاج  المستخدمة  من قبل  المنشئات  السياحية  من جهة أخرى .

وفي هذالإطار قال الشيخ  خضير  محمد الدري الخبير في التاريخ الاثيوبي و المقيم في  منطقة بالي  إن أثيوبيا بلد غني بالطبيعة ولديها  مناطق طبيعية جذابة  للسياحة حيث لديها عديد من المسلات والقصور والمقابر  والكنائس المحفورة  في الصخر والمساجد  والجبال  والكهوف  ومناطق الحمم البركانية في منطقة عفر   والمنتزهات الوطنية  وغيرها  من التراث  المادي مثل كهف صوف  وأيضاغير المادي مثل نظام أباغدا  في إقليم إوروميا.

وأكد  الشيخ خضير انه على الرغم  من أن  البلاد لديها  إمكانيات  سياحية ضخمة  إلا انها  لم تستفد  من ذلك إلى الحد المطلوب  بالمقارنة  مع البلدان  الأخرى .

واضاف ان السبب  الخفي في ركود التنمية  السياحية  في أثيوبيا هو عدم وجود البنية  التحتية  ورأس المال وعدم  العمل با لتنسيق مع عن وزارة  الثقافة  والسياحة .

وهناك مبدأ تسجيل  التراث  في قائمة  اليونسكو  للكشف  للمجتمع الدولي  وإدراج العديد من المواقع الأثرية  السياحية  الملموسة وغير الملموسة  في قوائم اليونسكو  في سجل العجائب و حتى  الآن  لم يسجل كهف صوف عمر،ولذلك  يجب أن تؤخذ هذه الخطوة إلى  الأمام  في ترويج  السياحة  للبلاد وبذل  الجهود أكثر فأكثر من أي وقت مضى .

ومن هنا أشار  الشيخ خضير أن  كهف صوف  عمر يعتبر من التراث  الطبيعي  وأن هذا  الكهف  الرائع  اكتشف  للمرة الأولى  في عام 1897من قبل  المستكشف الأمريكي آرثر دونا لد سون سميث حيث أكد  على أن الكهف هو أطول نظام  للكهوف  في إفريقيا. وأن الكهف  الذي يصل طول إلى1 ,15كيلومترا يقع في الشرق من منطقة  بالي  بإقليم أروميا.

ومن ناحية  أخرى  ذكرت صحيفة  الهرالد  الأثيوبية أن  كهف  صوف عمر أكتشف من قبل  الباحث أريك روبسون ، وهو فرنسي في عام  1967 وهو أطول  كهف  في إفريقيا  ولايمكن  الوصول  إليه وذلك بسبب نقص  وسائل النقل ويتكون الكهف  من شبكة  طويلة من السلاسل  الجبلية   تمتد  من الشمال إلى الجنوب ، والأخرى  من الشر ق إلى الغرب  ولدى الكهف 42 مدخل ،ولكن أربعة منها  تستخدم  للدخول  فقط وهي:

مدخلين  إلى قرية  المنبع ،واحدة إلى الشرق وأخرى  إلى الغرب ، وهناك مدخل  للسياح إلى مصب النهر  عند نقطة رجوع نهر وابي إلى مكان تشكيل الوادي الجاف  في المنطقة .

والمدخل  الثاني  مدخل  الضفة اليمنى للمصب للوصول  إلى الجزء العميق  من الجنوب،ويتدفق  نهر وابي ،عبر كهف يضفي  عليه  الجمال  الرائع ، وتضاريس  مذهلة ووفقا للأساطير ،فإن كهف صوف عمر  كان إسم رجل  مسلم  يدعى  الشيخ صوف عمر أحمد  الذي عاش في تلك  المنطقة ،وكانت بنته أبامكو ، “وهو  من الأسماء المحلية  لأبواب “كهف صوف عمر على التوالي .

وأما أحفاد أسرة الشيخ  فيعملون في أداء المدائح  النبوية  والمنظومات للطرق الصوفية  الإسلامية ،التي تقام  في تلك المنطقة  سنويا،ويعمل المواطنون  سنويا مهرجان  احتفالية مع المواكب الدينية  الإسلامية  الشاملة ووفقا  للمخطوطات  الإسلامية ،فإن احياء هذه المعتقدات وممارسة  العبادة  للأسلاف  مرعليها أكثر من نحو 1000سنة .

وعلم  أن الكهف  ساهم  بشكل  كبير  في الحفاظ على الغابات الأصلية الأمر الذي يجعل  البيئة  هناك خضراء و رائعة  وهناك بعض  الحيوانات  البرية مثل الديك ،وكودو ومختلف  القطط والوبر والسلاحف  العملاقة ، والثعابين  والسحالي  فضلا عن أكثر  من مائة  نوع من الطيور وغيرها  من أنواع  الحيوانات التي  تعيش  في  الغابات وقدساعد  ذلك في الحفاظ على موارد الغابات  في المنطقة  و الجو الملائم والأراضي الخصبة  في منطقة  بالي .

وخلاصة القول فإن قطاع السياحة  له تأثير كبيرعلى كافة قطاعات  الإقتصاد الأخرى ، حيث تتم الإستفادة منه مباشرة وينعكس  هذ التأثير على الإقتصاد والتكوين  الإجتماعي والبيئي ،وإن للسياحة  بشكل عام والسياحة الدينية بوجه الخصوص آثار مباشرة سواءعلى الإقتصاد الوطني  أوعلى الجانب الإنساني.

وعلى وزارة الثقافة والسياحة  الفيدرالية أن تبذل  الجهود أكثر فأكثر  وأن تعمل  بالتعاون مع مكتب الثقافة والسياحة لإقليم أوروميا،من اجل تسجيل  كهف  صوف عمر في قائمة  التراث العالمي للينسكو  كما أن المنحوتات الموجودة داخل الكهف تجذب  المزيد  من السياح إلى تلك المناطق من جميع أنحاء العالم .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai