التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدينية ضروري لضمان السلام الدائم في العالم

 

أكد وزير الدولة للسلام، خير الدين تيزيرا، على الحاجة إلى إنشاء منصة للزعماء الدينيين لتبادل أفضل الممارسات وتطوير مبادرة بناء السلام والإشراف البيئي.

جاء ذلك لدي انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للمؤسسات الدينية في أديس أبابا،الاثنين الماضي حيث جمع المؤتمر الذي استمر ليومين زعماء دينيين ومؤسسات دينية من مختلف البلدان لمناقشة القضايا الملحة وتعزيز التفاهم والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز السلام والكرامة الإنسانية والتنمية والحفاظ على البيئة، ومكافحة خطاب الكراهية والعنف وكراهية الأجانب في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم.

وفي حديثه بهذه المناسبة، قال وزير الدولة للسلام كيردين تيزيرا “إننا نقف عند مفترق طرق، وإن رياح التغيير تهب علينا، والتي تتميز بمناخ الأزمات، والتوق إلى مجتمعات حيث الكرامة الإنسانية والحقوق هي حجر الزاوية في السياسة والعمل.

وشدد على أنه في هذه المرحلة، يعد عمل الآباء الدينيين فيما يتعلق ببناء السلام وحماية البيئة أمرًا بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى، مشدداً على أن الآباء الدينيين خدموا على مدى أجيال كمرساة للسلام وتعزيز الحوار، مضيفًا أن “اليوم، قد يكون هذا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”، مع تحديات هائلة مثل أزمة المناخ والنزوح والصراع والجفاف على المستوى العالمي.

وفي خضم هذه التحديات، هناك أمل في بناء السلام الديني وهو طريقًا قويًا للمضي قدمًا، وشدد وزير الدولة على أنها السلطة الأخلاقية لسد الفجوة وتعزيز التعاطف وإلهام العمل الجماعي من أجل تأمين السلام المستدام.

تتمتع المجتمعات الدينية بقدرة فريدة على التحدث إلى قلوب الناس وعقولهم، وتعزيز التفاهم والتعاون بغض النظر عن الهويات العرقية والثقافية، وقال “دعونا ننشئ منصة للزعماء الدينيين لتبادل أفضل الممارسات والمعرفة الواسعة وتطوير مبادرة بناء السلام والإشراف البيئي”.

وأشار إلى أننا شهدنا القوة التحويلية للدين في بناء السلام، مضيفًا أن وزارة السلام اتخذت إجراءات مثالية، وإن مجلس الأديان الذي تم إنشاؤه يجمع الزعماء الدينيين من مختلف التقاليد لمواجهة التحديات الإنسانية، بما في ذلك قضية البيئة الحاسمة.

ووفقًا لوزير الدولة، فإن مبادرة البصمة الخضراء وهو برنامج لزراعة الأشجار على مستوى البلاد، تجسد العلاقة القوية بين بناء السلام الديني والعمل التنموي، وكان للقادة الدينيين دور فعال في تعبئة المجتمعات، والتأكيد على العلاقة بين البيئة الصحية والمجتمع السلمي، وشدد على أن “هذه المبادرة لا تكافح إزالة الغابات فحسب، بل تعزز أيضا الشعور بالهدف المشترك والمسؤولية الجماعية للمستقبل”.

ومن جانبه قال الأمين العام للمجلس المشترك بين الأديان في إثيوبيا القس تاقاي تاديلي ، إن المؤتمر سيوفر فرصًا لمناقشة القضايا الرئيسية التي تحظى باهتمام عميق لدى المجتمعات الدينية والتوصل إلى توصيات لتعزيز هذا الوئام بين الأديان والكرامة الإنسانية، البيئية والحفاظ عليها، وأكد عن التزام المجلس بتعزيز شراكته مع مختلف المنظمات الشريكة الوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز ثقافة السلام والحوار بين الأديان وحماية البيئة.

ومن ناحيته أعرب رئيس رابطة منتدى الأديان لمجموعة العشرين، البروفيسور كول دورهام، عن امتنانه للاجتماع معًا والاحتفال بالأفكار الدينية المركزية والوئام بين الأديان في إثيوبيا، وقال “نأمل أن تكون هذه المرة وقتًا لبناء العلاقات وتعزيزها، حيث نعمل جميعًا معًا لتحديد المبادرات التي يمكن أن يكون لها آثار عملية، مشيراً إلى أننا لا نسعى إلى الأفكار فحسب، بل إلى أفكار ذات التأثير.

وأوضح أنه باعتبارنا قادة أديان في مجموعة العشرين، فإننا ندرك عددًا من المجالات ذات الأولوية التي بدأت تظهر بالفعل، ونشير إلى المشاركة الأوسع في أسعار المواد الغذائية الناشئة، ومتابعة البرامج الناجحة بشأن المناخ والمخاوف البيئية الأخرى، “ونحن لا نحتاج فقط إلى تحديد أولويات سياسية محددة، ولكن بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مساعدة قادة العالم على فهم أن المشاركة مع المجتمعات الدينية هي في حد ذاتها أولوية أساسية تحمل المفتاح لتعزيز أهداف أخرى لا حصر لها.”

وقال المدير الإقليمي للمبادرة الدينية المتحدة لأفريقيا، موسي هايلو، إن الزعماء الدينيين يلعبون دورًا حاسمًا في بناء السلام وتحقيق أجندة 2063 لأفريقيا وأهداف التنمية المستدامة، وأضاف “في هذا العالم المنقسم والممزق بالصراعات، لا يمكننا أن نبقى كما نحن، وشدد على أننا بحاجة إلى المضي قدمًا في اتجاه جديد لنعيش بسلام دون تهميش البيئة وتدميرها.

وقال أننا بحاجة إلى أن نكون كذلك مواطنون عالميون مسؤولون ونقوم بدورنا بأفضل ما لدينا في بناء السلام الذي نريد رؤيته في العالم.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai