مسقل –عيد الصليب -كتراث عالمي تحتفل به البلاد

سفيان محي الدين

سيحتفل المسيحيون الأثيوبيون، الاسبوع القادم ، بعيد الصليب، والمعروف محليا بـعيد “مَــسْقَـــلْ” في ميدان الصليب وسط العاصمة أديس ابابا ؛ من خلال مهرجان كبير يقام بحضور حاشد على الصعيدين الشعبي والرسمي؛ تحتفل أثيوبيا ب “مسقل” أو عيد الصليب كل عام بصورة فريدة ومختلفة ، وتؤكد بهذا الإحتفال وحدة شعوبها، وإيمانها بغدها المشرق وموقفها الدائم من السلام.

و تم تسجيل هذا الإحتفال لدى منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون) منذ عام 2013، كأحد التراث العالمي غير مادي، وحسب موقع اليونسكو فإن تعريف التراث غير مادي يشمل التقاليد أو التعبيرات الحية الموروثة من أسلافنا والتي انتقلت إلى أحفادنا ، مثل التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والأحداث الاحتفالية والمعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون أو المعرفة والمهارات اللازمة لإنتاج التقليدية الحرف.

لا يقتصر الإحتفال بعيد مسقل فى” ساحة مسقل” فقط بل يشمل كافة مناطق اثيوبيا، حيث يتجمع المواطنون للإحتفال من خلال إيقاد “شعلة مسقل” ويتضمن الاحتفال الذي ، إيقاد شعلة كبيرة يطلق عليها “داميرا” وسط حشود كبيرة من المسيحيين، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، بحثا منهم عن إشباع روحي وسياحة نفسية من خلال سماع الترانيم والتراتيل الدينية.الخاصة بهم والتجمع للتسامر وإنشاد ترانيم الكنيسة وأكل ماطاب ولذ من الأطعمة التقليدية الأثيوبية.

الإحتفال الروحي بمسقل يعمل على إدخال التسامح والتراحم بين أبناء الوطن الواحد بمختلف الأعراق والتنوع الثقافي وكذلك إلى نبذ التعصب والكراهية، وهو دعوة متجددة الى إعادة رتق النسيج الإجتماعي فى اثيوبيا من خلال التجمع والوحدة حيث يشهد عودة أهل المدن الى اهلهم فى الريف لقضاء عطلة العيد محملين بكل نفيس.

تجدر الإشارة، إلى أنّ “مَــسْقَـــلْ”، هي كلمة تعني باللغة الأمهرية “الأم”، ولكنها تترجم إلى “عيد الصليب” بمراعاة الجذور التاريخية لهذا العيد، الذي يعود إلى رؤيا رأتها الملكة القديسة هيلينا، التي قالت إن الوحي جاءها في المنام وأمرها بإشعال نار كبيرة في العراء سينتشر على إثرها الدخان في السماء ثم يعود إلى الأرض ليحدد بدقة مكان الصليب الأصلي، فأمرت كل سكان مدينة القدس بجمع كميات كبيرة من الحطب دلت حسب اعتقاد المسيحيين الإثيوبيين على مكان الصليب الأصلي.

كما أنّ السر في الأهمية العظمى التي توليها الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بهذه المناسبة الدينية بالذات، يعود إلى أن هناك اعتقادا يفيد بأن أجزاءً من الصليب الأصلي الذي تم اكتشافه بواسطة رؤيا هيلينا وصلت عن طريق مصر إلى أثيوبيا، وأنها لا تزال موجودة عند قمة جبل “أمبا غَـشَنْ” في إثيوبيا الذي يعتبر من المزارات الدينية المهمة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *