السفيرة المغربية: نؤكد على وحدة المجتمع الأثيوبي

*افتتاح المعرض الصورالفوتوغرافي بعنوان “إثيوبيا بعيون الدبلوماسيين”

عمر حاجي

أديس أبابا(العلم) افتُتح رسميًا المعرض الفوتوغرافي بعنوان “إثيوبيا بعيون الدبلوماسيين” في فندق حياة ريجنسي بأديس أبابا. ويُعدّ هذا المعرض مبادرة تعاونية بين أعضاء السلك الدبلوماسي والنادي الثقافي، بالشراكة مع وزارة الخارجية الإثيوبية. وقد نظّم المعرض تحت شعار “معًا احتفاءً بالتنوع والوئام”.

ويضمّ صورًا آسرة التقطها الدبلوماسيون خلال زياراتهم الميدانية في أنحاء إثيوبيا. وسلطت هذه الصور الضوء على التراث الثقافي الغني للبلاد، ومناظرها الطبيعية المتنوعة، وروح الوئام التي يتميز بها شعب إثيوبيا. وتدار هذه المبادرة بشكل مشترك من قِبل سفارة المملكة المغربية، بالتعاون مع سفارات رومانيا والبرازيل وكندا وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وممثلية اليونيسكو في إثيوبيا. وستُخصص عائدات بيع الصور لدعم الفنانين الإثيوبيين الشباب الواعدين.

وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية، السفير برهانو تسيجاي، في كلمته المعرض، بأنه تكريمٌ صادقٌ لإثيوبيا من قِبل أعضاء المجتمع الدبلوماسي الدولي الذين جعلوا من البلاد وطنهم الثاني. وقال: إن مساهمتكم تعكس الروابط العميقة التي يمكن أن تزدهر بين الأمم والشعوب من خلال الخبرات المشتركة والاحترام المتبادل.

وأكد السفير برهانو، على أن إثيوبيا ليست مجرد أرض حضارات عريقة ومناظر طبيعية خلابة، بل هي أمة تتميز بمرونتها النابضة بالحياة، مشيرا إلى هذا المعرض يدعونا إلى رؤية إثيوبيا فحسب، من خلال عدسات الدبلوماسيين، ولكن من خلال وجهات نظر الأصدقاء. كما سلّط الضوء على الدور البارز لأديس أبابا على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أنها تُصنّف ثالث أكبر مركز دبلوماسي في العالم، بعد نيويورك وجنيف. وبصفتها مقرًا للاتحاد الأفريقي ومقرًا للعديد من المنظمات الدولية، فإن أديس أبابا لا تُعدّ عاصمةً سياسية فحسب، بل تُعدّ أيضًا مركزًا ثقافيًا وفكريًا.

كما أشاد وزير الدولة بالتحول المستمر في المدينة، مشيرًا إلى مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل مبادرة تطوير الممر الحضري، التي تُسهم في بروز أديس أبابا كمدينة ذكية ونظيفة وخضراء، معبرا، عن امتنانه لجميع الجهات المعنية التي ساهمت في تنظيم المعرض وإدارته.

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة، مع سعادة السفيرة، نزهة علوي محمد سفيرة المملكة المغربية لدى إثيوبيا وعميدة سفراء الدبلومايين العربي، حول هدف المعرض وأهميته أيضا؟. وقالت: إن هذا المعرض ينبثق من مبادرة أخذناها كسفارات، مع بعض السفارات، مثل سفارات رومانيا، المغرب، الإمارات، البرازيل، كندا، وتمثيل اليونيسكو هنا بأديس أبابا، لكي نبرز جمالية البلاد، ونبرز أيضا للمشاهد الإثيوبي والسلطات الإثيوبية تجربة الدبلوماسيين في إثيوبيا.

ومن خلال الصور الفوتوغرافي ستجدون صور احتفاليات دينية ومناظر خلابة، وأوقات جميلة على مستوى المجتمع الإثيوبي. فأردنا من خلال هذه المبادرة، وليس أن نبرز حياتنا كديبلوماسيين هنا بأديس أبابا فحسب، بل أن نعطي أيضا، ما تستحقه من إهتمام واحترام وتبجيل للثقافة الإثيوبية والمجتمع الإثيوبي. بحيث أن المجتمع الإثيوبي بقدر ماهو مختلف في التنوع الثقافي والعادات، والتقاليد والمعتقدات، ولكنه واحد. وأردنا أن نؤكد على وحدة المجتمع الإثيوبي في داخل إطار واسع جدا، من حيث الثقافات والديانات والتسامح والاستقرار في البلد، وأصبح بلدنا الثاني وهو إثيوبيا.

حول ما مدى الترابط بين العلاقات الثنائية وبين الشعبين الإثيوبي والمغرب العربي..؟

قالت سعادة السفيرة نزهة: إن هناك قواسم كثيرة مشتركة بين شعب المغرب والشعب الإثيوبي، أولا، وقبل كل شيئ نحن أفارقة، وهذا نقطة مهمة جدا، ثانيا، على الرغم من البعد الجغرافي ما بين البلدين، هناك قواسم اجتماعية وثقافية ودينية بحكم الحضارات الإثيوبية، لأن لها حضارة 3000 سنة، وتاريخ،  بالإضافة إلى أن الحضارة المغربية لها 1200 سنة، وتاريخ.

وأكدت السفيرة أيضا، على أن الحضارات العريقة والقديمة دائما تلتقي، ودائما تكون مع بعض، وتحس دائما بما فيه قرابة ما بين البعض، وهذا شيء. والشيء الثاني، أن الاحتفاء بالضيوف بالآخر لدينا قواسم مشتركة أيضا، في المجتمع الإثيوبي وفي المجتمع المغربي. ونحتفي كثيرا بالضيوف، ونحتفي كثيرا بالغرباء، ونخليهم يحسوا بأن البيت بيتهم والبلد بلدهم، وهذا قاسم مشترك أيضا ما بين البلدين.

سعادة السفيرة، كيف تقيم دور تعزيز المعرض الثقافي في النمو الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وخاصة في مجال السياحة؟

قالت سعادة السفيرة نزهة:-شوف سيدي الكريم-: إن هذا المعرض له دلالات كثيرة، ودلالات دبلوماسية. وفوق ذلك، كله عنده دلالات على المستوى السياحي والثقافي وعلى المستوى الإعلامي أيضا. وعندما نرى هذه الصور في إثيوبيا ليس في أديس أبابا فحسب، بل في إثيوبيا ككل، قد أخذت من طرف الدبلوماسيين. وهذا ينفي كل النفي بأن إثيوبيا مغلوقة، بل أنها مفتوحة. وليس مفتوحة لإثيوبيا فقط، بل للسياح والدبلوماسيين، فهذه رسالة قوية لا للسلطات الإثيوبية أوالإخوة الإثيوبيين، بل للعالم بأسره بأن هذا البلد، هو بلد جميل، وعنده طاقات كبيرة جدا، وهائلة في الميدان السياحي، وبلد مفتوح للجميع.

هل هذا المعرض قد نظم للمرة الأولى أم لا؟

قال سعادة السفيرة المغربية: إنه للمرة الأولى التي ننظم المعرض من هذا القبيل في إثيوبيا، وأول مرة اجتمع الدبلوماسيون والسفارات على مشروع مشترك لإبراز جمالية إثيوبيا من خلال عيون الديبلوماسيين بالتنسيق والإشتراك مع وزارة الخارجية الإثيوبية.

ومن جهة أخرى، قالت الفنانة، السيدة أفراح غالب اليمنية المولدة في إثيوبيا، في مقابلة معها أيضا، حول أهمية المعرض الفوتوغرافي؟ “أنا أشتغل بفن الخط العربي والإسلامي، بالإضافة إلى التصوير، والتصميم الفوتوغرافي،: إن هذه المبادرة الدبلوماسة لعرض المعرض الفوتوغرافي الإثيوبي جميل جدا في الحقيقة، وأعجبني وقد أخذ الدبلوماسيون الصور من مناطق مختلفة في إثيوبيا، وهي فكرة جميلة وحلوة ومبدعة.

هل يمكن أن يكون المعرض الفوتوغرافي هذا مصدر دبلوماسية تساعد في تحسين العلاقات بين العالم العربي والإسلامي؟

قالت السيدة أفراح: ” أنا كفنانا أحب إثيوبيا كثيرا لأن ولدت هنا، وحقيقة، فإن إثيوبيا صارت معروفة لدى العالم من ناحية الفن، وهناك حاجة إلى تشجيعات ودعم في هذا القطاع من الحكومة لتطويره أكثر. وقد كان الفن الإثيوبي مشهورا عالميا منذ زمان، ولكن خلال السنوات العشر أو خمسة عشر الماضية قد تراجع”، لذا، نحن نحتاج إلى دعم وتشجيع الفنانين. وكلنا نعمل كفنانين في حاجات تبرز إثيوبيا.

فيما يتعلق بدور ربط المعرض الفوتوغرافي بربط إثيوبيا بالعالم العربي؟

قالت السيدة أفراح، إن الفن دائما له دور كبير في ربط أي بلد مع العالم، وبكامل إتجاهاته، مشيرة إلى أنا أصمم الموسيقى الإثيوبي والإفريقي بشكل عام، لأني بدأت بالتصوير الإثيوبي والإفريقي، ومن ثم إنطلقت إلى الفن العربي والإسلامي.

كيف رأيت استضافة إثيوبيا للاجئين اليمنيين؟

قالت السيدة أفراح: إنه صراحة أفضل بلد استضاف اليمنيين، مؤكدة على أن العلاقة اليمنية مع إثيوبيا جيدة وقوية وطيبة.

وهكذا، فإن هذا المعرض سيظل مفتوحًا أما الجمهور من 13 إلى 25 يونيو الجاري 2025 م.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai