انتقال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال لا ينبغي أن يؤدي إلى حالة من عدم اليقين

 

 ليس من المبالغة إذا قلنا أن أي دولة لا تضاهي إثيوبيا فيما يتعلق بالتضحية بالأرواح التي دفعت لضمان السلام الدائم والاستقرار في الصومال.

إن هذا العمل الفاضل الذي تم إنجازه بنجاح لم يكسب إثيوبيا الشهرة والتقدير فحسب، بل سمح لها أيضًا بالتميز كحل سريع للمشاكل في المنطقة.

ولا يمكن إنكار أن إثيوبيا عملت كثيرًا ولعبت دورًا رئيسيًا في وقت الحاجة في الصومال عندما انهارت حكومة سياد بري وفشلت البلاد في الوقوف على قدميها كأمة.

وأن الحكومة الإثيوبية، التي تراعي احتياجات الدول الأخرى في المنطقة في مجال الأمن، نجحت في إضعاف حركة  الشباب الإرهابية التي تشكل تهديداً في المنطقة.

ومن الواضح أن الحكومة الإثيوبية التي تدعو إلى السلام لا تنوي نشر قواتها هناك إلى أجل غير مسمى.

ولهذا السبب كانت تدرب الميليشيات التي يمكنها أن تتولى بنفسها تعزيز الهدوء الذي اكتسبته البلاد بشق الأنفس والصومال مدين لها بذلك.

المشكلة الآن ليست انسحاب قوات حفظ السلام الإثيوبية من  الصومال,بل إنها تتلخص في يقظة البلاد وقدراتها العسكرية على منع العدوان المتقطع من جانب حركة الشباب المتطرفة في المنطقة وهذه قضية تثير قلق كل أولئك الذين يريدون السلام الحقيقي في شرق أفريقيا.

و يخضع دور إثيوبيا الودي الجدير بالثقة في حفظ السلام لاختبار صعب والآن، يتعين على بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال أن تتنازل عن مكانها لبعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال.

و أكد وزير الخارجية الإثيوبي تاي أتسكي سيلاسي أن انتقال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال لا ينبغي أن يؤدي إلى حالة من عدم اليقين والفوضى الهائلة في القرن الأفريقي.

ونشر وزير الخارجية تاي على منصة  X: “دعونا نكون واضحين في أن انتقال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال لا ينبغي أن يؤدي إلى حالة من عدم اليقين والفوضى الهائلة في القرن الأفريقي”.

وأضاف الوزير أن الأهم من ذلك أنه لا ينبغي أن يقوض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ضد أخطر الجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية.

ومن جانبه صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن إثيوبيا تراقب بيقظة التطورات في منطقة القرن الأفريقي التي قد تهدد أمنها القومي.

و قال مكتب المتحدث الرسمي في بيان صحفي أصدره الاربعاء الماضي حول الوضع الحالي في القرن الأفريقي، إن إثيوبيا تشعر بالقلق من أن الانتقال من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال إلى بعثة دعم السلام الجديدة محفوف بالمخاطر على المنطقة.

وأشار البيان إلى أنه بينما يستعد الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لهذا الانتقال، تدخل المنطقة في اتجاه مجهول.

وقال ان الدعوات المتكررة من إثيوبيا والدول المساهمة بقوات أخرى لم تؤخذ على محمل الجد. ومن المتوقع أن تتجاهل إثيوبيا التصريحات العدائية والمحاولة المستمرة لتقويض تضحيات قوات الدفاع الإثيوبية.

وأضاف البيان أن إثيوبيا لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ جهات أخرى تدابير لزعزعة استقرار المنطقة“.

وأشار إلى أن إثيوبيا تراقب عن كثب التطورات في المنطقة التي قد تهدد أمنها القومي، وأكد المتحدث أن إثيوبيا عملت بلا كلل من أجل السلام والأمن في الصومال والمنطقة، من أجل النمو المشترك، ورعت الروابط الوثيقة بين شعوب المنطقة.

كما شاركت إثيوبيا في مناقشات ميسرة لحل الخلافات مع حكومة الصومال.

وأكد البيان أن “تقدما ملموسا تم إحرازه في هذه المحادثات. وبدلاً من متابعة هذه الجهود من أجل السلام، تتواطأ حكومة الصومال مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة“.

كما حث البيان جميع المسؤولين عن إعداد وتفويض بعثة دعم السلام الجديدة على مراعاة المخاوف المشروعة لدول المنطقة والدول المساهمة بقوات.

وشدد البيان على أن القوى التي تحاول تأجيج التوتر لتحقيق أهدافها قصيرة الأمد والعقيمة يجب أن تتحمل العواقب الوخيمة، وشدد البيان على أن إثيوبيا لا يمكنها التسامح مع هذه الأعمال التي تعرض للخطر المكاسب التي تحققت ضد الجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية.

كما أكد مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية التزام إثيوبيا بالحل السلمي للخلافات والعمل مع شعب الصومال والمجتمع الدولي لتجنب المخاطر التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة.

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai