عمر حاجي
أديس أبابا (العلم) إن تاريخ العلاقات الإثيوبية ودولة جنوب السودان ترجع إلى عمق العلاقات السياسية والإجتماعية بين البلدين، وتصل إلى أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، ولعل أبرز سبب هذه العراقة في هذه العلاقة هي الحاجة المشتركة لنهر “أباي” النيل، ولا تزال مستمرة إلى يوم هذا.
وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة (العلم) مقابلة حصرية مع السيد بول أندرو ويو رياك، رئيس أرباب العمل لجمهورية جنوب السودان على هامش مؤتمر منظمة العمل الدولية لتنمية النمو المدن، وتوظيف العمالة في القارة الإفريقية.
ماهي اهداف هذا المؤتمر، وأهميته..؟
قال السيد بول أندرو، جمهورية جنوب السودان: “إننا جئنا هنا للمشاركة في المؤتمر الإقليمي لمنظمة العمل الدولية، وهو خاص بالناس الذين يشتغلون ويعملون في الحاجات التي تخص العمل. وأما أهمية هذا المؤتمر بالنسبة للقوى الإقليمية والإفريقية، طبعا هو يهتم بتنمية المدن في القارة الإفريقية، حيث إن هذا المؤتمر يعقد بعد كل سنتين. وكان قد عقد قبل السنتين في كيغالي برواندا. وأما الهدف منه، هو تتبادل الناس المعرفة، وكل واحد منا يتطلع إلى الآخر، وكيف يعمل بشأن المدن، وهذا كله من أجل لتطوير وتنمية مدننا، وتكون مدنا قابلة تستقبل الناس تستطيع وتقدر تشغل الناس ويستطيع الناس العمل ويعيش أبناءه.
وأما بالنسبة للإجتماع الذي عقد قبل عامين في كيغالي، هو مراجعة مدى تطبيق هذا المجتمع خلال السنتين الماضيتين. ويقيم هذا المؤتمر مدى تطبيقه على أرض الواقع. لأن كل مؤتمر ينتهي بالتوصيات التي يستطيع الناس يعمل على أساسه. وأنه تم إنجاز بعض منها، وإذا لم تستطيع الإنجاز كله، فيكون هذا المؤتمر يقوم بتدريسه حول عدم إنجازه وما العوائق التي واجهته ويتخذ التوصيات التي أخذناها في كيغالي
وأكد السيد بول، على أن كل دولة تقدم ورقة دراسة وبحث حول أعمال نفذته كل دولة، وكيفية إنجازها، وما هي الحاجات التي تقوم به في تنمية المدن وتوظيف العمالة. وهنا جزء من الأعمال قد نفذت حسب ما إطلعنا من خلال الأوراق التي عرضت لنا وقدمت في المؤتمر،
طيب ما هي توقعاتكم من مخرجات هذا المؤتمر لتطوير وإثراء تنمية المدن وتوظيف العمالة؟
وتطور العمالة والتبادل الخبرة بين العالم أنا قمت بعدة زيارات لأديس أبابا من قبل، وأول مرة أنا جئت هنا، كان في عام 2013م، لكن أن شكل المدينة اليوم لم يكن نفس الشكل الذي رأيتها في 2013 ولهذا، فأنا أرى بأن هنا تغير وتطور موجود. وقد كانت البيوت أو المنازل السكنية وغيرها كان غطاؤها أو السقف بالزنكي وكانت هناك مباني قديمة. أما الآن أنا أرى وأشوف عمارات شاهقة وكبيرة.
وهذا ما يؤكد بجد، على أن هذا العدد الهائل من العمارات تعزى إلى أن هناك توظيف عدد كبير من الناس. وأن هذا دليل على تنمية العمالة وعملية تشغيل المواطنين. وقد استطاعوا بتشييد شوارع المدينة بأسلوب متطور جدا، وأصبحت المدينة متطورة جيدا. وهذا كله يؤشر أيضا إلى وجود وتوظيف العمالة، لأنه بدون وجود عمالة لا يمكن ان أرى هذا التقدم والتطور الكبير الذي حصل في إثيوبيا.
كيف تقيم العلاقة الإثيوبية وجنوب السودان؟
وقال السيد بول أندرو: طبعاً، إن جمهورية جنوب السودان شقيق مع إثيوبيا، وبينهما علاقات قوية في جميع النواحي. وهذه العلاقة متقدمة ومتطورة وشديدة من وقت لآخر. ويمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر من ضمن الحاجات الكبيرة الحاصلة الآن بين البلدين الشقيقين والتي ذكرتها سابقا عن الممرات والطرق. فإن دولة إثيوبيا إنخرطت مع دولة جنوب السودان في توسيع طرق بين البلدين الذي تم التوقيع عليه حيث يتضمن بناؤه عبر حدود يصل طول 220 كيلومترًا في مايو العام الماضي، والذي يربط مع جنوب السودان، وسيصل إلى حد غرب إفريقيا، وتصل تكلفته إلى 738 مليون دولار أمريكي. وذلك، من أجل ربط البلدين برا.
وقال السيد بول: إن هذا الشارع الذي تقوم به الحكومة الإثيوبية نفسها بقروض ميسرة تدفعها يظهر على أساس روابط قوية بين البلدين. وإنه سيكون شريان حياة يربطنا الذي هو بحاجة ماسة على النطاق الإقليمي. وهو يؤدي إلى حرية الحركة للناس الذين يريدون التحرك بكل حرية. ويمكن البلدين من أن يكون زي البلد الواحد في مجال التجارة بين البلدين وفي كل الحاجات. مضيفا أنه لو مشيت إلى جنوب السودان تحس، وترضى، وتشوف نفسك كأنك في إثيوبيا. وهناك كثير من الإثيوبيين قاموا بتشييد الفنادق وشغالين في التجارة وشغالين في حاجات كثيرة جدا.
وقال السيد بول: إن هذا المشروع يهدف أيضا، إلى زيادة الاتصال وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين يشتركان في الحدود. وأن المشروع يشير إلى التعاون المتطور والشراكة ذات المنفعة المتبادلة بين إثيوبيا وجنوب السودان، والترابط المتزايد بين مجموعة شرق أفريقيا التي ينتمي كلا البلدين إلى عضويتها.