المدير القطري لمنظمة العمل الدولية يشيد بنهج إثيوبيا في تحقيق استقرار أسواق العمل

*منظمة العمل الدولية تسعى إلى اتخاذ إجراءات جريئة حول التوظيف في أفريقيا

 

عمر حاجي

‎ أديس أبابا (العلم) بدأ المؤتمر القاري لمنظمة العمل الدولية للدورة العشرين، والذي عقد تحت شعار “مجتمع مرن وبيئة صحية مع مبرامج الاستثمار الذي يحقق أقصى استفادة من الموارد البشرية.

‎ويتم بناء هذا المجتمع من خلال مشاريع البنية التحتية التي تستخدم الموارد البشرية على نطاق واسع، والحفاظ على التوازن بين الموارد البشرية واستخدام التكنولوجيا، وزيادة الفوائد الاجتماعية والأثر الإيجابي لبناء البنية التحتية. ‎وكذلك التنمية الحضرية الخضراء والشاملة.

وركز المؤتمر على خلق فرص العمل والتنمية المستدامة وحلول حماية المناخ. ‎ومن المتوقع أن يجمع هذا المؤتمر صناع السياسات، ومنظمات أصحاب العمل والعاملين، وخبراء التكنولوجيا الموجهة للعمال والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية. بالإضافة إلى تحسين حياة ملايين المواطنين بخلق الآلاف من فرص العمل.

‎وتم تنظيم المؤتمر من قبل وزارة التنمية الحضرية والبنية التحتية، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وإدارة الطرق الإثيوبية. وسيستمر من 11 إلى 15 مايو 2017 بالتقويم الإثيوبي. ومما تجدر الإشارة إليه، عقد هذا المؤتمر بعد عامين، حيث عقدت الدورة التاسعة عشر في كيغالي برواندا قبل عامين.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم البرلمان الإثيوبي، السيد تاجيسي تشافو، الذي كان ضيف شرف في حفل الافتتاح: إن الحكومة الإثيوبية تنفذ برامج مختلفة لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة وعدم المساواة الاجتماعية. موضحا، أنه تم تحقيق نتائج عديدة. وقال: إن هذا يشمل ضمان الشمولية والوصول إلى العمل.

‎وقال رئيس المجلس: إن بلاده تمكنت من خلق آلاف فرص العمل بالإضافة إلى تحسين حياة ملايين المواطنين من خلال برامج التنمية المختلفة. وقال: إنه من خلال تنفيذ برامج البصمة الخضراء وتوسيع البنية التحتية، من الممكن خلق بيئة معيشية مريحة للمواطنين، مشيرا إلى أن برنامج التنمية المستمرة لم يحسن حياة الملايين من المواطنين فحسب، بل خلق أيضا الآلاف من فرص العمل. ‎وهذا النجاح يعكس الالتزام الكبير من جانب الحكومة والشعوب الإثيوبية.

وقال رئيس البرلمان: إنه يتعين بذل مزيد من الجهود لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل وخلق فرص العمل. ودعا إلى اتخاذ إجراءات جماعية وخاصة في البلدان النامية، من خلال تحديد الاستراتيجيات الرامية إلى معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والدعوة إلى هذه الاستراتيجيات. مؤكدا على أن هذا المؤتمر يوفر فرصة لانتشال ملايين المواطنين من براثن الفقر من خلال التأثير على الحقائق الحالية وتشكيل الحلول المستقبلية.

ومن جانبها، أوضحت السيدة شالتو ثاني في تصريحات لها لوسائل الإعلام: إن تطوير الممر يجري في 65 مدن إثيوبيا، مشيرة إلى أن ذلك، أدى إلى تحسين خلق فرص العمل وتحسين ثقافة العمل. وأن تطوير الممرات الحضرية يتجاوز الجمال، وإنه يعمل على تشكيل جيل يسمح للمواطنين بالتحرك بحرية في محيطهم. وقالت: إن الأماكن التي كانت في السابق رمي قمامات أو نفايات تحولت إلى مراكز ترفيهية.

‎ واضافت: إن ذلك يمكّن من تقديم خدمات سريعة وفعالة للمواطنين من خلال تعزيز بناء المدينة الذكية. مؤكدة على إن إثيوبيا نفذت العديد من الإصلاحات الاقتصادية خلال السنوات الماضية من التغيير، وأنه يتم العمل على العديد من الخيارات الاقتصادية في خمسة قطاعات، مشيرة إلى أنه تم الاهتمام بالزراعة والصناعة، وتنمية التعدين، والسياحة وغيرها.

وقالت الوزيرة: إن مشاريع تطوير البنية التحتية الشاملة التي يتم تنفيذها تأخذ في عين الاعتبار سلامة المواطنين. بالإضافة إلى أن خلق فرص العمل للمواطنين أولوية الحكومة. كما تم تنفيذ أنشطة حماية البيئة .

‎وقالت السيدة شالتو: إن إثيوبيا ستقدم هذه الخبرات للمشاركين، مشيرة إلى أن المؤتمر يعد منصة قارية يوفر تبادل الخبارات، وهدف إلى خلق فرص عمل للمواطنين من خلال تعزيز البيئة الصحية للمجتمع. ‎مع العلم أن العديد من الفعاليات الدولية تجري في إثيوبيا.

ومن جانبه قال السيد خومبولا ندابا، المدير القطري لمنظمة العمل الدولية في إثيوبيا وجيبوتي والصومال والسودان وجنوب السودان، والممثل الخاص لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا إن هناك ضرورة بذل جهود جماعية لمعالجة بطالة الشباب وتوسيع الفرص الاقتصادية.

واستشهد السيد خومبولا، بالنمو الذي تقوده البنية التحتية في إثيوبيا كنموذج يُحتذى به، مشيرًا إلى أن تنمية كثيفة العمالة عززت خلق فرص العمل، بينما تحسنت أعداد الوظائف في المناطق الريفية، ومع ذلك، لا تزال البطالة في المناطق الحضرية مشكلة تتطلب مزيدًا من التدخل. مؤكدا، على أن العمل اللائق هو الأساس. وعندما نوفر فرص العمل، نريد ضمان توافقها مع مبادئ العدالة الاجتماعية.

وأشاد السيد خومبولا، بنهج إثيوبيا في تحقيق استقرار أسواق العمل، حيث يُنظم القانون التوظيف وتُدار النزاعات من خلال المشاركة بدلاً من الصراع. ومع ذلك، أقر بضرورة الاهتمام بهياكل الأجور والمزايا، وحثّ على مواصلة الحوار لضمان ظروف عمل عادلة، مشيرا إلى إلتزام إثيوبيا بحل قضايا العمل بشكل تعاوني.

وأشار السيد خومبولا، إلى أن المؤتمر يجمع ممثلي قطاع الأعمال والعمال لاستكشاف استراتيجيات خلق فرص العمل، والنمو الاقتصادي، والحماية الاجتماعية في جميع أنحاء أفريقيا، مؤكدًا على التزام منظمة العمل الدولية بالتنمية القائمة على التوظيف. وقال: إنه ينبغي للدول تعزيز خلق فرص العمل من خلال التركيز على تطوير البنية التحتية. ‎

منوها إلى أن أفريقيا تعاني من مشكلة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وقال: إن حل هذه المشكلة يتطلب زيادة فرص العمل والنظر في الخيارات الاقتصادية المختلفة. ‎مؤكدا على أنه من الضروري خلق علاقات جيدة بين أصحاب العمل والموظفين. إننا بحاجة إلى النظر في وضع الأجور في إثيوبيا والمنطقة،  وقال المشاركون في المؤتمر إنهم بحاجة إلى التوصل إلى حلول لحل المشكلة. ‎كما أنه ينبغي إعادة النظر في هيكل الرواتب والمزايا.

من جانب آخر، حث رئيس البرلمان الإثيوبي، الدول الأفريقية على التكاتف وبذل الجهود على عمل جماعي في التحديد والاتفاق على استراتيجيات فعالة، مؤكداً على أهمية تعميم النهج كثيف العمالة في جهود التنمية الاقتصادية الوطنية والمحلية مشيرا إلى تجربة البلاد حيث تم تنفيذ خطط التنمية المتعاقبة لإثيوبيا، وإصلاحات وسياسات وبرامج واسعة النطاق لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحًا، مثل الفقر والعمالة والاختلالات الاجتماعية وغيرها.

ومن جانبه، قال السيد جيلبرت ف. هونغبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: إنه على الرغم من التقدم المحرز في العديد من المجالات، لا يزال الحصول على عمل منتج ولائق يمثل مصدر تحقيق ملح في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وقال: إنه لدينا القدرة على معالجة التحديات المترابطة المتمثلة في الفقر والبطالة وعدم المساواة.

وشارك في المؤتمر، وزراء ورؤساء مؤسسات وهيئات دبلوماسية من 33 دولة.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai