نفحات رمضانية  تجدد التوبة والإنابة والتقرب إلى الله

    *دور رجال الأديان في تعزيز السلام والإستقرار

تقريرسفيان محي الدين

من أعظم ما يتميّز هذا الشهر الفاضل ،أنّ الله جعل فيه  تتضاعف الأجور فيه لعباده المسلمين،وهو  الأمر الذي جعل بستانً، للعطاء والكسب، فقد قيل فيه أنّه قد خاب من أدرك رمضان ولم يغفر له، لما في ذلك الشهر الفا ضل  من كرمه ،ولما فيه من مغانم كثيرة على المرء أن يضع جهده في كسبها، وقد قال فيه الامام ابن القيم رحمه الله: وما في هذه المواسم الفاضلة هي إلّا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم هذا الشهر العظيم ومن أيامه وساعاته  وتقرَب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات الربانية ،وحول هذا أجرى مراسل صحيفة العلم مع الشيخ سلطان أمان رئيس مجلس العالي للشؤون الإسلامية  في مدينة أديس أبابا وجاء الحوار كالتالي: .

العلم : كيف كان  الأثيوبيون يستقبلون ضيف الرحمن ؟

وفي هذا الصدد قال الشيخ  سلطان أمان رئيس مجلس العالي للشؤون الإسلامية  في مدينة أديس أباباإن شهر رمضان شهركريم  وهوضيف الرحمن تستقبله  كل الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم  ونحن سعداء  وشرفاء ككونه ضيفا ،علينا نتشرف به  من ضيوف الرحمن  فلذلك  نحن موكلون للشعب المسلم  لعاصمة أثيوبياأديس أبابا، كمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية  ونحن نستقبل رمضان المبارك  بالتوبة والإنابة  والرجوع إلى  الله تعالي بالتوبة وبالعمل الصالح لأنه شهر الرحمة والمغفرة وشهر العتق من النيران ،وهذا الشهر  من ضيوف الرحمن  نحن نستقبله بأ ذهاننا  وبصدورنا،ونغسل قلوبنا بالإنابة والتوبة إليه وذلك عبر  كثرة الإستغفار والتوبة ، وكذلك أيضا  نستقبل رمضان بالوقوف  إلى جانب المساكين والضعفاء  والأرامل  والإيتام وذلك عبر التعاون والتكاتف بإفطارهم  “كما في الحديث  من فطرصائما كان له مثل أجره ،غيرأنه لاينقص من أجر الصائم شيئا رواه الترمذي ،واليوم كان عندنا إجتماع غفيرأكثر من 500من أعضاء مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية   في مسجد”طور هيلوش”أديس أبابا  بهدف توعية وتجهيز شعبنا وأئمتنا  لمساجد أديس أبابا لإستقبال شهررمضان المبارك  .

وأكد الشيخ على أن أعضاء المجلس والأئمة  المساجد قد  قبول منا توصية  شهررمضان المبارك بالإستعداد وبكل حفاوة بشهر  الرحمة وذلك بمد العون والمساعدة  المساكين والضعفاء والذين تضرروا بالكوارث الطبيعية  الذين يعانون  بالفقر وليس لديهم  طعام الإفطار  خلال نفحات الرمضانية .

العلم : ما الذي ينبغي أن يعمل الصائم  خلال  نفحات الرمضانية ؟

 وذكر الشيخ سلطان ينبغي على الصائم  المسلم أن يظل نهاره صائما وليله قائما وفي نهاره قراءة القران الكريم وليله قائما لأن القرءان الكريم  نزل في ليل من ليالي شهررمضان المبارك بقوله تعالي” شهر رمضان الذي أنزفيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه الخ ) هوشهر تفتح أبواب الجنان وشهر تغلق فيه أبواب النيران، وتصفد به الشياطنين ،وليس الصيام بترك الطعام والشراب بل أن تصوم  جوارحه وأن يبتعد الصائم عن جميع المحرمات  والمكروهات ، وأن يبتعد من الغضب  والغش والخيانة  والنميمة ، وأن يصون نفسه  جميع  نهاره ، وعليه أن يعمل عمل الفضائل  وعلى سبيل المثال  قيام الليل  بصلاة التراويح ، وتلاوة القرآن الكريم وإيقاظ أهله والعمل  بكل مايرض الله تعا لى.

العلم : مالذي ركز الرسول صلى الله عليه وسلم خلال نفحاة الرمضانية؟

فشهر رمضان المبارك هو الشهر الذي حمل اسم القرآن وهو الشهر المبارك فيه الذي نزل القرآن في أيّامه وقد روي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام كان يتدارس القرآن مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتدارسه في كل رمضان، وفي قراءة القرآن الخير الكثير لأهل الإيمان ومع حروفه العطرة وفي شهر الخير والرحمة الذي يفيض بالنفحات الإيمانية التي تتضاعف الأجر ففي كل حرف من حروف القرآن عشرات الحسنات والله يضاعف لمن يشاء..

وممّا روي عن السلف الصالح في شهر رمضان أنّهم كانوا اذا حلَّ رمضان انكبوا على قراءة القرآن ودراسته كما لو أنهم لم يدرسوه ولم يقرؤه من قبل، فقد كان لهم اجتهاد عظيم في قراءة القران في رمضان، فقد روي عن أنهم أكثروا من كثرة ختم القرآن فقد كان الأسود الدؤلي  يختم القرآن في رمضان كل ليلتين، وكان يختم في غير رمضان كل ست ليال، وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة، وكان الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ، قال النووي: وأما الذي يختم القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان، وتميم الداري، وسعيد بن جبير رضي الله ختمه في كل ركعة.

وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله  عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة..

قال ابن رجب: دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، فهنيئا للصائمين قارئي القرآن بنفحة القرآن الرمضانية

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشد مئزره وكان أجود مايكون  في رمضان المبارك  من ريح المرسلة وكان سخيا  وكان يعطي عطاء  من لايخشى الفاقة خلال شهر رمضان المبارك ..

 العلم : كيف  ترون التعايش السلمي في أثيوبيا ؟

وذكر الشيخ سلطان حول التعايش السلمي في أثيوبيا بأن أثيوبيا تتكون بعدة قوميات أكثرمن 80قومية حتى الآن ظلت ولاتزال مترابطة،ومتماسكة  ،ومتحاببة  سواء كانو ا المسلمين أوالمسيحيين  وتتعاون الأمة  وتتكاتف  في السراء والضراء، وتشارك في الأفراح والأحزان.

وأكد الشيخ  سلطان على  أن الشعب الأثيوبي يجب وأن ينبغي  التعاون  وبذل الجهودكل  الأثيوبييون   في الحفاظ حعلى الأمن  والسلام ، وأما من جانب الدين هناك  مايخص المتدين  فقط  ،وأما أمور الوطن للجميع  الحفاظ  على  الأمن  والسلام  ورعاية حسن الجواروتعزيز التعايش السلمي ، والتكاتف في مجال  الأنشطة الإنمائية  ،كما أن الحوار أولوية قصوى لمعالجة الأزمة السياسية والإجتماعية  في البلاد، وأ ن السلام هو الحياة للأجيال القادمة في جميع المُجتمعات وأن  العمل على تجنّب تَصعيد العُنف والصراعات وتأمين بيئة آمنة هو الأساس لتَنمية أي مُجتمع، في مُختلف القطاعات؛ إذ لا يُمكن تنمية أي دولة، وأي جيل، دون وجود مناخ آمن ومُناسب لذلك. يعتبر من أهم ما يُشجّع المواطنون والمحبون للسلام  وذلك المُبادرات المُختلفة والتنافس في الابتكارات التي تُسهم في تنمية المُجتمع في كل القطاعات، ودعم هذا المناخ وتشجيعه ولن يكون أي عمل إلاّ بوجود السلام والأمن؛ إذ لا يُمكن أن يتوجّه المواطنون للابتكار في ظروف الحرب، أو النزاعات المُسلحة، وغياب الأمن والإستقرار  في البلاد .

  وأشاد  الشيخ سلطان  على  أن دور تعزيز وحدة الشعوب  الأثيوبية  والإستقرار تلعب دورا لتقوية شوكة البلاد ووحد ة صفوف  الأثيوبيين ،كما تلم شعثهم وتجعلهم كياناوجسدا واحدا  على إختلاف أعراقهم  وأنسابهم  وألوانهم وأقاليمهم ،وأن الوحدة والتكاتف مطلب لجميع الأمة ، كماأن الإسلامي  ينادي إلى الوحدة والتكاتف  والتعاون كما قال تعالي ” وتعاونو على البر والتقوى  ولاتعاونوا على الإثم  والعدوان الخ…وبأن الإختلاف  يسبب الفشل ،كما قال تعالى(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) الخ(واعتصموا  بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) وفي الحديث لاترجعوابعدي كفارايضرب بعضكم بعضا ).

العلم : مادور رجال الأديان في تعزيز السلام والإستقرار ؟

يقول الشيخ  سلطان إن أديان السماوية  كلها  تأمر المجتمع في هذا الكون إلى السلام والسلم وعلى رجال الأديان ينبغي  أن يبذ لوا قصارى جهدهم  لتوعية المجتمع على  السلم  والسلام  والدعوة إلى الوحدة  والتماسك والحفاظ على أمن البلاد  لأن كلامهم  مسموعة  لدى المجتمع  وهم يلعبون  دورا بناءا في تعزيز السلام والإستقرار . ،كما كان يتعامل الرسول صلى الله عليه مع أديان الأخرى عبر السلم والسلام  سواءكانوا المسلمين  والمسيحيين  لأن الرسول صلى الله عليه وسلم  كان يستقرض من اليهود  وكذلك  كانت درعه مرهونة  لدي اليهود  ،وإنما يدل  التعامل السلمي والسلام ، ولذلك ينبغي  نحن  كأصحاب الأديان  توجيه الأمة إلى تعزيز إستتباب الأمن والسلام والإستقرار.

 العلم :ماهي أهمية  الإحتفال لمعركة عدوا  المجيدة والشهيرة  خلال هذه الأيام ؟

 وأوضح الشيخ سلطان إن معركة عدوة المجيدة  هي معركة  تاريخية سجل بها تاريخ العالم  ونعتز ونفتخر بها كل الأثيوبييون  وليس فحسب  بل كل الأفارقة السوداء وسجل تاريخ العالم  وكما شاركت جميع القوميات الأثيوبية  في سبيل الدفاع  والحفاظ لسيادة البلاد وهذه المعركة بالنسبة  للتكاتف  والإنتصار على الأعداء أظهرت  لنا مثل يقتدى بها في مجال التكاتف والتعاون وعلينا أن نأخذ خبرة من المحاربين القدمى  في مجال تعزيزحماية البلاد في المستقبل ،وعلينا أن نعمل  مثل ماعمل السابقون بالوحدة والتكاتف  لحماية  الحقوق الوطنية  والمواطنين على مستوى البلاد.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai