التعاون المتزايد بين اثيوبيا وايران

جوهرأحمد

تتمتع إثيوبيا وإيران بتاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية التي صمدت أمام اختبار الزمن. وقد استمرت هذه العلاقات الثنائية، التي تأسست في عام 1950، في التطور، حيث تسعى كلتا الدولتين إلى تعزيز التعاون الأقوى عبر مجموعة من القطاعات. وتمثل الزيارة الرسمية الأخيرة لرئيس البرلمان الإيراني السيد  محمد باقر قاليباف إلى إثيوبيا علامة فارقة مهمة في هذه الشراكة، مما يؤكد على الالتزام المتبادل بتعزيز علاقتهما.

وعند وصوله إلى مطار بولي الدولي في أديس أبابا، استقبل السيد  قاليباف بحرارة من قبل رئيس مجلس النواب الإثيوبي , السيد تاجيسي تشافو, ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية, السيدة بيرتوكان أيانو، من بين كبار الشخصيات الآخرين.وأظهر هذا الاستقبال الرفيع المستوى أهمية العلاقات التي توليها إثيوبيا لإيران.

كما التقى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الجمعة الماضي ، رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، والوفد المرافق له، في القصر الوطني بالعاصمة أديس أبابا.

جاء ذلك على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها الوفد الإيراني لإثيوبيا، بهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والبرلمانية بين البلدين.

خلال الزيارة، أكدت الدولتان التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز العلاقات بين برلمانيهما.

وأعرب رئيس مجلس النواب الإثيوبي السيد تاجيسي تشافو عن تفاؤله بشأن الزيارة، مؤكدًا على إمكانية تعميق التعاون بين البلدين. وسلط الضوء على العلاقات الدبلوماسية الطويلة الأمد والروابط الاجتماعية والثقافية التي شكلت العلاقات بين إثيوبيا وإيران على مدى عقود من الزمن.

وأكد السيد  تاجيسي على أن القيم والفرص المشتركة بين إثيوبيا وإيران تشكل أساسًا متينًا لتوسيع شراكتهما. وفي الوقت نفسه، أكد السيد قاليباف التزام إيران بتعزيز هذه العلاقات، معربًا عن ثقته في أن التعاون بين برلمانيهما من شأنه أن يسفر عن نتائج ذات مغزى لكلا البلدين.

وكانت المناقشات بين زعماء البرلمان الإثيوبي والإيراني واسعة النطاق، حيث غطت مواضيع اقتصادية وسياسية وثقافية. وأكد الجانبان على أهمية العمل معًا لتعزيز التنمية المتبادلة. وأعربا عن التزامهما المشترك ببناء شراكات قوية في مجالات رئيسية، بما في ذلك الزراعة والتكنولوجيا وتطوير البنية التحتية.

وتعتبر هذه القطاعات حاسمة لإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لعلاقاتهما الثنائية، وتمكين كل من البلدين من الاستفادة من نقاط القوة والموارد لدى كل منهما. كما برزت التجارة والاستثمار كموضوعين رئيسيين خلال الزيارة.

وتتمتع إثيوبيا وإيران بتاريخ قوي من التعاون في هذه المجالات، ويدرك كلا البلدين إمكانات المزيد من النمو. وأبدت الشركات الإيرانية اهتمامها بالقطاعات المزدهرة في إثيوبيا، مثل الزراعة والتعدين والتصنيع وتجهيز الأغذية.

خلال لقائه مع المسؤولين الإثيوبيين، سلط السيد قاليباف الضوء على التحول الملحوظ الذي شهدته إثيوبيا في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى مشاريع التنمية التي تنفذها كدليل على تقدم البلاد. ومن خلال الاستفادة من مواردهما وخبراتهما، تهدف إثيوبيا وإيران إلى خلق شراكة اقتصادية مفيدة للطرفين تساهم في ازدهارهما المشترك.

كما كان البعد الثقافي للعلاقات بين إثيوبيا وإيران نقطة محورية في الزيارة. فكلا البلدين يتمتعان بتاريخ وتقاليد غنية توفر فرصًا كبيرة للتبادل الثقافي والتعاون التعليمي. وإدراكًا لهذه الإمكانات، ناقش الجانبان سبل تعزيز الروابط بين الشعبين وتعزيز التفاهم وحسن النية بين شعبيهما. وتُعتبر مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز أسس علاقاتهما الثنائية وضمان استفادة الشراكة ليس فقط من الحكومات بل والمواطنين أيضًا.

كما تضمنت الزيارة مناقشات حول التعاون الدولي الأوسع، وخاصة في إطار التعاون بين بلدان الجنوب. وأعربت إثيوبيا وإيران عن التزامهما بالعمل معًا من خلال منصات مثل مجموعة البريكس، التي توفر منتدى للاقتصادات الناشئة للتعاون بشأن القضايا العالمية. وتؤكد هذه الرؤية المشتركة على توافق مصالحهما على الساحة الدولية وتصميمهما على لعب دور بناء في تعزيز التنمية والاستقرار.

كان أحد أبرز أحداث زيارة السيد قاليباف هوجولة الوفد في نصب انتصار عدوة، وهو معلم يرمز إلى انتصار الأفارقة  وصمودهم. ويخلد النصب ذكرى انتصار إثيوبيا التاريخي ضد القوات الاستعمارية في معركة عدوة في عام 1896، وهي لحظة ذات أهمية عميقة في التاريخ الأفريقي. وأعرب السيد  قاليباف عن إعجابه بتراث إثيوبيا الغني وصمودها، ورسم أوجه تشابه بين نضالات الشعبين الإثيوبي والإيراني في حماية سيادتهما واستقلالهما.

وقد تم التأكيد على التعاون الاقتصادي خلال اجتماع بين وزير الدولة للشؤون الخارجية الإثيوبي،السفير مسغانو أرغا، ووحيد جلال زاده، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية والبرلمانية والإيرانية في الخارج.واتفق المسؤولان على أهمية تعزيز العلاقات في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة، والتعدين، والتصنيع، والعلوم والتكنولوجيا، وتجهيز الأغذية، وإنتاج الأسمنت.

كما تعهدا بالعمل من خلال لجنة اقتصادية مشتركة لاستكشاف الإمكانات الكاملة لشراكتهما. ومن المتوقع أن يعمل هذا الإطاركمنصة لتحديد التحديات ومعالجتها،مع الاستفادة أيضًا من الفرص لتعزيزالتعاون الاقتصادي.

وامتدت المناقشات إلى استكشاف إمكانات التعاون التكنولوجي ونقل المعرفة. وفي حين تسعى كل من إثيوبيا وإيران إلى تحديث اقتصاديهما، فهناك مجال كبير للتعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والابتكار. ومن الممكن أن تكمل خبرة إيران في هذه المجالات جهود إثيوبيا لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، مما يخلق فرصًا للمشاريع المشتركة والشراكات.

وأن الالتزام بتعزيز العلاقات الوثيقة بين برلمانيهما يعكس اعترافًا أوسع بالدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات التشريعية في تعزيز التعاون الثنائي. ومن خلال تسهيل الحوار والتعاون بين المشرعين الإثيوبيين والإيرانيين، وتهدف الدولتان إلى ضمان أن تكون شراكتهما مبنية على التفاهم المتبادل والأهداف المشتركة.

 ومن المتوقع أن تساهم هذه الدبلوماسية البرلمانية في تطوير السياسات والمبادرات التي تعود بالنفع على البلدين. كما أعرب ر ئيسا البرلمان الإثيوبي والإيراني عن تفاؤلهما بشأن مستقبل علاقاتهما، مؤكدين على المصالح المشتركة التي توحدهما. وتشمل هذه المصالح الالتزام بالتنمية والاستقرار الإقليمي والتعاون العالمي. وأكد الجانبان على أهمية العمل معًا لمعالجة التحديات المشتركة والاستفادة من المنافع المتبادلة، مع التركيز على تحقيق نتائج ملموسة تعمل على تحسين حياة مواطنيهما.

 ومع استمرار إثيوبيا وإيران في تعميق علاقاتهما الدبلوماسية، فمن المتوقع أن يكون للشراكة آثار إيجابية على المنطقة الأوسع.

ومن خلال التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، تهدف الدولتان إلى تقديم مثال لكيفية مساهمة التعاون الثنائي في الاستقرار الإقليمي والتنمية. تعكس رؤيتهما المشتركة لشراكة أقوى وأكثر ترابطًا التزامًا ببناء مستقبل يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.

وتسلط زيارة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى إثيوبيا الضوء على القوة الدائمة للعلاقات بين إثيوبيا وإيران وإمكانية المزيد من التعاون. ومن خلال التركيز على التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي، تضع الدولتان الأساس لشراكة ليست مفيدة لهما فحسب، بل وأيضًا للمنطقة الأوسع. وبينما يعملان معًا لتحقيق أهدافهما المشتركة، تستعد إثيوبيا وإيران لتعزيز علاقاتهما وخلق إرث من النمو والازدهار المتبادل. من خلال التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، تهدف الدولتان إلى تقديم مثال لكيفية مساهمة التعاون الثنائي في الاستقرار الإقليمي والتنمية.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai