حظيت قوات حفظ السلام الإثيوبية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالتقدير جنبًا إلى جنب مع الرفاق من البلدان الأخرى المحبة للسلام لخدمتهم الفعالة في تعزيز السلام.
و حصلت قوات حفظ السلام الإثيوبية المنتشرة في جنوب السودان في إطار بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على ميداليات الأمم المتحدة لمجموعة متنوعة من المساهمات الرئيسية في جنوب السودان.
وأظهر جنود حفظ السلام الإثيوبيين إلى جانب قوات حفظ السلام الأخرى من جمهورية كوريا والهند، مساهماتهم في السلام في جونقلي ومنطقة بيبور الإدارية الكبرى في جنوب السودان، وفقًا لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
و في حين أن منح الأوسمة لقوات حفظ السلام النظامية قد يبدو إجراءً قياسيًا، إلا أنه عمل يحمل معنى عميقًا. لقد أثبت الخوذ الزرقاء الذين يتلقونها جدارتهم من خلال إظهار الإيثار والالتزام والتضحية، غالبًا في ظل ظروف صعبة.
وكان هذا، هو جوهر الرسالة التي ألقاها الفريق أول موهان سوبرامانيان، قائد قوة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في ثلاث مناسبات لتوزيع الأوسمة مؤخرًا في بور.
وكدولة، أظهرت إثيوبيا في جميع الأوقات فهمها الواضح للحاجة إلى تحمل المسؤولية والالتزام بإحلال السلام والاستقرار الدائمين.
وكما كانت تمارس منذ عقود، فإن مشاركتها النشطة والقوية تنبع من اعتقاد راسخ بأن السلام الدائم لا ينبع من دولة واحدة تعمل بمفردها و إن التعاون الصادق بين البلدان أمر إلزامي.
و تنشر إثيوبيا جيشها كقوات لحفظ السلام في إطار بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي منذ الخمسينيات أثناء الحرب الأهلية في الكونغو ومنذ ذلك الحين، شاركت بنشاط في بعثات في ليبيريا وبوروندي والسودان والصومال.
وبالاضافة الي ذلك شاركت بنشاط في حوار الوساطة من أجل السلام في القارة و بالإضافة إلى حوارات السلام هذه، استضافت إثيوبيا أيضًا منتديات وأحداثًا مختلفة تهدف إلى تعزيز مبادرات السلام وتعزيزها.
ومن بين هذه المبادرات منتدى طانا رفيع المستوى بشأن الأمن في أفريقيا و يجمع هذا المنتدى بين السلطات والموارد التي لها مصلحة في ضمان السلام والأمن في القارة وعلى مدار الأسبوع، أطلقت وزارة السلام بنجاح المؤتمر الدولي للسلام هنا في أديس أبابا.
و إلى جانب المشاركة العملية للدول في استعادة السلام تلعب مثل هذه الحوارات والمشاورات رفيعة المستوى أثناء وقبل اندلاع الصراع والاضطرابات دورًا مهمًا في ضمان السلام الدائم.
و لا ينبغي للحكومات والمؤسسات ذات الصلة أن تكون راضية عن نفسها بسبب وجود حالة سلمية مؤقتة. و في ظل التغيرات التي يشهدها العالم باستمرار والتي قد تؤدي إلى تضارب المصالح وهشاشة الأوضاع، فمن الحكمة أن نكون على أهبة الاستعداد والالتزام بالحيلولة دون وقوع أي عامل قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع المتقلبة.
ولذلك، فإن البلدان المحبة للسلام والحكومات والمؤسسات الأخرى المعنية بحاجة إلى المساهمة بنصيبها في ضمان السلام الدائم والاستفادة من مثل هذه الفرص أو الأماكن.
و إثيوبيا، إلى جانب جميع البلدان الأخرى المساهمة في بعثات حفظ السلام، لابد وأن تحظى بدعم قوي واعتراف قبل وأثناء مشاركتها في المناطق المتضررة من الصراع.
ومن الضروري أن نوفر لهذه الدول الموارد والتدريب والدعم الدبلوماسي اللازمين لتعزيز فعالية بعثاتها. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع المبادرات الرامية إلى تعزيز السلام المستدام ــ مثل تلك التي تستضيفها إثيوبيا بنشاط ــ ودعمها بشكل كاف.
ومن خلال الاستثمار في هذه التدابير الاستباقية، يمكننا أن نساعد في منع تدهور السلام والاستقرار قبل أن تصبح الاوضاع خطيرة في المناظق التي تعاني من عدم الاستقرار و خاصة في منطقة القرن الافريقي .