عمر حاجي
أديس أبابا(العلم) الأوضاع المضطربة في السودان لها انعكاسات مباشرة على الحكومة الإثيوبية، ولهذا، تؤكد إثيوبيا دائما على تعزيز الأمن والسلام الذي يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
و حول العلاقات الإثيوبية السودانية، والتكامل الإقليمي الإقتصادي، وكيفية يمكن تحقيق ذلك، أجرت صحيفة “العلم” حوارا مع السيد فادي الدين الفاتح إبراهيم المقبول من السودان من القطاع الخاص و لديه شركة خاصة وقال فادي الدين “أنا أشتغل في مجال الزراعة. وعلاقة الشعب السوداني والإثيوبي علاقات متجذرة وعريقة في تاريخ البلدين، ولا تتأثر بالتغيرات السياسية والأحداث الوقتية”.
وأما أهمية مؤتمر عالم بلا جوع، فإنه سيكون هناك مشكلة كبيرة جدا في الغذاء2050 عام، مع نسبة إرتفاع عدد السكان الذي سيتضاعف. ولهذا، فإنهم يتكلمون ويحاولون أن يجدوا الحلول لكي لا نقع في المشكلة في كل مرة. ويريدون إفتتاح الاستثمار في أفريقيا، لأن أفريقيا فيها موارد طبيعية هائلة من الأراضي والمياه. لكن هناك عقبات في التمويل، وكيف يمكن الوصول للناس الذين ينفذوا المشاريع الحقيقية.
وقال السيد فادي: طبعا عندنا مشكلة في أفريقيا، كلنا نعرفها أن الناس تقول: إننا نعمل كذا وكذا، وتدفع المال للاستثمار، ويستثمرون في الأراضي وفي العمارة، ولا يستثمرون في الزراعة. ولهذا، فعليهم أن يضعوا أحسن المخططات والتقديرات، وأن يفتشوا المزارعين الحقيقيين الذين يستطيعون الإنتاج بصورة مناسبة. بالإضافة أن الزراعة التقليدية غير مجدية أيضا. أعطيك مثالا على ذلك. إن الفدان أي نوع من الفدان عندنا في أفريقيا يزرع الطماطم. و الطماطم في الوقت الراهن في أفريقيا يستطيع أحسن مزاع أن ينتج 22 طن فقط . في حين أن الدول الأجنبية يفوق إنتاجها60 طنا. وهذا، لا يعني أنه ليس في إفريقيا أرض ولا ماء، لكن ما عندها المعلومة والتقنيات الجديدة والتكنولوجيا، ولا ماعندهم الفكرة عن السماد. ولهذا، لازم أن يدخلوا التكنولوجيا،والتقنيات الحديثة. ونحن نزرع كثيرا من الطماطم، لكن كم نحصد؟، وكم تأكل البهائم؟ يعني يذهب هدرا.
ويتكلمون أيضاعلى تخلفات الزراعية، ولازم أن يدخلوا في التسميد، وأن يعملوا في الفحم المضغوط، لأنه يردع استهلاك الغابات للفحم الذي يمارس في الوقت الراهن. وهذا كله يتطلب من إفريقيا. بالإضافة إلى هذا، أنا في وجهة نظري كسوداني، فإن مشاكل أفريقيا الرئيسية، هي الحروب، والصراعات، والنزاعات، وإذا ما في استقرار، ما في زراعة، وإذا لم يحصل الأمن والإستقرار، ومهما تزرع ، وتعمل، أعتقد لا يمكن أن تصل إلى النتيجة، إذا أنت ما مستقر. أول حاجة أن تضمن وتحقق الأمن، وبعد ذاك تفتش عن الحاجات التي هي ممكن أن يطور فيها، فإذا ما وفرت الأمن والاستقرار ما ممكن تتكلم عن استثمار رؤوس الأموال. فأي إنسان في إفريقيا يخاف عن استثمار رؤوس الأموال. وأنا الآن كسوداني كنت استثمر في السودان، وحصلت الحرب وفقدت كل شيئ. لما جئت إلى هنا أفتش ورأيد أن أشتغل في أي شيئ، أو أتروح، وأفتش في أي مكان ما فيها مشاكل. وطبعاً قبل كل شيء أن الأمن والسلام هو أهم حاجة في كل شيئ.
حول كيف يمكن الحل لهذه المشكلة؟، قال: والله أنا أشوف الحقيقة، إن الحلول في توحد الشعوب الإفريقية، يعني الآن، تسمع مشاكل في إثيوبيا، وإيرتيريا، ومصر، والسودان، ما تعرف ما هي مشاكلنا؟، وإذا ما توحدت هذه الشعوب ستعيش وتعمل وستعطي الفرصة كل واحد يخشى في الإستثمار، فهذه هي كل القصة في إفريقيا. وبعد هذا، أن المشكلة في الوقت الراهن، أنا أحس كسوداني، وذاك إثيوبي، وذلك فلاني. يعني نحن أكثر من أخوان نعيش مع بعضنا و متزوجين من بعضنا البعض.
كيف يتحقق الإستثمار والإستفادة من موارد إفريقيا؟، قال: يتحقق كالآتي، كل الناس الموجودين هنا من مسؤولين ومن أصحاب العمل أن يوظفوا كل مقدراتهم للإنتاج لكي يستطيعوا ويقدروا أن يصلوا إلى أهدافهم. بالإضافة إلى خلق علاقات متينة مثلاً، ما بين السوداني والموريتاني، ومابين الإثيوبي لكي يستفيد كل واحد من إخوانهم، كما يقول المثل، اليد الواحدة ما تصفق. يعني أنت بيد واحدة ما تستطيع تعمل، وهناك لازم أن يكون فيه تعاون وشبكة التواصل ما بين المجتمع الأفريقي لكي يتطوروا، ولازم يكون هناك مشروع، أنا أستفيد وأنت تستفيد منه. وليس واحد يستفيد والثاني ما يستفيد. ودائماً هذه المشكلة يريد كل واحد أن يستفيد منه، والثاني ما يستفيد منه. وهذه الفكرة أو القصة ما تمشي ولا تصل إلى أي مكان.
حول، كيف رأيت خلال زيارتك إثيوبيا وملاحظتك التطور الحاصل؟ قال: هناك تطور شديد في البلد. يعني أنا جئت آخر مرة في شهر واحد 2023 ميلادي، وكان في الشوارع مشروع البناء، والآن ما شاء الله فرق كبير في البلد.
وهل عندك استثمارات هنا؟ قال: ليس عندي استثمار في إثيوبيا حتى الآن، لكن في المستقبل عندي فكرة أن أستثمر في إثيوبيا، ليس في مجال الزراعة، بل في البن في القيمة المضافة، حول كيف تأخذ له قيمة مضافة وتصدره من إثيوبيا بشكل مختلف، وأنا أعرف في أن هناك شركات كبيرة مهيمنة على محاصيل البن في إثيوبيا، وفي هذه الأيام فإن سعره مرتفع عالمياً ماشاء الله.
أخيرا ما هي توصياتك في التكامل الإقليمي الإقتصادي؟، قال: إن التكامل، أولا، فإن لدى كل بلد عنده ميزة نسبية، يعني مثلاً، السودان عنده ميزة، وعنده أراضي مسطحة وعنده مياه، وإثيوبيا أيضا عندها مياه وعندها طقس الذي يمكنه من أن تزرع القمح طول السنة. ولذلك، فكل دولة عندها ميزة نسبية، فلو كل واحد استفاد من النسبة الموجودة لدى أخيه إقتصادياً سيكون هناك نجاح رهيب. يعني مثلاً، فإن إثيوبيا لا يمكن أن تزرع بلح “ تمر” لأن الجو ما يساعد على ذلك. وأما السودان يزرع التمر، ويكون بالضبط هناك ميزة في السودان وإثيوبيا ما عندها ميزة الموجودة في السودان والعكس.
ولذلك، فإن الفكرة، أنه كيف تستفيد من الميزة النسبية لكل قطر أفريقي، لكي تستطيع أن ترفع المجتمع، وبالتالي، التكامل الإقليمي كاملا، وهذا هو الحاصل في الاتحاد الأوروبي، مستفيدين أقصى الاستفادة من الميزة النسبية لكل دولة من الأخرى.
فهي فكرة أنك كيف تستفيد من الميزة النسبية لكل دولة في أفريقيا من الأخرى، مشيرا إلى أن هناك، في أفريقيا خلال ثلاث سنة الأخيرة بدأت توعى وتتجه نحو كيف يكون الاستفادة، ومن هذا المنطلق فقد حصل التغيير، وحصلت في إثيوبيا أنشطة تدفق الوفود في السنة الماضية بصورة ملحوظة وليست كثيرة.