منظمة “بوساغنوفا” تكافح مخاطرالكوارث الطبيعية  وتعزز المساعدات الإنسانية في إقليم  أروميا

 

 سفيان محي الدين         

 

 لاشك أن الإنسان بطبعِهِ لا يستطيعُ العيش بمفردِهِ؛ بل يحتاجُ إلى أنْ يكونَ ضمن مُجتمعٍ، أومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً كان  في منزلهِ، أو مكان دراستِهِ، أو عملهِ؛ لأنّ الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ.  وتُعتبرُ الأعمالُ التطوعيّة من أحد المصادر المُهمّة للخير؛ لأنّها  تلعب دورا بارزا في تعكيس ِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشارالأخلاق الحميدة بين أفرادالمجتمع ؛ لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً، ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً، ومن أحد أهمّ المظاهر الحالات الاجتماعيّة السّليمة؛ فهو سّلوكٌ حضاريّ تساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون، ونشر الرّفاه بين سُكّان المُجتمع ..

أن منظمة “بوسا غنوفا تبذل الجهود لتحقيق التكافل والتضامن  الإجتماعي ذوي الدخل المنخفض وهي تعمل لصالح خدمة المجتمع  في مجال تمديد المساعدات الإنسانية ذوي الدخل المنخفض ،وكما تقدم أيضا  المهارات  الفنية المختلفة  التي يحتاجها  الأفراد والمجتمع في حد سواء.

وأما أهمية العمل الخيري تساهم  في حل العديد من القضايا المهمة، من خلال اعطاء الأفراد ورد الجميل للمجتمع الذي يعيش فيه، كما أنّه فرصة جيدة لتوجيه الطاقات الأفراد والتقديم لهم بالمهارات الفنية  وذلك  عبر تحسين البيئة المحيطة للمجتمع وبهدف تعزيز المساعدات الإنسانية.

وكما أن شعب الأورومو يتمتع بثقافة قوية من المساعدة الإنسانية  حتى أنهم يمنحون الأطفال لبعضهم البعض ولذا أنشأت حكومة إقليم أروميا مبادرة  باسم ” بوساغنوفا” وهي  التي تعمل العمل الإنساني  وهي ثقافة أصبحت غريزة  لدى شعب أرومو المتمثلة  في مساعدة بعضه البعض  بدل الإعتماد على الآخرين  لحل المشكل  الإجتماعية  التي تواجهها شعبنا ،ومن ثم، تم تغيير اسم مفوضية إدارة المخاطر و الكوارث في اقليم أوروميا إلى ” بوسا جونوفا”وأنها تبذل قصارى جهدها لجمع التبرعات ، حسب ما ينص القانون على أنه يجب على هذا القطاع تعيين أعضاء لجمع الموارد والأموال المختلفة. بهدف جعل  مصدر دخل للقطاع  وهو تنظيم الشعب وكسب الأعضاء وجمع الثروات. فهو لا يجمع الموارد فحسب، بل يعلم الناس أيضًا  مساعدة بعضهم البعض أينما كانوا. ،وأن  تعزيز ثقافة العطاء والادخار ،هي مساعدة الإنسانية بعضنا البعض بين أبناء الشعب وذلك بهدف إحداث تغييرات في ثقافة العمل لدينا وهي من الأهداف الرئيسية التي تم إنشاء”بوسا غنوفا ”  من أجلها. وتعد مساهمتها ” قطاعًا لا يساعد  سكان المنطقة فحسب، بل يساعد أيضًا سكان المناطق الأخرى،وحول هذا أجرى مراسل صحيفة العلم مع السيد موجوس إيدي المسؤول في إدارة  بوسا غنوفا والحوار  كالآتي :

 العلم :: كيف تصف الأنشطة الرئيسية التي تقد م “بوسا غنوفا “وكيف كان المجتمع من الأفراد وخاصة ذوي الدخل المنخفض قبل تأسيها ؟

 وفي هذا الصدد قال السيد موغوس إيدي المسؤول في إدارة بوسا غنوفا : قبل إنشائها  ” بوسا غنوفا”إن  إقليم أوروميا كان الشعب معرضا للمشاكل الطبيعية والتي من صنع الإنسان أوغيرها  وفي الواقع الحالي تتعرض العديد من دول العالم لمخاطر الأمنية والكوارث الطبيعية ولا تغني  المساعدات الإنسانية عن تلبية حاجاتهم ، والآن تم تقديم الحلول لشعبنا المعرض وذلك  من خلال توليد أفكار جديدة وطاقة قوية حول كيفية حل المشاكل لشعبنا إلى جانب خلق الأنشطة  التنموية التي تساعد التكافل الإجتماعي .

و من هنا قد أكد السيد/موجوس على أن مكافحة  الكوارث  الطبيعية “لبوساغنوفا “على  أنها قد بذل  جهودا لتوعية  ثلاثين مليون شخص و أهمية خدمات المجتمع ،وقد كان الأعضاء في السنة الماضية حوالي 24 مليون شخص والآن قد  إرتفع الأعضاء إلى  30مليون شخص  خلال هذ العام الجاري

العلم : كيف تقوم” بوسا جونوفا” بجمع التبرعات من الأعضاء؟و ما مقدار الثروة التي تخطط  هي  هذا العام لجمعها ؟

 ذكر السيد موغوس إن”بوساغنوفا”  صرفت ماحصلت وجمعت   من التبرعات  حوالي ثمانية مليار بر لبرنامج الوجبات الطلابية العام الماضي.ولذا تعمل الآن لجمع التبرعات هذا العام حوالي أكثر من  15 مليار بر  وأن جمع المحاصيل الزراعية أيضا  ستساعد لتوفير الغذاء للطلاب. ومن خلال هذا البرنامج، نعمل على خدمة 9.4 مليون طالب ومعلم ،وسيشارك  في خدماتهم الموظفون العاملون  في الإقليم  بهدف تعزيز نجاح هذا البرنامج وسوف نحقق دخلاً متنوعًا وبالإضافة إلى ذلك، نقوم هذا العام بزراعة أكثر من  2600 هكتار من الأراضي للمدارس، وتربية الحيونات وإنتاج الجاموس بهدف  تزويد الطلاب  المدارس بالطعام لأجل الخدمات الإنسانية .

وقد أدت مساهمة “بوسا غونوفا”إلى مناقشات جدية  بهدف الإنتقال من مستوى الكفاف إلى الإنتاجية من خلال توليد المزيد من الدخل ،و لدينا من القوي العاملة من الشعب، وأرضنا خصبة و منتجة وموارد مائية كافية، وهذا لا يعني أننا  لا نحتاج إلى المساعدة، ويجب مساعدة الأشخاص غير القادرين على العمل بسبب تقدمهم في السن، وذي الإحتياجات الخاصة من المصابين في الحوادث المختلفة. ومع ذلك، لا ينبغي مساعدة الأشخاص الذين يستطيعون العمل بشكل مستمر، ولكن  نحن بحاجة إلى تحديد ومساعدة فقط أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة  من  الضعفاء والمساكين .

ومن خلال الحوار تم توضيح الأشخاص الذين يحاتجون  إلى المساعدات والذين لايحتاجون إليها وربما لهم القدر في مجال العمل ويكتفون بالإكتفاء الذاتي ، وهناك اتفاق في كل المناطق  من  الإقليم على أن المساعدات لن تنقذنا، وعلينا أن نعمل ونحقق الاكتفاء الذاتي،ويجري تنفيذ برنامج لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي للجميع في مجال تنفيذ الأنشطة  الإنمائية الزراعية. كما تم تميز مهمة فحص من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة وزيادة الوعي حول هذه القضية.

قد قامت ” بوسا جونوفا ” تنفيذ بحرث أكثر من 43,581 هكتاراً من الأراضي في موسم2017         الحصاد لمساعدة الأشخاص المعرضين لمختلف الكوارث الطبيعية التي  كانت من صنع الإنسان و تم تخطيط أيضا لجمع أكثرمن مليون قنطار من الحبوب هذا العام ومن خلال هذا  توعية  المزارعين.

وسيتم بناء المخازن  للمحاصيل التي يتم جمعها للإغاثة في المناطق  ونحن نعمل على أن يكون لدينا مستودعات  في جميع المناطق وتنسق  الأمور “بوسا غنوفا ” مع مكتب الزراعية في الإقليم ، و يتم أيضًا تنفيذ مبادرات مختلفة لتمكين الناس من العيش بشكل تتحقق الإكتفاء الذاتي في المستقبل .

وكذلك يجب تدريب الأعضاء بطرق التي  تمكن جمع التبراعات من الأعضاء وإطعام الطلاب وإنتاج المحاصيل الزراعية للمساعدات ، ومن هنا تنقص المساعدات الخارجية هذا العام ويحصل الإكتفاء الذاتي في داخل المجتمع .

 وأكد السيد موجوس على أن  إدارة ” بوساغنوفا ” قد قدمت المساعدات الإنسانية  للمواطنين النازحين بسبب المشاكل المختلفة  والمعرضين للكوارث الطبيعية،وكذلك أيضًا، قدمت المساعدات الإنسانية المناطق المعروضة للكوارث المختلفة.و تبرعت  “بوسا جونوفا “بمبلغ تصل إلى  10000 قنطار من الحبوب للمواطنين المتضررين من الانهيار الأرضي الأخيرة في” جوفا.” كما قدمت الدعم للمناطق  في إقليم أمهرا ، وتيجراي، وعفر ،والصومال  سابقا وفي المناسبات المختلفة،وأنها أيضا  تخطط لجمع الكثير من الموارد والقيام به من العمل الخيري لهذا العام الجاري  ..

العلم  : كيف يقوم صندوق أوروميا  “بوساجونوفا “بجمع التبرعات من مختلف الأعضاء والمنظمات؟

السيد موجوس: إن أعضاء “بوسا غونوفا “قد زاد  وارتفع عدد الأعضاء في الإقليم وكان عدد أعضائها من 24.4 مليون و ارتفع  حاليا إلى 25.5 مليون في الربع الأول ويساهم أعضاؤنا وفقًا لدرجةعملهم. كما ينص القانون على نسبة الراتب الذي يجب أن يحصل عليه  العامل  كل شهر وأيضا يساهم موظفو الحكومة أيضا في الإقليم وكما يساهم كل على جميع المستويات ،و ينقسم عدد المزارعين  إلى ثلاث طبقات  وهم المزارعون الرواد، والمتوسطون ،والمنخفضون. كما يشارك  في مساهمة  هذا كل من  التجار ورجال الأعمال وفقًا لقدراتهم و يقوم المزارعون  بتقديم مساهمتهم  سنويا حين  تجمع المحصولات الزراعية في كل عام . .

العلم :: ما هي مساهمة  “بوسا جونوفا” في الحفاظ على تقاليد المساعدة المبكرة؟

 وأكد السيد موجوس: على أن إستعادة ثقافة الأورومو من التقاليد  التي تهدف لدعم  ذوي الإحتياجات الخاصة  وهي الثقافات التقا ليد القديمة  ،ولم يتمكن أي حزب سياسي أو منظمة تنموية  أخرى من الحصول على 25 مليون عضو خلال عامين. وهذا يدل على أن شعب الأورومو حريص على العودة إلى ثقافة مساعدة بعضهم البعض  في مجال العمل الخيري ..

 العلم : ما الذي تفعله “بوسا جونوفا” قبل حدوث  الكوارث الطبيعية والإنذار ؟

السيد موغوس: إن إدارة ” بوسا غنوفا “تقدم المساعدة بعد وقوع الكوارث  فحسب، بل تعمل أيضًا  لتقديم الوعي وتزويدهم   على الوقاية والمعلومات المبكرة والإنذار،وتتضمن مساهمة  “بوسا جونوفا “حملة عامة وكسب عضوية لتعزيز  المساهمة ،وجمع  من الموارد المُدارة بشكل قانوني وأيضا تعمل لتوعية المواطنين  بهدف تجنب المخاطر قبل الحدوث  الكوارث الطبيعية.،  وكماأن هي  لاتعمل بوحدها  بل على منع المشاكل وما يجب على الناس فعله في حالة الظهو رالكوارث رمن المشاكل  بهدف  تزويدهم  بالمعلومات .

ونوه السيد موغوس على أن “بوسا غنوفا”  تعمل بالتنسيق مع المنظمات المختلفة الدولية  والخاصة . وكما تراقب أيضًا  مع معهد الأرصاد الجوي .وتستخدم التكنولوجيا لتوفير المعلومات مسبقًا عن المشكلات وحصول المعلومات من الإرصاد الجوي بهدف توعية المجتمع ومن ثم تتخذ القرارت المناسبة من الإحتياطات  اللازمة وعلى سبيل المثال  “هنا “حصل الإنهيارات  الأرضية  هذا العام  في منطقة “غوفا” بسبب هطول الأمطار المستمر عندما يكون من المحتمل حدوث هذه المشكلة، يجب على الناس اتخاذ الاحتياطات اللازمة والإخلاء من المنطقة التي يمكن أن تتفاقم فيها الكارثة قبل حدوثها  .

كما أن أحيانا بأن الأمطار في بعض الأوقات قد تنخفض في بعض المواقع  ،و يجب على الناس أن يحتفظوا بالعشب الذي زرعوها من أجل العلف في الصيف الماضي، وبذل  الجهود على نطاق واسع  بهدف الإحتفاظ بالمياه وتخزينها لكي  يستفيدوا وقت ندرة المياه  ومن هنا  يتم القيام بعمل مكثف للتأكد من أن الناس يتخذون الاحتياطات اللازمة مسبقًا قبل حدوث الكوارث ..

العلم : هل هناك أي عوائق تحول دون تحقيق أهداف ” بوسا  جونوفا  ولتوقعاتها؟

 قال السيد موغوس: إن رفع مستوى وعي الناس عن أهداف  ” بوسا جونوفا” ليس مهمة لمرة واحدة بل يجب أن يتم تنفيذ أعمال رفع الوعي بشكل مستمر. وأن هي لديها توقعات عالية. بجمع ثروة كثيرة من المساعدات  الإنسانية .

 وذكرالسيد موغوس بأن لديها توقعات عالية. كما أنها تجمع موارد ضخمة ويجب دعمها بالتكنولوجيات عضويتنا و قد وصلت حاليًا  عضويتنا إلى 30 مليونً  شخص ، ويجب دعم “بوساغنوفا “بالتكنولوجيا لمعرفة المعلومات ومراقبة الكوارث  بشكل يومي وكذلك الموارد التي تجمعها هي  تحتاج إلى  تحديث بيانات باستخدام التكنولوجيات أيضًا وتلك هي مهمة ينجح العمل ويعزز التركيز عليه بعد  وجود موارد بشرية وتتسم بالكفاءة اللازمة  والدهاء التكنولوجياوهو أمر مهم  في هذا المجال . .

وهناك حاجة أيضًا إلى تلبية الخدمات اللوجستية المختلفة. يقوم مكتبنا بالكثير كل يوم ونحن بحاجة إلى التركيز على ملء الخدمات اللوجستية المطلوبة على جميع المستويات والمستودعات والمركبات وغيرها. وفي هذا العام، نزلت  إدارة الدولة الهيكل الحكومي إلى  حتى مستوى القرية. وتم تعيين قيادة المنطقة على مستوى القرية. ومن هناك يعمل القطاع الاقتصادي بالإضافة إلى عمل “بوسا جونوفا” عملنا، الذي كان يعتمد في السابق على المنطقة، وتم الآن تقليصه إلى مستوى القرية.بهدف هذا ولخلق بيئة أفضل لنا للقيام بمزيد من العمل مقارنة بالعام الماضي.

العلم : ماهي وصيتكم الأخيرة حول تحقيق الإكتفاء الذاتي للمواطنين ؟

السيد موجوس: تتمتع منطقة أوروميا أيضًا بموارد هائلة وقوى بشرية كافية وأراضي وأنهار. ومن العار أن نصلي وننتظر المساعدة من شخص آخر عندما تكون لدينا هذه الموارد. وعلى شعبنا أن ينتقل من انتظار الأيدي البشرية إلى الاكتفاء الذاتي. للقيام بذلك، من الضروري الدخول في الإنتاج. وبما أنه من المستحيل أن نكبر بمفردنا ونعيش مع جيراننا في فقر، فيجب علينا أن نخرج فقراءنا من المشاكل. ويجب علينا أيضًا أن نعزز ثقافتنا المتمثلة في مساعدة بعضنا البعض والوقوف بجانبهم ودفع بعضنا البعض إلى الأمام. وعلينا أن ندعم فقراءنا وندفعهم نحو الإنتاجية ونجعلهم يعملون ويغيرون أنفسهم. وعلى شعبنا أن يتفق على هذا. ويتطلب هذا العمل نهجا منظما وليس نهجا مجزأ  .

  وخلاصة القول أكد السيد موجس على أننا نحن بحاجة إلى تقنين الموارد الضخمة التي نجمعها من الناس ونستخدمها للغرض المنشود،ولذلك لا ينبغي تحصيل الممتلكات دون إيصالات، وعلى شعبنا أن يعرف هذا.وهو تقارير العمل في الاجتماعات التي تعقد مرة واحدة في السنة على المستوى الإقليمي، ومرتين على مستوى المنطقة، وثلاث مرات على مستوى القرية وسوف تكون متاحة للجمهور. وهذا يلعب دورا هاما في ضمان الشفافيةوجمع التبرعات   كماأن العمل  التطوعي يساعد على التعرّف على ثقافات عديدة من خلال التعامل مع أشخاص جُدد ومعرفة أنماط حياتهم، وبالتالي يعززتفاهم الآخرين وتقبّلهم، كما أنّه يجعل المرء أكثر وعياً بالقضايا والأمور التي يتعامل معها الآخرون، ويصبح أكثر مُرونةً اجتماعياً، بالإضافة إلى أنّه يُساعد على تنمية العديد من المهارات الاجتماعية، مثل: التعاطف والعمل الجماعي.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai