*المدير العام لليونيدو: إثيوبيا تتحول من مستورد للغذاء إلى مصدر
عمر حاجي
أديس أبابا (العلم) قال رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد: إن إثيوبيا أحرزت تقدما كبيرا نحو تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها، موضحا أن البلاد تمكنت من مضاعفة حجم الأراضي المزروعة خلال السنوات الست الماضية.
وجاء ذلك، لدى انطلاق مؤتمر العالم بلا جوع، والذي عقد في متحف عدوا التذكاري بأديس أبابا، حيث ضم جلسات فنية موجهة نحو الحلول، ومنتدى استثماري، ومنتدى سياسي رفيع المستوى. وتم تنظيمه من قبل اليونيدو بالاشتراك مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وحكومة إثيوبيا بدعم فني من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، واستمر من 5 إلى 7 نوفمبر 2024، وجمع أكثر من 1500 من أصحاب المصلحة رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم. وقد شهد هذا الحدث مشاركة من رؤساء الدول والوزراء ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وكلهم ملتزمون بمعالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزرا الدكتور أبي في كلمته، في مؤتمر “عالم بلا جوع” الذي انطلق يوم الثلاثاء الماضي: إن تغير المناخ والكوارث الطبيعية وجائحة كوفيد-19 والصراعات أثرت على الجهود العالمية للقضاء على الجوع، مما يعزز الحاجة إلى مضاعفة الجهود نحو تحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلى إنه يجب علينا تبني ممارسات مستدامة، وتعزيز الزراعة الحديثة، وتوسيع الوصول إلى المدخلات الزراعية الأساسية، ومعالجة تغير المناخ لزيادة الإنتاج.
وأكد رئيس الوزراء على أن القضاء على الجوع يتطلب أكثر من مجرد زيادة الإنتاجية، داعياً إلى معالجة القضايا الهيكلية مثل الفقر وعدم المساواة وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية. وأن إثيوبيا لا تزال تواجه تحديات كبيرة في الإنتاج والتوزيع، بسبب محدودية الوصول إلى المدخلات الزراعية الأساسية، مثل الأسمدة والبذور والتقنيات الزراعية المتقدمة. كما أن النمو السكاني والتكثيف الزراعي أدى إلى تآكل التربة وتدهور الأراضي الزراعية وإزالة الغابات بمرور الوقت.
وقال الدكتور أبي: إن الاستجابة لهذه القضايا تتطلب الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانبعاث الحراري الزراعي مع بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ المستمر. مؤكدا على أن إثيوبيا حققت تقدما كبيرا نحو تحقيق الأمن الغذائي، ونجحت خلال السنوات الستة الماضية من مضاعفة حجم الأراضي المزروعة.
ومن جهة أخرى، قال المدير العام لليونيدو جيرارد مولر: إن إثيوبيا تحولت من مستورد للغذاء إلى مصدر في السنوات الستة الماضية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد. وقد حددت الحكومة الإثيوبية القمح كسلعة استراتيجية للأمن الغذائي واستبدال الواردات والتصدير إلى الأسواق الأجنبية. وكان قد صل إنتاج القمح في البلاد إلى معلم جديد مكنها من الوقوف كواحدة من أكبر منتجي القمح في إفريقيا.
وفقًا للمدير العام لليونيدو، فإنه من الممكن تكرار نجاح إثيوبيا في جميع البلدان الأفريقية تقريبًا. مؤكدا على دور إثيوبيا وريادتها المتنامية في معالجة قضايا الأمن الغذائي، حيث برزت البلاد كنموذج للآخرين بسبب خطواتها الأخيرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والحد من الجوع.
وقال السيد مولر: إنه يتوقع أن يصل عدد سكان إفريقيا إلى 2.5 مليار بحلول عام 2050 بينما سينمو الطلب على الغذاء بنسبة 70 في المائة، مشيرا إلى أن إفريقيا لديها القدرة في القضاء على الجوع. ويمكن القضاء على الجوع في إفريقيا. وقال: إن هذه القارة لديها إمكانات كبيرة، حيث لديها ستين في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم موجودة هنا. وستة من أسرع الاقتصادات نمواً هي دول أفريقية. وإثيوبيا هي واحدة من هذه الدول الناجحة. مؤكدا على أنه يمكن أن تكون أفريقيا أول قارة تغذي نفسها بالطاقة من خلال الطاقات المتجددة.
وأوضح مولر، أن الإنتاج في أفريقيا لا يزال منخفض للغاية، وأن البنية التحتية في المناطق الريفية ضعيفة التطور ونتيجة لذلك انتقلت العديد من البلدان الأفريقية من كونها مصدرة إلى مستوردة منذ عام 1960. كما أشاد بالتقدم الذي أحرزته إثيوبيا، وقال: إن في إثيوبيا، حقق رئيس الوزراء أبي أحمد التحول من مستورد للأغذية إلى مصدر، مضيفا أن التقدم الذي سجلته إثيوبيا في السنوات الستة الماضية من الممكن تكراره في جميع البلدان الأفريقية تقريبًا. كما شدد على الحاجة إلى تحسين الاستثمار في القطاع الخاص وتطوير البنية التحتية في المناطق الريفية والممارسات الزراعية. مؤكدا على أن التصنيع هو المفتاح لخلق ملايين الوظائف للموطنين. بحيث إن الجوع وانعدام الأمن الغذائي، باعتبارهما قضية عالمية، يتطلبان جهوداً دولية منسقة.
وقال السيد مولر: إن مؤتمر العالم بلا جوع، والتنمية الصناعية، يهدف إلى جمع القادة المؤثرين وصناع السياسات والخبراء لمناقشة الحلول العملية لهذه التحديات الملحة. كما يعزز هذا المؤتمر العام التعاون الدولي نحو تحقيق هدف القضاء على الجوع العالمي.