العلاقات الاثيوبية السعودية: شراكة استراتيجية ورؤية مستقبلية واعدة

 

سمراي كحساي

 

إن العلاقة بين إثيوبيا والمملكة العربية السعودية متعددة الأوجه، وتتميز بجذور تاريخية عميقة وروابط اقتصادية متوسعة.

وفي حين بدأت العلاقات الدبلوماسية رسميًا في منتصف القرن العشرين، فقد تطورت الشراكة بشكل كبير، حيث ظل الارتباط التاريخي حجر الزاوية في علاقتهما الثنائية.

ولا يتقاسم البلدان التاريخ فحسب، بل يتقاسمان أيضًا رؤية لمستقبل مزدهر، مع الاعتراف بالمنافع المتبادلة في مختلف القطاعات.

وهذه الرابطة متجذرة في القيم والخبرات المشتركة و المكانة الفريدة لإثيوبيا كواحدة من الدول الأفريقية القليلة التي لم يتم استعمارها أبدًا سمحت لها بالحفاظ على السيادة والتراث الثقافي، مما عزز الشعور القوي بالفخر الوطني.

وهذا يتردد صداه مع هوية المملكة العربية السعودية المتجذرة في التقاليد الإسلامية والتراث العربي، مما يخلق أساسًا متينًا للعلاقات الدبلوماسية وتمكين الحوار الهادف حول مختلف القضايا.

ونظمت السفارة السعودية في العاصمة الإثيوبيا أديس أبابا مؤخرا  حتفالا بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين للمملكة العربية السعودية وذلك بحضور عدد من الشخصيات البارزة من المسؤولين الإثيوبيين والديبلوماسيين وممثلي المجتمع المحلي.

و بدأ الاحتفال بإلقاء السفير السعودي في إثيوبيا كلمة رحب فيها بالضيوف و تخلل الحفل عرض وثائقي قصير سلط الضوء على الإنجازات التي حققتها المملكة في مجالات التنمية خلال السنوات الأخيرة.

كما تضمن الحفل فقرات ثقافية تعكس التراث السعودي الغني بالإضافة إلى تقديم أطباق تقليدية  تعكس التنوع الثقافي للمملكة.

وذكر سفير المملكة لدى إثيوبيا الدكتور فهد بن عبيد الله الحميداني أن العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وإثيوبيا شهدت تطورا ملموسا في الآونة الأخيرة.

واضاف ان العلاقات السعودية الأثيوبية تشهد تطورا مستمرا في الآونة الأخيرة حيث عقد البلدان  اجتماع للجنة السعودية الأثيوبية المشتركة و نتج عنه العديد من القرارات والمخرجات التي سوف تساهم في تعزيز العمل السعودي الأثيوبي المشترك.

واشار الي ان البلدين يعملان على تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية وان  السفارة عملت في الفترة الماضية على تنظيم المنتدى السعودي الأثيوبي الاقتصادي الأول من نوعه و نتج عنه انشاء مجلس اعمال سعودي أثيوبي.

وقال ان  هذا المجلس سوف يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية الأثيوبية التي  تشهد في الآونة الأخيرة أصلاحات كبيرة في مجال الاستثمار وفي مجال الاقتصاد في ظل قيادة الدكتور أبي أحمد.
واضاف ان السفارة و المستثمرين السعوديون يعملون على انتهاز هذه الفرص والاستثمار في جميع المجالات.

و بدوره أشار النائب في البرلمان الاثيوبي محمد العروسي على أن اثيوبيا حريصة على تطوير العلاقات بينها وبين المملكة العربية السعودية .

وقال ان الدولة الاثيوبيةتعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها  نحو التطور والتقدم .

وقال:” نحن هنا لنشارك الاشقاء في المملكة العربية السعودية هذه الأفراح  التي تتجدد عاما بعد عام لنحتفل مع اشقائنا في المملكة العربية السعودية في عهد فخامة رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي  وكذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز .

واضاف ان الشعب السعودي الشقيق يتمتع بعلاقات جيدة مع اشقائه في اثيوبيا .

من جانبه ذكر نائب مدير مكتب الاتصال الحكومي في إقليم هرر زاهد زيدان أن العلاقات بين البلدين كانت وطيدة منذ تأسيس المملكة قبل 94 عام وان العلاقات الاثيوبية السعودية هي علاقات ضاربة في أعماق التاريخ قبل تاسيس السعودية وكانت قوية  في عهد عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود منذ عهد الامبراطور الاثيوبي الراحل هايل سلاسي.

واضاف ان  العلاقة ليست وليدة صدفة وان هذه العلاقة قائمة على قرب الموقع الجغرافي وهي علاقة أخوة.

وذكر البروفيسور آدم كامل في حديثه إلى أن التبادلات الدبلوماسية بين الدولتين شهدتها هجرة الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .

و أن كثير من الناس يجهلون أن العلاقة الدبلوماسية بين الحبشة وبين السعودية أو الجزيرة العربية بدأت ما قبل ألف وأربعمائة وتسعين سنة وان الناس يجهلون هذا التاريخ  والاتصالات و التبادل الدبلوماسي بين السعودية وبين إثيوبياالتي  كانت في عام ستمائة وخمسة عشر ميلادية.

واضاف ان  في تلك الفترة ان  الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد دبلوماسي وهو ابن عمه جعفر بن أبي طالب لدى بلاط الملك النجاشي.

ويعكس الاحتفال باليوم الوطني السعودي في قلب العاصمة الاثيوبية الرغبة الصادقة لكل البلدين في بناء مستقبل مشترك مبني على الثقة والاحترام المتبادل ويبقى الأمل كبيراً في أن يثمر هذا التعاون عن فرص جديدة للتنمية والازدهار بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين .

ومع استمرار تطور البلدين، يبدو مستقبل علاقتهما مشرقاً، مع إمكانية تعميق التعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة.

ومن خلال الاستفادة من الروابط التاريخية والقيم المشتركة والالتزام بالتعاون، يمكن لإثيوبيا والمملكة العربية السعودية شق طريقهما نحو مستقبل مزدهر يعود بالنفع على مواطنيهما ويساهم في الاستقرار الإقليمي.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai