سفيان محي الدين
قبل حلول العام الجديد تسبقها الإحتفالات رمزية ،ودينية ،وقومية مختلفة و بعادات وتقاليد متميزة وجذابة وعلى سبيل المثال إحتفالات أشندا في تجراي، وشادي وسوليل في إقليم أخرى ،وشنبلالا في الجنوب،وإريشا ،في إقليم أروميا لذا تحتفل البلاد باستقبال السنة الجديدة في أثيوبيا وخاصة في المناطق الشمالية ،وأن الاحتفال بالعام الإثيوبي الجديد يعود إلى الوقت الذي عادت فيه ملكة سبأ من زيارتها للملك سليمان في القدس عام 980 قبل الميلاد. حيث تم الترحيب بالملكة في بلدها بالعديد من المجوهرات، والمعروفة أيضًا باسم “إنكو” في اللغة الوطنية الرسمية (الأمهرية ) عادة تستمر احتفالات إنكوطاطاش بالعام الإثيوبي الجديد لمدة أسبوع كامل وتدور حول التجمعات العائلية،وفي نفس الوقت عادة أ يضا تكون الاحتفالات في إقليم أروميا تاتي لإنقلاب الفصول السنة الأثيوبية (ويسمونه الإريشا) وهذه الشهور الأربع الماضية يكثر الأمطار والظلام والبرد القارس وكثافة السحب ومن خلال هذا تملأ الأنهار والروافد الأنهر ،ومن هنا يصعب تبادل الأقرباء بالزيارات وذلك بكثرة إمتلاء الأنهار وبعد بضعة أيام تنقص الأمطار و تبدأ تبادل زيارات الأصدقا ء والأقرباء مع حمل باقة الزهور من الأصفر والأبيض والأحمر وهو وقت الذي تتفتح الزهور تعبيرا عن الفرح باللقاء بالسلامة والفرح والبهجة ومن خلال هذا يكون استقبال عام جديد للإثيوبيين ويقول بعضهم لبعض نحمد الله ونشكره ونتمى أن يجعل الله هذا العام عام خيروبركة وعز وشرف وعام ازدهار وعام تحل فيه السلام والإستقرار وحول هذا أجرى مراسل صحيفة” العلم” مع زعيم أباغدا مختار حسين المقيم في مدينة أداما وعضو في حزب الإزدهار وجاء الحوار كالتلي:
العلم : ماهي الإحتفالات رسمية كبيرة ذات رمزية دينية وقومية مختلفة لإستقبال السنة الجديدة ؟
وفي هذ الصدد قال أباغدا مختار كبيرحسين وهو عضو في حزب الإزدهار في مدينةأداما إن الإحتفال تعتبر عن ثقافات الأثيوبية المحلية،و تتميزز تلك الإحتفالات باالرقصات التي يتم تقديمها خلال المهرجان المختلفة أيضًا حسب المنطقة.و سيتم الاحتفال في الفترة خلال شهر ديسيمبر الجاري والشهر الماضي في أغسطس وتستمر تلك الإحتفالات إلى حتى ليلة رأس السنة الجديدة،و يتم الاحتفال بأشيندا في تيجراي، وشادي في واجخمرا، وسوليل في رايا كوبونا، وأشنداي في لاليبيلا بفعاليات ثقافية مختلفة. وخلال الإحتفال تخرج الشابات إلى الساحة مع تجوال في المدينة و الشباب مع هن لأجل حمايتهن ويتجمعون معهن الرجال على الرغم من أن المهرجانات تبدو مخصصة للنساء، إلا أن الرجال يشاركون فيها بشكل كبير في الحفلات ،كما يولي المشاركون في المهرجان اهتمامًا خاصًا باللباس وتضفيف الشعر والمجوهرات.
وأكد أباغدا مختار على أن ليلة رأس السنة الجديدة ، يضيء الإثيوبيون مشاعل خشبية – تُعرف باسم “تشيبو” في اللغة المحلية – لترمز هي بقدوم الموسم الجديد للسنة من أشعة الشمس الآن مع اقتراب نهاية العام المنصرم ،كما قد يرغب المسافرون الأجانب الذين يزورون البلاد خلال هذا الوقت من العام من كيفية تعلم عام جديد بالتقويم الأثيوبي.
وتشمل الاحتفالات بالعام الإثيوبي الجديد التجمعات العائلية للاستمتاع بوجبة إنكوطاطاش التقليدية والاحتفال معًا من خلال تبادل تقديم الهدايا للأطفال ، و تبدأ الاحتفالات عشية إنكوتاتاش، حيث تحضر العديد من العائلات قداس الكنيسة وتتلى الصلوات إيذاناً ببدء العام الجديد. كما أن الغناء والرقص من الطرق الشائعة أيضًا للاحتفال، خاصة بين الفتيات الصغيرات.
العلم :ماهي سمات متميزة للأزياء الألبسة المختلفة ؟
وذكر أباغدا مختار بأن أعياد الإحتفال للسنة الجديدة هي أهم ما يميز شهرأغسطس الماضي وبداية شهرسيبتنبر الجاري و تكون الإحتفالات للشعوب الأثيوبية بالعام الجديد،وأنها منصة الحرية لجميع الفتيات وترتدي الأطفال والفتيات أزياء خاصة يعبرون عن أطيب تمنياتهم،عندما تقل أمطار الشتاء، وتنقص الأنهار والهضاب ملبسة بالأزهار ،ويذهبون من منزل إلى حقل ويحتفلون بقولهم “أشندي أشندا موسى فيوز باي بيكيميسي ،إثيوبيا لديها العديد من المهرجانات الدينية والثقافية ،وفوائد هذه المهرجانات هو تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس وتعزيز الوحدة وزيادة القطاع السياحي في أثيوبيا .”.
وأكد أباغدا مختارعلى الرغم من أن المهرجان له أصل ديني، إلا أن الفتيات يحتفلن به من خلال ارتداء الملابس والحلي التقليدي وربط الأشيندا حول خصورهن. وبهذه الطريقة، يقومن بتقديم تقاليد وثقافة القوميات وقيم المجتمع المحلي إلى الآخرين. ،وأن هذه السمات تعزز ثقافة التواصل بين القوميات والشعوب والتفاعل الاجتماعي والتعايش السلمي بين الشعوب ، ويمكن أن تنتقل عبر الأجيال مع الحفاظ على قيمهاومن المتوقع من قبل الآباء تربية أطفالهم على الأخلاق وإعلامهم بثقافتهم الخاصة. ، ومن والمتوقع أن يقوم خبراء الثقافة والسياحة بإبلاغهم من خلال تسجيل وتحليل القضايا المتعلقة لسبب الاحتفال بالمهرجان.
وأكد بأن القيام الحكومة وأولياء الأمور والمعلمين لديهم الكثير لتربية جيل فخور بثقافته الخاصة،ومن المتوقع أن يشرح الآباء لأطفالهم الآثار المترتبة على المهرجانات الدينية والثقافية التي يتم الاحتفال بها في البلاد و المنزل ، وإدراج الحكومة هذه الإحتفالات في المناهج الدراسية حتى يتمكن الأطفال من تعلمها في المدرسة. .
ونوه أيضا أباغدا من الممكن مقاومة ثقافة المهاجرين الذين هم ضد ثقافة البلاد وإيمانها وتقاليدها ونظامها. ويوضحون أنه من الممكن جذب السياح من خلال تنظيم الثقافة والقصص التي يتم سردها شفهياً فقط، كتابةً وصوراً، وترجمتها باللغة المعروفة لدى المجتمع وتقديمها في وسائل الإعلام المختلفة.
وأوضح أباغدا على أن الإحتفالات ستلعب دوراً كبيراً في تنمية السياحة والأهمية الاقتصادية للسكان المحليين، لذا يجب تسجيل جميع المهرجانات والاعتراف بها كتراث عالمي. فإن وقت استقبال السائحين في إثيوبيا يعتبر هو الوقت الذي يلي الصليب. ويقولون إن المهرجانات التي يتم الاحتفال بها في أغسطس وأكتوبر يجب الترويج لها بشكل جيد لأنها تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على السياح وتحريك إنتاج الصناعة الثقافية على مستوى البلاد .
العلم : مالمقصود بانكطاطاش؟:
ولإثيوبيا تقويمها الخاص، حيث تبلغ أشهر السنة 13، ويبلغ عدد الأيام في 13 شهراً 30، فيما الشهر الثالث عشر فتبلغ أيامه خمسة، وفي السنة الكبيسة تصبح ستة. ويحتفل بهذا العام الجديد، المعروف أيضاً باسم إنكوطاطاش في إثيوبيا، في جميع أنحاء العالم حيث تتواجد أعداد كبيرة من الإثيوبيين الجاليات الشتات في البلاد .
العلم : مارأيك حول إتخاذ الحكومة الفيدرالية تركيز تطوير مدينةأديس أبابا والمدن الأخرى وخاصة مدينة اديس ابابا التي تستقبل السياح ؟
وذكر أباغدا مختار بأن تركيز الحكومة تطوير مدينة أديس أبابا وجعلها مدينة سياحية وفي المستقبل سوف تلعب دورابارزا في تعزيز السياحة والنمو الإقتصادي في المستقبل نظرا لأن مدينة أديس أبابا تعتبر مقر الإتحاد الإفريقي والدبلوماسية العالمية.
العلم :في البلاد ضربت الكوارث الطبيعية من الفيضانات وخسف الأرض بالمواطنين مارأيكم حول المساعدات الإنسانية في مجال المساهمة ؟
أشار السيد أباغدا إلى أن من الاِشياء المؤسفة التي صادفت المواطنين من الكوارث الطبيعية وليس من صنع الإنسان ألا وهي قد ضرب الفيضانات بأجزاء من البلاد في هذه السنة وعلى سبيل المثال في منطقو “غوفا ” وسلطي في الجنوب وتضرر كثير المواطنين ونتج من ذلك نزوح المواطنين ولذا للمواطنين ينبغي أن يساهموا بالعون المباشر وذلك عبر وقوفنا بجانب المتضرين بالمساعدة الإنسانية كل من جوفا ،وسلطي وغيرها مالديهم من الطعام وهذه ثقافة التعاون والإغاثة الملهوف ويأكلون مع بعضهم البعض في مجال التعاون في كل الأحياء والمجالس تقدم رعاية الأيتام والضعفاء وذلك عبر توزيع الدفاتر والأقلام وكما تقم المواد التنموينية من الأرز والدقيق على طلبت المساكين ولذا يجب على كل الأثيوبين أن يعملوا بكل جد وإجتهاد للوقوف بجانب المنكوبين والمتضررين بالفيضانات وغيرهم أثناء الإحتفال بالعام الجد . .
العلم : ما موقفكم من الحرب التي تدور بين الحكومة والجهات العارضة في الشمال وغيرها كيف تلك المشاكل تحل عبر السلم مارأيكم حول هذا ؟
ويقول أباغدا إنني متأسف من جانب الحرب التي تدور رحاها في داخل البلاد وآمل من الحكومة الفيدرالية والجهات المعارضة أن يرجعوا إلى مائدة المفاوضات و السلام ووقف الحرب وحل مشاكل البلاد عبر السلم والسلام والحوار البناء وذلك لإجل إنقاذ البلاد من الدمار لأن الحرب تدمر المجتمع والممتلكات العامة والخاصة وليس لصالح الشعوب ، وهذا برأي وما ظهر من قلبي أقول لك ومن هنا تتحق النتائج المرغوبة وتعود البلاد إلى الأنشطة الإنمائية بكل حب وسلام .
العلم : ماوصيتك الأخيرة حول التعايش السلمي بين الشعوب الأثيوبية؟
وأكد أباغد على أن أثيوبيا منذ زمن قديم تعرف بلد السلم والسلام ولذا ينبغي أن نحافظ من العادات القيمة وهي أن شعوبها تتعاون وتتكاتف في السراء والضراء في مجال التعاون وذلك عبر تبادل الزيارات في الأعيادن الدينية المسيحية والإسلام والوثنية ولايعرف لدى الشعوب الأثيوبية تعصب ديني ولاقومي ولذا يجب على كبار المثقفين ،ورجال الأديان ،وأباغد تعزيز دعوة السلام والإستقرار خلال الإحتفال برأس السنة الجديدة .
والجدير بالذكر بأنني آمل وأتمني في المستقبل العام الجديد عاما مشرقا ومزدهرا وسلاما بين جميع الشعوبة الأثيوبية في التعايش السلمي وكل عام وأنتم بخير.
ومن جانبه قال القس هبتا ماريم تسما المقيم في مدينة اداما أن المسيحيين والمسلمين يحتفلون على حد سواء بالسنة الجديدة من خلال ذبح المواشي وإنه أيضًا وقت يكون فيه طبيخ الدجاج منتشر بكثرة في جميع أنحاء البلاد ،وفي غضون ذلك ،و أن العديد من الإثيوبيين مشغولين بالتسوق قبل الاحتفال براس السنة الجديد في أديس أبابا و تجري الاحتفالات بشكل بهيج كما تزدحم الشوارع لشراء الحاجات الضرورية على مستوى البلاد.
وأشار القس إلى أن الأثيوبيين يقضون أول يوم من العام الجديد، في المنازل بالمشاركة في الأطعمة والمشروبات التقليدية وعادة ما تكون مهمة المرأة في إعداد الطعام والشراب في حين أن الرجال مكلفون بتقديم الذبيحة وتوفير المال لشراء الهدايا للإحتفال بالسنة الجديدة ..
وفي ذروة إحتفال العام الجديد هو عندما يتخذ معظم الإثيوبيين في نهاية اليوم امنيات وخطط للسنة المقبلة. ومن الشائع أن يتوقف الناس عن الأعمال السيئة مثل التدخين وشراب الخمر، وإتخاذ قرار جديد في العام الجديد من أجل التغير والعمل الجاد لمستقبل أفضل ،ونتمى لكل الأثيوبيين أن يكون هذا العام عام إزدهار ونماء وسلام في أرجاء البلاد.
وأشار أيضا إلى أن الإحتفالات تنظم في أنحاء البلاد و أيضا بالعاصمة والمدن الكبرى وذلك بتنفيذ عدة برامج تطوعية تقدمها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على مختلف مستوياتهم لتقديم الخدمات والأعمال الخيرية وذلك في مجال مساعدة الفقراء وأصحاب الدخل المنخفض وشراء الدفاتر والأقلام وكذلك اللباس المدرسة لأصحاب الدخل المنخفض من المواطنين ، وكما تنفذ مشروعات إصلاح البيئة بالمدن و إلى جانب الترويج للتسامح والعفو والغفران والسلام من قبل المؤسسات الأديان والحكومة وذلك ،من القساوسة وشيوخ المسلمين و من رجال أباغدا وغيرهم.
وكما تتفرد هذه البلاد بتقويمها الخاص، إذ تتكون السنة الإثيوبية من 13 شهرا، ويبلغ عدد أيام كل شهر من شهورها الـ 12 الأولى 30 يوما، بينما يبلغ عدد أيام الشهر الـ 13 5 أو 6 أيام في السنة الكبيسة التي تأتي مرة كل 4 أعوام.
ويعرف الشهر الـ 13 باسم “باغمي” باللغة الأمهرية، ويكون في آخر العام، ولا تدفع فيه الأجور للموظفين والعمال، وهو عندهم شهر أيام شروق الشمس، وتمارس فيه طقوس دينية .
وذكر بأن عادة ما تستمر احتفالات العام الإثيوبي الجديد إلى أسبوع في تجمعات عائلية، وتنحر الذبائح، ويحتفل الأطفال على طريقتهم، حيث يلفون شوارع مدنهم حاملين باقة من الزهور وأوراقا كتبت عليها عبارات التهاني والتبريكات بالسنة الجديدة.