ماهي الخدمات التي قدمتها مؤسسة البصر الخيرية للمواطنين؟ 

* المؤسسة تجري علاجات للعيون في مدينتي سبتا ودودولا بإقليم أوروميا

 

عمر حاجي

 

أديس أبابا(العلم) إن مؤسسة البصر الخيرية العالمية، هي مؤسسة خيرية تطوعية غير حكومية وغير ربحية. وهي توجد في عديد من الدول. وتعمل في مجال مكافحة العمى في قارتي آسيا وإفريقياعبر برنامج شامل ومتكامل. و تأسست المؤسسة قبل  45 عاما، عن طريق مجموعة من أطباء العيون وتهدف إلى التخلص من أسباب العمى وضعف البصر في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على البلدان النامية. وتوفير الخدمات الطبية للجميع دون تمييز تحت شعار، (لكل شخص الحق في الرؤية والوصول إلى الرعاية الصحية بصورة عادلة).

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة “العلم” حوارا مع الدكتور ياسين راجو مالك ومؤسس “ياسين فونديشن للبصر”، ومسئول مؤسسة البصر الخيرية العالمية في إثيوبيا، حول، ما الخدمات التي تقدمها مؤسسة البصر للمواطنين؟ وما مستوى مساهمتها في مكافحة أمراض العيون وخاصة العمى؟ وكم مرة قدمت المؤسسة خدمات في إثيوبيا حتى الآن، وغيرها من الأسئلة الأخرى؟

قال السيد ياسين راجو: أولا، أنا عملت مع المؤسسة الخيرية العالمية منذ أكثر من 24 سنة، ومتعاون مع مؤسسة البصر الخيرية ممثلا عن بلدي إثيوبيا. وقال: إن هذه المؤسسة خالية من السياسة، والدين، وتمييز العرق، والجنس، والعمر، بل هي تتحرك على مستوى العالم. كما بنت المؤسسة 29 من المستشفيات في ثمانية بلدان، ونحو أربع من المستشفيات لمركز تدريب أطباء العيون. حيث تكون هذه المستشفيات كقاعدة أساسية لتنفيذ الحملات الطبية العلاجية المجانية لتحقيق إيصال الخدمات الطبية للمحتاجين إليها إلى مواقع تواجدهم. كما تم تجهز هذه المستشفيات بأحدث ما توصل إليه العلم من الأجهزة في مجال طب العيون ومدها بكوادر طبية مؤهلة بتأهيل عالي وذوي خبرة واسعة، وكادر إداري واسع الدراية في نظم العمل في مجال رعاية صحة العيون.

وقال السيد ياسين: إنه تم تقديم خدمات طبية مختلفة في إثيوبيا خلال مجيئ مجموعة من أطباء العيون لـ 40 مرة منذ البداية حتى الآن أكثر من 700 ألف إجراء فحص العيون، وأكثر من 100 ألف تم إجراء العمليات الجراحية، وإعادة النور للأشخاص. كما تم توزيع النظارات الطبية مجانا لأكثر من 120 ألف مواطن، وأكثر من 150 ألف تم توزيع الأدوية، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات والتوجيهات المهنية. وتم إجراء الفحص والعلاج بإقليم أوروميا في كل من مدينة سبتا و دودولا من 23 من شهر هاملي إلى 27 من شهر نهسي 2016 بالتقويم المحلي، الموافق 30 يوليو إلى 3 من شهر أغسطس 2024م   والـ 30 من شهر هاملي إلى 5 نهسي الموافق من 6 – 10 من أغسطس 2024 م وتم فحص  14 الف شخصا  واجراء عمليات جراحية  لـ726 مريضا في كلا المدينتين .

وتهدف المؤسسة إلى بناء مستشفيات تخصصية مؤهلة والتي يتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، وتعالج المرضى الذين يفدون إليها من أنحاء متفرقة من البلاد، وتقدم خدمات طبية مصحوبة بتقديم الأدوية والنظارات والعدسات. وتحرص رؤية المؤسسة على مبدأ المشاركة مع جميع الجهات المعنية في هذا المجال، سواء كانوا على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي. وقد نالت المؤسسة شهادة تقديرمن منظمة الصحة العالمية لما تقوم به من عمل طبي إنساني، بالإضافة إلى الجوائز والشهادات التقديرية المحلية والعالمية.

وقال السيد راجو، حول هدف المؤسسة: إن الهدف الرئيسي لهذه المؤسسة هو مكافحة العمى وأمراض العيون التي استمرت لأكثر من أربعة وعشرين عاما. وهناك، حاجة ماسة لجهود مكافحة العمى، ورأينا ثمارها ونتائجها الإيجابية الكبيرة التي خدمت ملايين الأشخاص وساعدتهم في عودة النور لأعينهم واكتشاف ما لديهم من الأمراض وعلاجها، مشيرا إلى أن الحاجة مستمرة ومتجددة مع تعدد مسببات العمى واستمرار أمراض العيون. ونحن نهتم بتقديم الخدمة للإنسان دون أي تمييز.

وقال السيد ياسين: حول، كم عدد المستفيدين من هذه الخدمة منذ أن تم  تقديم الخدمة في البلاد؟ وكم عدد الأطباء الذين يأتون لتقديم الخدمة؟ إنه تم إجراء الفحص حتى الآن ما يقرب لمليون شخص، وأن مؤسسة البصر قدمت ولا تزال تقدم خدماتها في إثيوبيا، حيث لها إسهامات كبيرة مقدرة في مجال طب العيون ومكافحة العمى وقصر النظر وعمى الانهار، من خلال نشاطات خيرية مجانية من خلال أعمال سنوية تنظمها في البلاد، مشيرا إلى أنه يتم اختيار تقديم الخدمات حسب الحاجة الماسة وهذه الحملات العلاجية لا تتجاوز عن عشرة أيام، ويتم خلاله إجراء الفحوصات، وإجراء عمليات جراحية تحتاج إليها، وصرف الدواء، والنظارات مجاناً وبدون مقابل. وأما عدد الأطباء الذي يأتون، يتكون من 17 شخصا، خمس منهم الأطباء الرئيسيون الذين يجرون العملية الجراحية، وتسعة منهم المهنيون المساعدون لهم.

وبدأت المؤسسة تقديم الخدمة في إثيوبيا من عام 2000 م، ولا تزال تقدم إلى الآن، لكن انقطعت هذه الخدمة بسبب مشاكل إنقطاع الأدوية وتوقف الطيران لستة سنة. وبعد تم تقديم الطلب إلى الرئيس جرما ولدجورجيس، ووقع عليها. وبدأ العمل منذ ذلك الحين إلى الآن بدون إنقطاع. ومع ذلك، أتت جائحة كوفيد 19 ولم يأتوا، حيث كان مشكلة عالمية. وعموما فإن المهنيين الأطباء يدورون على 29 دول العالم، من بين هذه الدول فإن إثيوبيا واحدة منها. ويأتي هؤالاء الأطباء مرة في السنة، وفي بعض الأوقات يأتون مرتين في السنة. وإذا رؤوا هؤلاء الأطباء خلال فترة علاج 10،000 إلى 15،000 ألف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المعالجة فسيأتون مرة أخرى في السنة، بعد أربعة أو ثلاثة أشهر.

وقال السيد ياسين: إن المؤسسة تعمل في أربعة محاور رئيسية في مكافحة العمى في إثيوبيا بعد أن وضعت خطة استراتيجية في هذا الخصوص بالتنسيق مع المنظمات الدولية الأخرى العاملة في هذا المجال. تم تقديم خدمات علاج مجانية وإجراء عمليات جراحية، وتوزيع نظارة طبية، فضلا عن توزيع أدوية مختلفة في تسع أقاليم البلاد، بالإضافة إلى إدارة مدينتين فيدراليتين خلال 21 سنة الماضية. وقد بلغ عدد مرضى العيون الذين تم إجراء عملية جراحية لإزالة الموية البيضاء أكثر من 700، ألف كما ذكرت سابقا. وتم تقديم خدمات علاج لمرضى العيون في جميع أنحاء البلاد مجانا، واستطاعت المؤسسة لإعادة نعمة النظر إلى الكثيرين، وعادوا إلى ممارسة أنشطهم اليومية مرة أخرى، وشعروا بالسرور.

وقال السيد ياسين، إننا طلبنا أماكن بناء المستشفى ومركز تدريب الأطباء في العاصمة أديس منذ أكثر من أربعة عشر سنة، لكن هناك مشكلة عندما تنزل إلى مستوى الأدنى، ولم نستطع إيجاد ما نريده. كما أن معظم الأقاليم قد تعهد لنا بإعطاء الأرض في أي وقت نريدونه. وقال: إننا والسودان بدأنا في وقت واحد، لكن أن السودان بنا 9 مستشفى خلال فترة الرئيس نميري. وآمل أن نجد من حكومة إقليم أوروميا عن قريب بما أن المهنيين الأطباء الموجودين معنا موكلين عن حكومة الإقليم.    

ومن جانبه، قال مسئول مكتب الصحة بمدينة شغر السيد جيتاهون بوليسي: إن من بين مبادرة الصحة التي نقوم بها على مستوى إقليم أوروميا، فإن رعاية صحة العين للمواطنين أحد أعمالنا الرئيسية، وذلك، من أجل استفادة المواطنين من الخدمات التي تقدمها مؤسسة البصر الخيرية العالمية سواء كانت إجراء الفحوصات الطبية أو إجراء العمليات الجرحية، أو إعطاء الأدوية، أوتعديل النظارات الطبية، وتقديم التوعية للمجتمع للحفاظ على رعاية صحة عيونهم. ولهذا، نقوم بالتنسيق مع الجهات الخيرية، مثل مؤسسة البصر في مركز الصحة بمدينة سبتا مع المهنيين من الأطباء الذين يعملون في هذا القطاع على مستوى المنطقة.

وقال السيد جيتاهون: إن مؤسسة البصر الخيرية قدمت مثل هذه الخدمات المذكورة في الأعلى للمجتمع في وقت سابق وفي أماكن مختلفة من الإقليم، حيث يتم تقديم خدمات علاج مجانية وإجراء عمليات جراحية، وتوزيع نظارة طبية، فضلا عن توزيع أدوية. كما يظهر ذلك في التقرير المقدم واستفاد كثير من المواطنين، مشيرا إلى أنه قد تم تجهيز الأماكن التي يتم فيه البرنامج، مع إعداد الإمدادات اللازمة في هذا الصدد.  

وقال الدكتور صموئيل يلما مسئول مكتب الصحة بمدينة سبتا: إن أعمال رعاية الصحة عامة على مستوى البلاد تجري بصورة رائعة، وفي مدينة سبتا وضواحي مدينة شغر هناك أعمال تم تنفيذها في مجال رعاية صحة المواطنين بصورة موسعة، من بينها رعاية صحة العيون في المراكز والعيادات ونقاط رعاية صحة العين الطبية، وإن لم يوجد مستشفى طب العين عبر تدريب المهنيين في مجال رعاية صحة العيون للذين يشتغلون في الصحة العامة. ذلك من أجل حل مشاكل المواطنين الذين يعاونون من مشكلة تراكوما في العين، الذي يعرف (بتيتي أر سرجي)، بالإضافة إلى إزالة المويا البيضاء الذي يغطي العيون. بالتعاون والتنسيق مع المهنيين من الأطباء المتطوعين، مثل مؤسسة البصر الخيرية العالمية. 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai