أكد سفير الجزائر لدى إثيوبيا، محمد الأمين العباس، على متانة العلاقات الثنائية القائمة بين إثيوبيا والجزائر، مشيرًا إلى التطور والنمو المستمر الذي تشهده هذه العلاقات على مختلف الأصعدة.
وسلط السفير الضوء على الصداقة التاريخية بين البلدين، والتي تعود إلى فترة نضال الجزائر من أجل الاستقلال، حيث قدمت إثيوبيا الدعم السياسي وأنواعًا مختلفة من الدعم لتحقيق الاستقلال.
وأشار السفير إلى أن هذه الرابطة التاريخية تعمقت بمرور الوقت، مع تقديم البلدين الدعم المتبادل والتعاون لمعالجة التحديات السياسية المشتركة. وأضاف أن الشراكة امتدت إلى التبادل الثقافي، حيث يواصل العديد من الطلاب الإثيوبيين تعليمهم في الجزائر.
وأوضح السفير أن التعاون الاقتصادي يعد محورًا رئيسيًا للعلاقات الثنائية، مع استراتيجية مشتركة تركز على التجارة والاستثمار والروابط الشعبية. ولفت إلى الزيارات الأخيرة لمندوبي صناعة الأدوية الجزائرية، التي تعكس الاهتمام المتزايد بفرص الاستثمار في إثيوبيا. وأكد أن وفدًا جزائريًا يضم مختبرات دولية سيزور إثيوبيا قريبًا لبدء الاستثمار في القطاع.
وأضاف السفير أن الجزائر حريصة على مشاركة تجاربها الناجحة في صناعة الأدوية مع إثيوبيا، مشيرًا إلى أن القطاع يساهم بشكل كبير في خلق فرص العمل وإحلال الواردات. واكد أن البلدين وضعا آليات للتعاون من خلال تبادل الوفود التجارية.
كما تحدث عن الجهود الجارية لتعزيز الاستثمار الزراعي وتوسيع النقل الجوي لتسهيل التجارة في القهوة والزهور وغيرها من المنتجات. وذكر أنه تم إبرام أكثر من 20 اتفاقية في قطاعات مختلفة بما في ذلك التجارة والاستثمار ومكافحة التهرب الضريبي.
وشدد السفير على أهمية الالتزام السياسي لتنفيذ هذه الاتفاقيات بشكل فعال، مؤكدًا على دور المشاورات رفيعة المستوى واللجنة المشتركة في توجيه الشراكة. وأكد أن إثيوبيا والجزائر تتقاسمان أرضية مشتركة بشأن القضايا الدولية، وخاصة السلام والأمن وتغير المناخ.
وأشاد السفير بجهود إعادة التشجير في إثيوبيا، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا مثاليًا للدول الأخرى.
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، السفير تايي أتسقي سيلاسي،استقبل مؤخرا السفير الجزائري لدى إثيوبيا بمناسبة انتهاء فترة عمله في البلاد. وأشاد السفير تايي بالعلاقات الطويلة والمثمرة بين البلدين وثمن جهود السفير الجزائري في تعزيز العلاقات الثنائية.
وفي معرض حديثه عن الفترة التي قضاها في إثيوبيا، أعرب السفير عن إعجابه بالتقدم التنموي الملحوظ الذي أحرزته البلاد.
وأوضح السفير العباس، الذي خدم في إثيوبيا مرتين، كسكرتير أول من 1986 إلى 1990 وسفير من 2022 إلى 2024، عن سعادته برؤية تنمية إثيوبيا خلال فترة ولايته.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وإثيوبيا تأسست في أوائل سبعينيات القرن الماضي.