البصمة الخضراء فن وإبداع

 

بقلم / د.طارق عبد النبى محمد على متخصص فى الدراسات المستقبلية

 

 

تحظى دولة إثيوبيا الشقيقة باقبال واسع من شعوب القارة الإفريقية ليس لعوامل جذبها الطبيعية فحسب ولا لعراقة شعبها الطيب المضياف بل لمنظومة المشاريع التنموية التى يتم تنفيذها فى عاصمة الإتحاد الإفريقى أديس أبابا.

ومن المؤكد أن عملية البناء والتعمير الداخلية لاتتم إلا بخلق حالة من الأستقرار والسلام والتصالح والتعايش وقد نجحت إثيوبيا فى ذلك مما جعلها أنموذجا لدول القارة الأفريقية .

وبالفعل تمكنت الدولة من تنفيذ عدد من المشروعات الحيوية التى تخدم منظومة الجذب السياحى كمشروع البصمة الخضراء ومشروع القرية العالمية للنجاشى صفر صفر ومشروع إعادة تأهيل وتطوير العاصمة أديس مما يؤهلها لاستقبال العائدين والزوار والمستثمرين العرب والأجانب.

وأود فى هذا المقال التركيز على أحد المشروعات الناجحة والذى ظللت أتابعه منذ سنوات عبر وسائل الإعلام المختلفة ألا وهو مشروع البصمة الخضراء الذى كسا العاصمة وماحولها حلة خضراء تسر الناظرين وتكسب النفس راحة وهدوء.

ومن المؤكد أن الدولة قد بذلت جهودا جبارة لانجاح هذا المشروع الحيوى العالمى من تخطيط وتمويل وتنفيذ  ففى كل عام يتم غرس ملايين الشجيرات الخضراء فى حملة رسمية وشعبية كبرى مصحوبة بزخم إعلامى كبير للتعريف بالمشروع وجدواه المناخية .

حيث تقوم هذه الشجيرات الخضراء بامتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون عاملة على زيادة كمية الأوكسجين فى الجو فترتفع نسبة الرطوبة التى تؤدى بدورها الى خفض درجة الحرارة.

ومن متابعاتى للاعلام أشاهد عددا كبيرا من الزوار الرسميين والشعبيين يضعون بصمتهم الخضراء مشاركين فى إنجاح هذا المشروع مساهمة منهم فى عملية التغير المناخى للعاصمة .

بل وأكثر من ذلك فقد حظى مشروع البصمة الخضراء بالدعم الخارجى لقناعة هذه المنظمات بجدواه ومساهمته فى التغير المناخى العالمى.

ولقد حدثنى عدد من الأخوة السودانيين واليمنيين المقيمين فى أديس أبابا أن من أحد أهم عوامل إستقرارهم وإستثمارهم فى أثيوبيا هو الطقس المعتدل على مدار العام ففى اليوم الواحد تتناوب عليك الفصول الأربعة وهذا شئ نادر الحدوث فى أى بقعة من بقاع العالم أضف الى ذلك حسن وحفاوة الأستقبال ورحابة الصدر الذى وجدوه من هذا الشعب المؤدب الطيب العريق.

ختاما يظل مشروع البصمة الخضراء علامة على تقدم وتطور دولة إثيوبيا.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai