من المعلوم ان السودان يمر بأزمة غير مسبوقة في تاريخه الحديث بالنظر للمؤامرة التي تحاك ضده منذ تفجر الحرب في 15 ابريل 2023م، هذه الحرب التي فرضت عليه بدعم وتمويل جهات خارجية قد أحدثت ابلغ الضرر بالبنية التحتية، والحقت خسائر فادحة في الارواح قد تجاوزت الالاف، والنزوح الذي تجاوز الملاين، وتفاقم معها الوضع الانساني الذي يزداد كل يوم سوءا.
وفي هذا الاطار أكد رئيس الوزراء أبي أحمد، الثلاثاء الماضي، وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً الى جانب السودان، موضحا أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني.
جاء ذلك خلال جلسة مباجثات عقدها رئيس الوزراء، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الإهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان.
وقال أبي أحمد أن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان مبيناً أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته.
وأضاف أن “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة” مشيرا إلى أهمية السلام بإعتباره اساس التنمية وأكد أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخليا دون تدخل خارجي.
من جهته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين مبيناً أنها إمتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان.
وأكد علي متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظه عليها.
وأكد عبدالفتاح البرهان حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
واختتم رئيس الوزراء أبي أحمد زيارته للسودان، وكان في وداعه بمطار بورتسودان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وعدد من الوزراء.
ومن جانبه أكد وزير مكتب خدمات الاتصال الحكومي، لغس تولو، أن المباحثات الثنائية التي أجراها رئيس الوزراء أبي أحمد، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، كانت مثمرة.
وأوضح لغس تولو في تصريح صحفي، أن هدف الزيارة هو بحث الحلول السلمية لإنهاء الصراع في السودان. وأشار إلى أن إثيوبيا والسودان يشتركان في 744 كيلومترًا من الحدود المشتركة، مما يجعل المشكلات في إحدى الدولتين تؤثر بشكل مباشر على الأخرى.
وسلط الوزير الضوء على العلاقات الطويلة الأمد بين البلدين، من حيث العلاقات بين الشعبين والروابط الثقافية والاقتصادية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون والعمل المشترك بينهما.
كما أشار إلى الجهود التي تبذلها إثيوبيا لتشجيع الاطراف المتصارعة في السودان على حل خلافاتها سلميًا والعمل معًا لإحلال السلام في بلادهم، معربًا عن التزام إثيوبيا المستمر بإحلال السلام في السودان.
مما لا ريب فيه إن وقف إطلاق النار بشكل فعلي هو أساس عملية السلام الناجحة في السودان وإنها الطريقة الوحيدة لإنهاء العنف وتسريع المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
أن لإثيوبيا ادوارا كبيرة لعبتها خلال الأعوام السابقة منذ فترة الأمبراطور هيلي سيلاسي الأولي ،وحتي وقتنا الحالي ،من أجل استقرار السودان ، وكانت هنالك تحركات منذ العام 1972التي أبرمت بموجبها إتفاقية أديس أبابا مرورا بالدور الذي لعبه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ،قبل ثلاثة أعوام لخلق تقارب بين المكون العسكري والمدني في السودان.
لقد لعبت حكومة إثيوبيا بالفعل دورًا مهمًا في التوسط بنجاح في تشكيل حكومة ائتلافية تتألف من العنصرين المدني والعسكري، واعتماد الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية.
وليس هذا فحسب بل أن الأطراف الخارجية لا ينبغي أن تتدخل في الشأن السوداني إلا بموافقة الأطراف السودانية كما حدث في وساطة ٢٠١٨ التي ساعدت إثيوبيا فيها في تحقيق نتائج إيجابية مثمرة.
مما لاشك فيه ان الموقف الاستراتيجي لإثيوبيا هو دعم اية عملية سلام لاستقرار السودان في كافة المواقع كما أن إثيوبيا تدعم كل الجهود التي تبذل من أجل أي خطوات للسلام والاستقرار في السودان من خلال كافة المنابر في دول الجوار .
أن العلاقة مع السودان علاقة تاريخية وسياسية وشعبية ، وتربط البلدين حدود طويلة ، وهذا ماجعل إثيوبيا تعمل علي تسهيل أستقبال السودانيين الفارين من الحرب الي وطنهم الثاني بكل يسر بتقديم كل التسهيلات .
واخيرا أن موقف إثيوبيا ، واضح و ثابت وهو مع أستقرار السودان ، وليس من مصلحتها أن يكون هنالك عدم أستقرار في السودان او في ايا من دول الجوار بل أكدت اثيوبيا مرارا وتكرار على ضرورة احترام التطلعات السيادية لشعب السودان وعدم تدخل الجهات الخارجية في الشؤون الداخلية للسودان.
واليوم تصب زيارة رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد الي السودان تاكيدا لاواصر العلاقات الاخوية بين البلدين و لدفع هذه العلاقات والعبور بها إلى أفضل المستويات بما تليق بتطلعات شعبي البلدين اللذين يستحقان السلام والامن والاستقرار .