إن نجاح عملية الحوار الوطني لن تكون نتائجها مقتصرة فقط على اثيوبيا ولكن على القرن الافريقي وأفريقيا ، حيث ستخلق أرضية للتفاهم وتطور ثقافة الحوار من أجل بناء نظام ديمقراطي قوي فى اثيوبيا وتأكد على السلام الدائم والدستور القوي فيها.
و تُعتبر المرحلة التي نعيش فيها مرحلة فارقة ومهمة، حيث تسعى اثيوبيا ومن خلال جميع أبناؤها الي الجلوس الى طاولة الحوار ليتم مراجعة القضايا الوطنية الاساسية التي لم يتم الإتفاق عليها.
و ستشهد الأسابيع القادمة أياماً فاصلة من عملية الحوار من اجل فائدة البلاد لتنعم بالسلام والديمقراطية والتنمية.
و نجاح اثيوبيا فى إجراء حوار وطني شامل وفعال سيتعدى فائدته الإقليم بإعتباره حلاً يحتذى به فى إيقاف النزاعات والتوصل الى سلام دائم وتنمية شاملة للجميع.
و نتيجة للأنظمة السابقة التي قادت البلاد، واجهت إثيوبيا عدة تحديات أعاقت تنميتها وحجبت سلامها المستدام.
ومن أجل معالجة السبب الجذري لهذه التحديات ومن ثم تحقيق السلام المستدام، أطلقت الحكومة الحوار الوطني الذي يمثل مثالاً ساطعًا على القوة التحويلية للحوار والتعاون.
هذه المبادرة الرائدة لديها القدرة على تحقيق حقبة جديدة من السلام والازدهار والوحدة في إثيوبيا، الدولة التي واجهت العديد من التحديات في السنوات الأخيرة.
ومما لا شك فيه أن الحوار الوطني الإثيوبي سوف يسفر عن نتائج متعددة وبعيدة المدى. ومن خلال توفير منصة لممثلي مختلف المجموعات العرقية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للالتقاء ومناقشة خلافاتهم، يمكن للحوار أن يساعد في سد الفجوات التي قسمت الإثيوبيين وخلق مجتمع أكثر شمولا.
وهذا بدوره يمكن أن يساعد في الحد من التوترات العرقية ومنع الصراعات في المستقبل، وتعزيز بيئة من التفاهم والاحترام والتعاطف.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الحوار الوطني هو منصة تجمع ممثلين من مختلف المجموعات العرقية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشات مفتوحة وشاملة.
ومن خلال تعزيز بيئة يمكن فيها سماع الأصوات المختلفة وأخذها في الاعتبار، يهدف الحوار إلى معالجة الأسباب الجذرية لمشاكل البلاد وإيجاد حلول مستدامة.
و إحدى الفوائد الأساسية لهذا الحوار هي قدرته على تعزيز التفاهم والتعاطف بين المجموعات العرقية المختلفة.
ومن خلال تشجيع التواصل والتعاون المفتوحين، يمكن للحوار أن يساعد في سد الفجوات التي قسمت الإثيوبيين وإنشاء مجتمع أكثر شمولاً. وهذا بدوره يمكن أن يساعد في تقليل التوترات العرقية ومنع الصراعات في المستقبل.
و من المزايا الأخرى للحوار الوطني قدرته على تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية. ومن خلال الجمع بين أصحاب المصلحة من مختلف قطاعات الاقتصاد، يمكن للحوار أن يساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار والإصلاح لتحسين الإنتاجية وخلق فرص العمل.
وهذا، إلى جانب مشهد سياسي موحد، يمكن أن يجذب الاستثمار الأجنبي المباشر ويحفز النمو الاقتصادي.
ومن خلال تبني قوة الحوار والتعاون، يستطيع الإثيوبيون العمل نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وشمولًا وانسجامًا.
لقد حان الوقت لكي تجتمع البلاد وتثبت للعالم أنه حتى أكثر القضايا تعقيدًا يمكن التغلب عليها من خلال التصميم والتسوية والرؤية المشتركة من أجل إثيوبيا أفضل.
علاوة على ذلك، يوفر هذا الحوار فرصة فريدة للإثيوبيين للمشاركة في شكل هادف وتشاركي من الحكم. ومن خلال إعطاء صوت للمجتمعات المهمشة سابقًا والسماح باتخاذ قرارات مفتوحة وشفافة، يمكن للحوار أن يساعد في تمكين المواطنين وتعزيز المؤسسات الديمقراطية.
وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى حكومة أكثر استجابة وخضوعا للمساءلة، وتخدم احتياجات الشعب الإثيوبي بشكل أفضل.
باختصار، يعد الحوار الوطني بمثابة ضوء أمل لإثيوبيا أكثر اتحادًا وازدهارًا وشمولاً. ومن خلال قوة الحوار والتعاون، سيعمل الإثيوبيون على تحقيق مستقبل يستمرون فيه في تقدير اختلافاتهم والاستمتاع بها.
لقد حان الوقت للبلاد لإظهار حكمتها للعالم من خلال التعامل مع القضايا الأكثر تعقيدا من خلال التصميم والتسوية ومن ثم خلق إثيوبيا مزدهرة لمواطنيها.