الدبلوماسية المائية الاثيوبية الناجحة !!

 

 

سد  أباي تمكن من تحقيق الإستخدام العادل والمنصف لنهر النيل ومحاربة الإدعاءات المضللة حول السد

 

سمراي كحساي

تلعب الدبلوماسية المائية دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون والتفاوض بين البلدان التي تتقاسم موارد المياه. ويشير الانتهاء مؤخرًا من عملية الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي الكبير ” أباي” من قبل إثيوبيا دون إلحاق الضرر على دول المصب، السودان ومصر، إلى تطورات إيجابية في جهود الدبلوماسية المائية.

وتحتفل البلاد هذه الايام بالذكري ال13 لباء سد اباي الذي سيعمل علي تعزيز الاقتصاد الاثيوبي والتعاون مع الدول المجاورة من خلال بيع الكهرباء .

ويرى ياسين احمد رئيس المعهد الاثيوبي للدبلوماسية الشعبية بان سد النهضة الإثيوبي يؤسس لمفهوم الأمن المائي الإقليمي لدول حوض النيل. حيث ان سد النهضة الاثيوبي خلق واقعا جيوسياسيا جديدا تغير معه مفهوم الأمن القومي التقليدي الخاص لكل من مصر والسودان الى المفهوم الأمن المائي الإقليمي العام بحكم ان نهر النيل هو نهر إقليمي ويفرض على كل دول حوض النيل حتمية للتعاون الإقليمي لحماية الامن المائي والاستفادة القصوي من الموارد المائية.

ووفقا لرئيس المعهد الاثيوبي  للدبلوماسية الشعبية ياسين احمد فأنه مع عدم ظهور أي تأثير لعمليات الملء الأربع التي جرت بنجاح  لسد النهضة” أباي” على تدفق نهر النيل نحو السودان ومصر، أصبحت إدارة إثيوبيا الحذرة لعمليات السد واضحة.

واضاف ان  هذا النهج الحذر  يشير إلى التزام إثيوبيا بتخفيف الآثار السلبية المحتملة على دول المصب وتعزيز النهج الدبلوماسي المائي البناء.

واشار الي انه من خلال حماية مصالح الدول المجاورة، تبدي إثيوبيا استعدادها للتعاون مع دولتي المصب والحفاظ على التوازن البيئي وسبل العيش والرفاهية على أرض الواقع  للمجتمعات في السودان ومصر وليس كما يروجها البعض عبر التحليلات والأخبار المضللة.

وقال ياسين ان استكمال عمليات الملء الأربع التي جرت بنجاح  تعتبر  بمثابة دليل على نوايا إثيوبيا لتجنب التسبب في ضرر كبير لدول المصب  وان هذا الإنجاز أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة وتعزيز التعاون بين الدول المشاطئة.

واشار الي انه من خلال طمأنة السودان ومصر إلى أن عمليات سد “أباي” لن تسبب ضرراً لسبل عيشهما، تهدف إثيوبيا إلى إنشاء أساس من الثقة والتعاون وتعد هذه الطمأنينة عنصرا محوريا في دبلوماسية الطاقة المائية الناجحة، مما يسلط الضوء على التزام إثيوبيا بمعالجة المخاوف وتعزيز التعاون.

وقال ياسين إن عملية استكمال الملء الأربع االتي جرت بنجاح  تتحدى مخاوف مصر المبالغ فيها من نقص المياه من خلال التأكيد على نجاح إثيوبيا في استكمال عملية الملء الرابعة ومن خلال إظهار أن هذه المخاوف المبالغ فيها غير مبررة، تهدف إثيوبيا إلى إبطال مزاعم مصر وتقليل الدعم الدولي لهذه المخاوف.

واضاف ان  إثيوبيا تسعي جاهدة من خلال تبديد المفاهيم الخاطئة المحيطة بسد النهضة إلى تعزيز حوار بناء وتعاوني أكثر مع مصر والدول المشاطئة الأخرى و إن معالجة التفسيرات الخاطئة أمر بالغ الأهمية لتعزيز جهود الدبلوماسية المائية وتعزيز التفاهم بين جميع أصحاب المصلحة.

السد والنمو السكاني

واشار رئيس المعهد الاثيوبي للدبلوماسية الشعبية ياسين احمد  الي ان بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير في حوض اباي  كان موضوعًا لنقاش وجدل حاد ومع ذلك، فإن فهم الأساس المنطقي وراء قرار بناء هذا السد الضخم  لتنمية الطاقة الكهرومائية في البلاد  يتطلب دراسة أكثر دقة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية داخل إثيوبيا.

واضاف ان مصر احتلت موقع الهيمنة الاجتماعية والاقتصادية داخل حوض النيل والإستحواذ بالكامل على التدفق لنهر اباي في القرن الماضي، مدفوعًة بالنمو السكاني السريع  ومع ذلك، بدأ هذا التوازن يتغير مع مرور الوقت حيث شهدت إثيوبيا طفرة في النمو السكاني  لانه وفقًا للبيانات الحديثة الصادرة تجاوز عدد سكان إثيوبيا عدد سكان مصر.

السد والنمو الاقتصادي

وقال ياسين ان إثيوبيا تتمتع حاليًا بعدد سكان مرتفع وهم منخرطين في الصناعة المختلفة  اقتصاديًا ويحتاجون إلى الطاقة الكهربائية  وفرص العمل والإمكانيات الاقتصادية مع نمو عدد السكان حيث أصبح الوصول إلى الطاقة قضية حاسمة لإثيوبيا للحفاظ على النمو والتنمية.

واضاف انه على الرغم من أهداف إثيوبيا المتوسعة، فإن عدم قدرة البلاد على الحصول على طاقة كافية من الكهرباء أدى إلى الحد من إمكاناتها الاقتصادية. ونتيجة لذلك، اضطرت  الحكومة الإثيوبية إلى بناء سد ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية كوسيلة لتلبية احتياجاتها من الطاقة وفي الوقت نفسه تعزيز النمو الاقتصادي وليس كما يستغرب  البعض ويستكثره على إثيوبيا بلد المنبع لاباي الأزرق المساهم بنسبة86  بالمائة ولم يسبق الإستفاة منه في الماضي وحتى الآن .

وأصبح بناء سد النهضة ” أباي” استجابة استراتيجية لتأمين مستقبل مستدام لإثيوبيا، وضمان الوصول إلى المياه والطاقة والفرص الاقتصادية.

سد النهضة “آباي”والدبلوماسية المائية

وقال رئيس المعهد الاثيوبي  للدبلوماسية الشعبية ياسين احمد ان استكمال إثيوبيا للملء الرابع بنجاح يمثل للسد فرصة لتنشيط الدبلوماسية المائية في المنطقة وانه من خلال إظهار نهجها الحذر والتزامها بالتعاون، تبعث إثيوبيا برسالة واضحة إلى السودان ومصر وغيرهما من البلدان المشاطئة بأنها تقدر اهتماماتها وتسعى إلى إيجاد حل مفيد للجانبين.

واضاف انه بدلاً من النظر إلى السد باعتباره تهديداً، ينبغي للجهات المعنية أن ينظروا إليه باعتباره فرصة للتعاون في إدارة موارد نهر اباي من أجل تحقيق المنفعة الأكبر للجميع.

وينبغي للمفاوضات والتعاون أن تقوم على مبادئ العدالة والإنصاف  والطموحات والتطلعات إلى التنمية التي من شأنها تخفيف الفقر والحصول على الطاقة الكهربائية التي تزداد إليها الحاجة يوما بعد يوم لإنارة المنازل واستخدامها في المصانع وغير ذلك  واحترام سيادة كافة البلدان المشاطئة. وهناك حاجة إلى بداية جديدة لمعالجة المظالم التاريخية والتحرك نحو نظام أكثر إنصافا وعدلا وشمولا في مجال استخدام المياه المشتركة وإدارتها بشكل مستديم. وينبغي أن يكون استكمال عملية التعبئة الرابعة بمثابة حافز لتجديد الحوار وبناء الثقة بين جميع الأطراف المعنية.

وفي الختام، فإن استكمال الملء الرابع للسد  والاحتفال بالذكري ال13 لبنائه يمثل إنجازًا كبيرًا لإثيوبيا ويوضح بجلاء قدرة البلاد على بناء وإدارة سد ضخم مع عدم  الضرر  بدول المصب.

ويظهر نهج إثيوبيا الحذر والتزامها بمعالجة المخاوف استعدادها لتعزيز الدبلوماسية المائية والتعاون بين الدول المشاطئة. ومن خلال تبديد المفاهيم الخاطئة وتحدي اتفاقيات الحقبة الاستعمارية، تهدف إثيوبيا إلى تعزيز نظام أكثر شمولاً وإنصافًا لإدارة مياه نهر النيل.

ولا شك أن نجاح  الملء الرابع للسد فرصة لجميع الجهات المائية  لتنشيط الدبلوماسية المائية والعمل معًا من أجل التوصل إلى حل مستدام ومتبادل المنفعة بدل الإصرار على تمسك الإتفاقيات الإستعمارية  التي لم توقع عليها إثيوبيا   . ولايمكن فهم الأساس المنطقي وراء بناء  السد  بمعزل عن العالم الخارجي، ولكن يجب النظر إليه من خلال عدسة مشروع تنموي كهرومائي بحث لتوليد الطاقة الكهربائية  تفرضها  بقوة  التحولات الاجتماعية والاقتصادية في دول  حوض النيل بما فيهاإثيوبيا .

وبما أن دول المنبع تشهد نمواً سكانياً سريعاً وظهور مجموعات سكانية جديدة نشطة اقتصادياً، فإن الحاجة إلى قدرات الطاقة تصبح أمراً بالغ الأهمية. ويشكل سد النهضة  خطوة متعمدة لتلبية هذه الاحتياجات، وضمان النمو والتنمية على المدى الطويل لدول الحوض، وتعزيز التنمية في  إثيوبيا  وتحقيق الإزدهار والرخاء لشعبها وشعوب المنطقة .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai