تشييع جثمان الصحفي المخضرم بمؤسسة الصحافة الإثيوبية أيوب قدي إلى مثواه الأخير

 أديس أبابا “العلم”  شيع يوم الثلاثاء الماضي  جثمان الصحفي المخضرم أيوب قدي الذي كان رئيس تحرير صحيفة العلم التي تصدر باللغة العربية منذ83 عاما التابعة  لمؤسسة الصحافة الإثيوبية.

وخدم الصحفي المخضرم أيوب قدي البلاد بكل جد واجتهاد في مناصب مختلفة لسنوات عديدة في صحيفة العلم التي تصدر باللغة العربية ضمن مؤسسة  الصحافة الإثيوبية على مدى34 سنة .

ولد الصحفي أيوب قدى  في 11 مارس 1958 لوالده السيد جيدي أمباي ووالدته السيدة هارجيوو جويتوم في مدينة كسلا  بالسودان.

وبمجرد أن بلغ سن الذهاب إلى المدرسة، أكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة الميريا في بلد ولادته في السودان، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة عمر حاج موسى في نفس السودان.

وجاء إلى إثيوبيا للتعليم العالي والتحق بكلية البناء بجامعة أديس أبابا وتابع دورة الدبلوم. وتخرج من جامعة أديس أبابا بدرجة البكالوريوس في الصحافة والاتصال. كما حصل على شهادته الثانية في فقه اللغة في جامعة أديس أبابا.

وكاننشيطا في صحيفة العلم من 15 مارس 1982 إلى 1 مارس 2016 حيث وافته المنية. وعمل الصحفي المخضرم أيوب قدي في مؤسسة الصحافة الإثيوبية في قسم الإعداد بجريدة العلم لمدة 34 عامًا في مناصب تتراوح بين المراسل ورئيس التحرير.

وإلى جانب عمله في صحيفة العالم، يعرف الصحفي أيوب بالكتابة والنقد الإعلامي في إعلام العالم العربي بما يحترم مصالح الوطن. على سبيل المثال في صحيفة  الراكوبة ونوبة تايمز،  وصحيفة النيلين وسودان نايل؛ كما عمل لصالح بلاده من خلال كتابة مقالات تحليلية لصحيفة العرب  ورأي اليوم اللندنيتين  وغيرها من الصحف والمواقع الإلكترونية.

كان الصحفي أيوب ودودًا مع زملائه، ويعامل الجميع على قدم المساواة، وكان مجتهدًا في العمل.

وتوفي الصحفي أيوب  قدي يوم الأحد، عن عمر يناهز 58 عاما، إثر مرض مفاجئ.

وأيوب صحفي، وهو متزوج وأب لطفلين.

وتعرب مؤسسة الصحافة الإثيوبية عن حزنها العميق لوفاة الصحفي المخضرم أيوب قدي، وتتقدم بالتعازي لأسرته وأصدقائه وزملائه في صحيفة  العلم والمؤسسة . 

أيوب قديً … موت (مدرسة) هو مؤسسها ورائدها الأول !!

** جيل كامل من الإعلاميين درسوا منهجه في الموضوعية والمصداقية المهنية!

محمد طه توكل

برحيل الإعلامي النابه الفذ (أيوب قدي) المفاجئ والمحزن، تنطوي صفحة من تاريخ جيل كامل بصفحات الصحفيين والإعلاميين في إثيوبيا، تستدعي تنكيس الأعلام حزنا عليه بساحات الإعلام الذي ظل يعمل فيه بإخلاص وتفان ونكران للذات أو البحث عن الاضواء أو المكسب الشخصي، رغم الفرص التي عرضت عليه، إلا أنه ظل على قناعاته متمسكا بها لما قدر له.

منذ اول يوم عرفته فيه و.. كنت قريبا منه، فوجدته إنسانا بسيطا يحمل في داخله كل صفات التسامح والطيبة ومشاعر الأخوة الصادقة دون رياء أو تصنع.

ايوب الذي وُلد في مدينة (كسلا) بشرق السودان، في حي (ابو خمسه) وترعرع فيها حمل جينات (بلدين) عزيزين بينهما الكثير من الاواصر التاريخية الازلية، فنجح في مد حبال العلاقات بين جيل شبابه هناك، ولم ينقطع التواصل معهم ابدا فبقي بعض من روحه معهم هناك واتسمت تلك العلاقات الممتدة ب(وزنة) ذكية تجمع عنده الخصوم المتصارعين المختلفين في الرؤى والآراء والتشاكس في بعض المواقف، اختاروه لحلها لأنه لم يكن ابدا جزءا من تلك التباينات المعهودة الطبيعية في اي مجال.

تخرج على يديه جيلين من الإعلاميين، فيما (رشف) هو من معين أساتذة كبار تتلمذ على يدهم حين التحق بصحيفة (العلم) هما الاستاذ (طلسم) ورفيقه سعيد عبد الرحمن رحمهما الله، اللذين ظل يعترف ويفاخر بما نهل منهما. ثم

ظل رحمه الله، يفسح الطريق أمام العشرات من الصحفيين والإعلاميين من بلدان مختلفة عمل على استقطابهم للكتابة في صحيفة (العلم) العريقة، فكان بفكره وجهده وعطائه (مدرسة) متفردة تستحق أن تدرس في مناهج البحث العلمي في كليات الإعلام.

كنت انا ممن ساهموا مبكرا بالكتابة في تلك الصحيفة ضمن تلك الكوكبة التي تبناها بالرعاية والنصح بحرفية مهنية عالية ، واحساس إنساني يحمل الخير للجميع، ولديه رؤية واضحة نجح بها في تقديم (إثيوبيا) للمتلقي العربي والإسلامي، وللمثقف الاثيوبي الذي يتحدث ويقرأ بالعربية من خلال المنابر المتعددة التي برع في ارتيادها .

كما امتاز الراحل أيوب قدي في مواقفه المهنية الصحفية بتبني خط(وسطي) لا يحيد عنه، لا هو هجومي و لا دفاعي في عمله الإعلامي انعكست كلها بالصدق في مواقفه واعماله.

تميز الحبيب الراحل بكونه اخا يقدر معنى الأخوة الحقيقية، ويحترم قيم الصداقة ويقدس الأخوة بلا أدنى سوء نيًة مع القريب والبعيد ، ومن اتفق معه أو اختلف.

وهكذا … وبهذا الرحيل الفاجع لأصدقائه ومن عملوا معه، تطوى صفحة انسان حمل من الطيبة والتسامح نشهد له بها، ونسأل الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يثبت قلب أسرته المكلومة ويصبرهم على فقده، فتلك مشيئة الله تعالى في خلقه ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى أن (إنا لله وإنا إليه راجعون).

ولترقد روحك الطيبة بسلام في جنة عرضها السموات والأرض، في كنف رب رحيم غفور.

خواطر إثيوبية ….وداعا صديقي الصحفي أيوب غدي

أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي

وصلني خبر كان كالصاعقة مساء امس الأحد ، وكأني في حلم ولكن ماهي الإ لحظات وبدأت أركز ،فأذا بي أعيد ذاكرة الحديث الذي وصلني وهو من أحد الأصدقاء ، عن وفاة أنسان عزيز .

فكان الخبر رحيل صديقنا الصحفي الإثيوبي أيوب غدي ، رئيس تحرير صحيفة العلم التي تصدر باللغة العربية “أقدم صحيفة تصدر باللغة العربية في المنطقة “.

أيوب غدي ،للذي لأيعرفه ،رجل مرح ومنفتح علي الجميع ، وليس محليا بل ما أن تتجه لي منطقة والإ سالت عن أيوب غدي .

أيوب ، الذي لو كتبنا عنه من اليوم وحتي الغد لن نوفيه حقه ، كان له دور كبير في العمل الإعلامي باللغة العربية في الداخل الإثيوبي وخارج البلاد ، وحلقة وصل بين أجيال مختلفة ، واكبت تطوير العمل الصحفي في البلاد علي الرغم من تحدياته خلال مختلف الحقب والحكومات .

أيوب غدي حلقة وصل لكل الإثيوبيين المتحدثين بالعربية ،و من الأجيال التي نشأت وترعرعت في شرق السودان “كسلا الحبيبة” .

أيوب له مقالات عددية عن إثيوبيا ، في مختلف المواقع والصحف العربية ، منها العلم وصحف سودانية متعددة ، وتجربته الإعلامية واكبت أجيال عديدة في العمل الإعلامي الإثيوبية .

وخلال فترة عمله في مؤسسة الصحافة الإثيوبية ، التي عمل فيها لأكثر من ثلاثة عقود ،وهي مؤسسة تمتلك عدد من الوسائل الإعلامية ،منها صحيفة العلم التي تصدر بالعربية، كان يقوم بجهود كبيرة لتطوير الصحيفة وخاصة بعد أن تقلد رئاسة تحريرها منذ سنوات طويلة مضت وحتي وفاته ،وكان يدعو الشباب المثقف في المنطقة للتواصل والكتابة للتعريف بالبلاد .

كانت لي علاقة جيدة مع الأخ أيوب غدي ، و أي لقاء بيننا كان عبر الهاتف أو مباشر ، لأبد أن يدور حول كيفية تطوير العمل وتطوير الصحيفة ، والتنسيق لأجراء تواصل مع جهات عديدة للمشاركة في الكتابة عبر صفحات الصحيفة .

وأبان فترة عملي في التلفزيون الإثيوبي ، كنا دائما ماننسق مع بعض لتغطية الفعاليات المختلفة التي تستضيفها البلاد .

والتقينا في عدد من اللقاءات المشتركة لأستضافة كبار الشخصيات القادمة للبلاد عبر مختلف البرامج ، وكانت له مقولة دائما مايقولها لي “ماتنسانا معاك ، الحمل ثقيل علي أنا في الجريدة “.

وكنا كثيرا مانتواصل حول كيفية القيام ببعض التحركات التنسيقية في مختلف الملفات والقضايا ، ودائما مايسألني عن مالجديد وكيف هو الوضع الأن وكيف سيكون ، ولأتنسانا بمقالاتك وحرك لينا الشباب للتعاون معنا .

وكنت عندما أساله عن صحيته وأحواله بصورة عامة ، كان يقول وهو ضاحكا .. الحمدلله كنا وين وبقينا وين ………

أيوب دائم السؤال عن الأصدقاء ، ويدعوة الجميع لدعم بعضه البعض ،ولمساعدة الكل ،وكان هميم بأوضاع الكل دون فرز .

رحمة الله عليك رحمة واسعة صديقي أيوب غدي ، فقد الإعلام الإثيوبي العربي أحمد أهم الأعمدة والسند ، وبفراقك جعلت بيننا فراغا لن يعوض ولكنها مشيئة الله .

وداعا صديقي أيوب غدي .

حبيبُ القلوب الشهمُ أيوبْ ، في ذمةِ اللهْ !!

أفتقد إلى كلماتك ، همساتك وابتساماتك ، أشتاق حقا إلى لقائك ..

فحتى وإن رحلت فإنك حاضر في قلوبنا التي تبتهج بك وتأنسُ بعفويتك وبساطتك وروحك الجميلة .

أي كلمات أنعيكَ بها وأرثيك يا صوت الصمت الأبلغِ الذي أسمعَ بصمتهِ أصمَّ الفكر والمنطق ؟؟!

ويا لله هل يسعفني رثائكَ اليوم حتى يغدق الله علي صبرا لرحيلك الذي فجعنا جميعا وأثار حزنا عظيما في وجداننا ..!

ويا ويح نفسي ماذا أقول اليوم في رثائكَ وأنتَ الذي كنتً أرثي معه حالا مأمولا لإعلامنا العربي الإثيوبي يا أبا نبيل ؟؟

لقد فجعت الأوساط الإثيوبية الصحفية والإعلامية برحيل نجم من نجوم الصحافة الإثيوبية العريقة وأحد الوطنيين المخلصين المحبين لوطنهم الإثيوبي وشعبه ..!

كلماتنا حيرى لوصفك يا حبيب القلوب أيوب ..!

فكم أسعدت قلوبنا بحسن كلماتك وحسن خصالك ؟؟

وكنت نعم الأخ المعلم الخلوق الناصح الذي لا تمل من مجالسته بل تشتاق إليها كلما لاحت شمسك الساطعة بحب الخير للناس .

والله آلمنا المصاب وأحزننا ولا نقول إلا ما يرضي خالقنا تعالى فإنا لله وإنا إليه راجعون .

رحم الله الأستاذ العزيز الكريم ( أيوب قدي ) رئيس تحرير صحيفة العلم الإثيوبية ، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته .

لقد عرفني به أستاذنا الصحفي الكبير محمد طه توكل حفظه الله وقال لي بالحرف : هو من أطيب الصحفيين وأوفاهم وأكثرهم خلقا وطيبة وإنسانية .

فما إن أتيته إلا ورحب بي أيما ترحيب وتعرفت من خلالها على هيئة الصحافة الإثيوبية ورجالاتها وصحفييها ومسؤليها الموقرين وأصبحت أحد المشاركين البارزين فيها خاصة في صحيفة العلم التي كان الراحل يرأس تحريرها حتى وفاته رحمه الله .

وبرحيل الأستاذ أيوب يظلم إعلامنا العربي حزنا وكمدا لفقدان أحد أبرز وأهم أركانه وكيانه ، فاللهم اجبر بقلوبنا وقلوب محبيه .

الأستاذ أيوب وصحيفة العلم من أوائل الذين فتحوا أبواب منابرهم الصحفية لأدافع من خلالها عن وطننا الإثيوبي فعليه رحمات الله تترى .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai